بدعوة مشتركة من المركز الثقافي الفرنسي في بيروت وشركة «جاكوار فيلم»، لبى أهل الصحافة والإعلام العرض الافتتاحي الأول لفيلم «داليدا»، وذلك في صالة سينما Montaigne التابعة للمركز.
يحكي الفيلم الذي بدأ عرضه في صالات السينما اللبنانية أول من أمس، سيرة حياة المغنية الفرنسية داليدا «يولاندا جيغليوتي» التي شغلت العالم بأعمالها الفنية، وأيضا بتفاصيل حياتها الشخصية التي لم تكن تخفيها عن محبيها. ولعل معايشة جيل كبير من أهل الصحافة الذين لبوا هذه الدعوة مشوار الفنانة داليدا عن كثب، فواكبوا أخبارها ولو في آخر فترة من حياتها (وجدت منتحرة في شقتها في منطقة مونمارتر في عام 1987)، ساهم في تلقفهم حيثياته بصورة مباشرة، خصوصا أنه نقل في بعض تفاصيله قصة واقعية، قدمت بعين المخرجة الفرنسية ليزا آزولوس، صاحبة خلفية ثقافية فنية لا يستهان بها؛ كونها ابنة المغنية الفرنسية ماري لافوريه.
بلغت كلفة هذا الفيلم الذي ساهم في كتابته إلى جانب أزولوس شقيق الفنانة الراحلة أورلاندو نحو 16 مليون يورو، التي لا تعد كلفة مرتفعة نسبة إلى فيلم سينمائي وضع عليه آمال كثيرة ليحقق النجاح على شباك التذاكر، ليس في فرنسا وحدها فحسب، بل أيضا في بلدان أخرى، كسويسرا، وبلجيكا، والمغرب، وتونس، ولبنان وكندا وغيرها، إضافة إلى مشاركته في «مهرجان أسوان السينمائي» في مصر خلال الشهر الحالي.
ورغم الانتقادات التي وجهتها بعض الصحف والمجلات الفرنسية للفيلم، معتبرة أن حياتها الشخصية احتلت معظم أحداثه، هاملا بذلك الشق المتعلق بمشوارها الفني إلى حد ما، إلا أن مشاهده لن يمل من متابعته على مدى نحو الساعتين، وهو يردد أغاني الفنانة الراحلة حينا، وليتعرف إلى معاناتها النفسية والشخصية حينا آخر. ويمكن القول إن الإيقاع العام للفيلم لم يقع في التكرار أو الرتابة؛ إذ حاول في معظم مجرياته نقل المشاهد من مرحلة إلى أخرى لحياة داليدا دون اتباع الحركة الكلاسيكية للكاميرا أو في التسلسل العادي لمجريات القصة.
جسدت دور داليدا في الفيلم عارضة الأزياء الإيطالية سفيفا الفيتي، فخاضت من خلاله أولى تجاربها السينمائية؛ وهو الأمر الذي تطلب منها الاستعداد للدور بكل جوانبه، فتعلمت الفرنسية في ظرف سبعة أشهر، وخضعت لجلسات ماكياج كانت تستغرق نحو ثلاث ساعات في كل إطلالة لها في الفيلم. كما تقمصت شخصية الفنانة الراحلة من رأسها حتى أخمص قدميها، مقلدة نفس خطواتها المغناجة وهي تمشي، وحاملة الشعر المستعار على رأسها، ونوعا من الجراحة الترقيعية على أنفها، ليعطيها نفس ملامح وجه الفنانة الراحلة، فأعادتها بذلك حية على الشاشة الذهبية.
من المشاهد الأولى للفيلم، التي تستهلها المخرجة بلحظة وداعها الحياة عندما أطفأت داليدا الأنوار، هي التي كانت تخاف الظلمة، بعد تناولها جرعة كبيرة من الأدوية المهدئة، يشدك الفيلم في حبكته المثيرة للتعرف إلى طفولة داليدا المعذبة؛ إذ كانت مصدر استهزاء وسخرية من قبل زملائها في المدرسة، في منطقة شبرا المصرية، الذين كانوا يصفونها بالقبيحة لوضعها نظارات كبيرة على عينيها المريضتين منذ ولادتها، وأيضا بسبب غياب والده، أستاذ الكمان في المعهد الوطني للموسيقى في مصر، لسنوات عدة عن بيته، بعد أن تم حجزه في مخيم عسكري أثناء الحرب العالمية الثانية، ليعود منه شخصا آخرا عنيفا يعاني اضطرابا نفسيا.
وندخل بعدها في صميم حياة داليدا الفنية عندما لفتت بصوتها المنتج الفني برونو كوكاتريس فطلب منها المشاركة في مسابقة غنائية تجري في الأولمبيا في باريس، فأعجب بنفحتها الشرقية لوسيان موريس، مدير البرامج في إذاعة «أوروبا 1»، فأمسك بيدها لتحقق النجاح تلو الآخر من خلال أغاني «بامبينو» و«كومي بريما» و«رومنتيكا» وغيرها وليتزوجها في عام 1961 بعد علاقة حب طويلة.
14:11 دقيقه
فيلم «داليدا» رحلة مؤثرة في حياة نجمة أحاط بها الموت حتى استمالها
https://aawsat.com/home/article/852391/%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85-%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%AF%D8%A7%C2%BB-%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%A4%D8%AB%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D9%86%D8%AC%D9%85%D8%A9-%D8%A3%D8%AD%D8%A7%D8%B7-%D8%A8%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA-%D8%AD%D8%AA%D9%89-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7
فيلم «داليدا» رحلة مؤثرة في حياة نجمة أحاط بها الموت حتى استمالها
الراحلة داليدا والممثلة سفيفا الفيتي التي تقمصت شخصيتها في الفيلم
فيلم «داليدا» رحلة مؤثرة في حياة نجمة أحاط بها الموت حتى استمالها
الراحلة داليدا والممثلة سفيفا الفيتي التي تقمصت شخصيتها في الفيلم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

