قيادات في {إخوان} مصر يطعنون في إدراجهم على قوائم الإرهاب

محامي بالجماعة لـ «الشرق الأوسط» : النقض نظرت 8 حالات فقط وألغتها جميعها

قيادات في {إخوان} مصر يطعنون في إدراجهم على قوائم الإرهاب
TT

قيادات في {إخوان} مصر يطعنون في إدراجهم على قوائم الإرهاب

قيادات في {إخوان} مصر يطعنون في إدراجهم على قوائم الإرهاب

قالت مصادر في جماعة الإخوان المسلمين، إن عددا من قيادات الجماعة الذين فروا من البلاد على خلفية ملاحقات قضائية، طعنوا على قرارات قضائية بإدراجهم في قوائم الإرهاب. فيما أشار المحامي علي كمال، الذي يتولى قضايا عدد من قيادات الجماعة، إلى أن محكمة النقض نظرت طعون 8 حالات حتى الآن، وألغت قرار إدراجهم في قائمة الإرهابيين جميعهم، ما يجعل فرص قبول الطعون الأخرى أمرا مرجحا.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أصدر مطلع عام 2015 قانون الكيانات الإرهابية والإرهابيين، الذي يكفل للسلطات اتخاذ تدابير احترازية بحق المدرجين في القائمتين، من بينها تجميد أموالهم ومنعهم من السفر.
ووفقا للقانون الذي وافق عليه لاحقا مجلس النواب عقب انعقاده، تختص إحدى دوائر محكمة استئناف القاهرة بنظر طلبات الإدراج في قائمة الكيانات الإرهابية والإرهابيين التي يقدمها النائب العام للمحكمة، مدعوما بالتحقيقات التي تؤيد الوصف الجنائي.
وسبق للسلطات القضائية المصرية أن ألغت قرارات للنيابة العامة بإدراج 18 من قيادات الجماعة، على رأسهم مرشد الإخوان محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر، في قائمة الإرهابيين، رغم صدور أحكام بحقهم، نظرا لصدور القرار من النيابة العامة، وهو ما اعتبرته المحكمة مخالفة للقانون الذي يقصر حق إصدار القرار على محكمة استئناف.
وأدرجت محكمة، أوائل العام الجاري، 1500 شخصا في قائمة الإرهابيين، الأمر الذي يخول للسلطات اتخاذ تدابير تقيد من قدرتهم على التحرك، ما دفع عددا منهم للطعن على القرار أمام محكمة النقض.
وقالت المصادر إن عددا من قيادات الجماعة الموجودين حاليا في السودان، طعنوا بالفعل على قرار إدراجهم في قوائم الإرهابيين، ودفعوا بأن القرار يحرمهم من حقهم في حرية التنقل ومغادرة السودان؛ لأن الإدراج يترتب عليه سحب جواز السفر أو إلغاؤه، ومنع إصدار جواز سفر جديد.
وقال المحامي كمال الذي يتولى الدفاع عن الجماعة في عدد من القضايا الجنائية، إن فرص قبول الطعن مرجحة جدا، نظرا لأن النيابة العامة لم تحقق مع غالبية المدرجين في القائمة.
وأشار كمال إلى أن محكمة النقض نظرت بالفعل 8 طعون متعلقة بمتهمين في القضية المعروفة إعلاميا بـ«كتائب حلوان» وأنها قبلت هذه الطعون جميعا.
وبدأت السلطات المصرية في ملاحقة قادة جماعة الإخوان، في أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، ما دفع عددا منهم للفرار خارج البلاد، لكن صدام الجماعة بالسلطات وصل ذروته بعد فض اعتصامين لأنصار مرسي في القاهرة، ما تسبب في موجة من العنف في أنحاء البلاد.
وأصدرت محكمة الأمور المستعجلة قبل 3 أعوام حكما باعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، لكن قانونيين شككوا في أحقية المحكمة في نظر هذا النوع من الدعاوى، ولا تزال القضية متداولة في المحاكم المصرية.
وقال أعضاء هيئة الدفاع عن الطاعنين، إن حكم محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بشأن حظر جماعة الإخوان، والذي تم على أساسه إدراج عدد من قيادات الإخوان المصريين في السودان على قائمة الكيانات الإرهابية واعتبارها تنظيما إرهابيا، لا يزال محل طعن.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.