نتنياهو يرد على رئيس حكومة بلجيكا بتوبيخ سفيره لدى إسرائيل

نتنياهو يرد على رئيس حكومة بلجيكا بتوبيخ سفيره لدى إسرائيل
TT

نتنياهو يرد على رئيس حكومة بلجيكا بتوبيخ سفيره لدى إسرائيل

نتنياهو يرد على رئيس حكومة بلجيكا بتوبيخ سفيره لدى إسرائيل

تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صفعة سياسية مجلجلة، من نظيره البلجيكي، شارل ميشال، الذي قام بزيارة رسمية لإسرائيل، التقى خلالها، مجموعة إسرائيليين، مما أغضب نتنياهو وأثار غيظه، فأمر بتوبيخ السفير البلجيكي بشدة.
وكان نتنياهو اعتبر زيارة رئيس الحكومة البلجيكي، أول من أمس، «دليلاً على الصداقات الواسعة» في عهده، و«كذب المعارضة التي تزعم بأنه تسبب بعزلة لإسرائيل في الخارج». وتباهى بأنه طرح على ميشال، أن يوقف تمويل الجمعيات التي تعمل ضد جنود الجيش الإسرائيلي، خصوصًا «يكسرون الصمت» (التي تعمل على كشف خروقات الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين)، و«بتسيلم» (التي تنشط في الدفاع عن حقوق الإنسان).
ومع أن نتنياهو خرج بانطباع أن ميشال سيستجيب لطلبه، فقد اكتشف مصادفة، أن ميشال اجتمع في الساعة الأخيرة التي سبقت مغادرته تل أبيب، مع قادة الجمعيتين المذكورتين تحديدًا: «يكسرون الصمت» و«بتسيلم». وجرى اللقاء من دون إطلاع السفارة الإسرائيلية في بروكسل، أو وزارة الخارجية الإسرائيلية.
وتبين أن أعضاء البرلمان البلجيكي المرافقين لميشال، أبلغوا السفارة الإسرائيلية بأنهم ينوون التقاء ممثلي «يكسرون الصمت»، لكنهم لم يبلغوا بأن رئيس الحكومة البلجيكية أيضًا سيشارك في اللقاء الذي جرى في فندق الملك داود في القدس. وحسب مصادر سياسية في تل أبيب، فإن ميشال اختار أن يجتمع بنفسه مع يهودا شاؤول، مؤسس «يكسرون الصمت» وحجاي إلعاد، المدير العام لمركز «بتسيلم»، ليرد على سياسة نتنياهو الاستيطانية. وهو لم يكتفِ بذلك، بل نشر خلال وجوده في إسرائيل، تغريدات عدة حول الزيارة، بما في ذلك صورة من اللقاء مع رئيس الدولة، رؤوبين ريفلين، والزيارة إلى متحف الكارثة «ياد فاشيم»، لكنه لم ينشر صورة من لقائه مع نتنياهو. وفي أعقاب ذلك، أوعز نتنياهو إلى وزارة الخارجية بتوبيخ السفير البلجيكي لدى إسرائيل بشدة.
من جهة أخرى، نشرت وزارة الخارجية الألمانية بيان شجب شديد اللهجة لقانون مصادرة الأراضي الفلسطينية، وقال الناطق بلسان الوزارة، إن مصادقة الكنيست على القانون، قوضت ثقة ألمانيا بالتزام إسرائيل بالسلام. وأوضح: «كثيرون في ألمانيا، من الذين يقفون إلى جانب إسرائيل ويشعرون بالتماثل الكبير معها، يجدون أنفسهم الآن، وهم يواجهون خيبة أمل كبيرة جراء هذه الخطوة. ثقتنا بالتزام حكومة إسرائيل بحل الدولتين تتضعضع بشكل أساسي». كما تطرق الناطق إلى الدعوة التي يوجهها عدد من وزراء الحكومة الإسرائيلية لضم أجزاء من الضفة، وقال إن على الحكومة الإسرائيلية العمل لدفع حل الدولتين. «نحن نتمنى أن تجدد الحكومة الإسرائيلية التزامها بحل الدولتين الذي سيتم تحقيقه في المفاوضات، وتثبت ذلك من خلال تدابير عملية وفق مطالب الرباعي الدولي. ولكن بعد التصريحات المستهجنة لعدد من أعضاء الحكومة، الذين يطالبون بضم أجزاء من الضفة الغربية ويعدون مشاريع قوانين بهذا الشأن، بات الحديث هنا الآن عن مسألة ثقة».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.