8 مرشحين يتنافسون على جائزة أفضل وزير بالعالم

ركزت على وزراء الدول النامية عطفًا على قدرتهم في مواجهة التحديات

الشيخ محمد بن راشد يكرم غريغ هانت وزير البيئة والقائم بأعمال وزير المدن والبيئة العمرانية  في أستراليا الفائز بجائزة «أفضل وزير في العالم» في العام الماضي («الشرق الأوسط»)
الشيخ محمد بن راشد يكرم غريغ هانت وزير البيئة والقائم بأعمال وزير المدن والبيئة العمرانية في أستراليا الفائز بجائزة «أفضل وزير في العالم» في العام الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

8 مرشحين يتنافسون على جائزة أفضل وزير بالعالم

الشيخ محمد بن راشد يكرم غريغ هانت وزير البيئة والقائم بأعمال وزير المدن والبيئة العمرانية  في أستراليا الفائز بجائزة «أفضل وزير في العالم» في العام الماضي («الشرق الأوسط»)
الشيخ محمد بن راشد يكرم غريغ هانت وزير البيئة والقائم بأعمال وزير المدن والبيئة العمرانية في أستراليا الفائز بجائزة «أفضل وزير في العالم» في العام الماضي («الشرق الأوسط»)

يتنافس 8 وزراء من حكومات عالمية للظفر بجائزة أفضل وزير في العالم، وذلك خلال الدورة الخامسة من القمة العالمية للحكومات، التي تنظم الأسبوع المقبل في مدينة دبي، بهدف الخروج بأفضل نماذج عالمية من الوزراء استطاعوا مواجهة التحديات في بلدانهم.
وتم اختيار الوزراء الثمانية من بين أكثر من 20 وزيرا حول العالم، تم طرح أسمائهم بناء على مسح عالمي شمل عددا من الحكومات حول العالم، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للجمهور لترشيح الوزراء عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتعد هذه الدورة الثانية لجائزة أفضل وزير، التي تهدف إلى إبراز نماذج حكومية عالمية، وتعزيز فرص تبادل الخبرات بين الحكومات حول العالم، وذلك بعد فوز الأسترالي غريغ هانت وزير البيئة والقائم بأعمال وزير المدن والبيئة العمرانية بجائزة «أفضل وزير في العالم» في دورتها الأولى، وذلك ضمن فعاليات الدورة الرابعة للقمة العالمية للحكومات.
ولا تختار الجائزة وزير من الإمارات، بهدف منحها استقلالية وحيادية، وفق ما ذكره المنظمون للقمة العالمية للحكومات، فيما يعلن عن الفائز ضمن حفل يقام على هامش فعاليات القمة. وركزت الجائزة في دورتها الثانية بشكل أكبر على الدول النامية، نظرًا لما تواجهه حكوماتها من تحديات ناتجة عن ندرة الموارد وضعف القدرات والتكنولوجيا، ما يجعل من النجاح فيها نموذجًا أفضل للاتباع، وفقًا للمعلومات الصادرة أمس.
وقال عمر العلماء، مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، إن جائزة أفضل وزير في العالم تشكل مناسبة دولية لعرض تجارب الوزراء الملهمة حول العالم، وتأثيراتها وانعكاساتها الإيجابية على الشعوب، وبحث سبل نقل هذه التجارب وتعميمها لتستفيد منها دول وشعوب أخرى.
وأضاف العلماء أن القمة العالمية للحكومات، من موقعها كمنصة جامعة تعنى بتسليط الضوء على الجهود البارزة في مجال صناعة المستقبل، تحتفي بالوزراء الذين قادوا مشروعات ناجحة وحققوا نتائج غير مسبوقة عبر تطوير وقيادة مبادرات حكومية مبتكرة، حيث إن التجارب المميزة تشكل مصدر إلهام للارتقاء بالعمل الحكومي، وتستحق التقدير، والقمة العالمية للحكومات هي المنصة المثالية لعرض هذه التجارب.
وزاد: «الجائزة تمنح للوزراء الذين قادوا أو شاركوا في تنفيذ مشروعات حكومية ناجحة، حققت نتائج إيجابية ملموسة على حياة المواطنين والمجتمع»، مشيرًا إلى أهمية تسليط الضوء على النماذج المميزة من أصحاب الفكر المبتكر والإنجازات، لتعميم الأثر الإيجابي الذي أحدثوه في مجتمعاتهم على الشعوب.
وقالت اللجنة المنظمة، إن عملية البحث والتقييم تمت وفقًا لمعايير صارمة ترتكز على المشروعات والمبادرات التي أطلقها أو نفذها الوزراء المرشحون، إضافة إلى توظيف الابتكار في تنفيذ المشروعات الحيوية التي عملوا عليها، وما كان لها من أثر إيجابي ومستدام على حياة الشعوب، إضافة إلى معايير شخصية مثل الحضور الإيجابي للوزير والسمعة الطيبة والشفافية والنزاهة. وفقًا للتقرير الصادر أمس، فإن لجنة تحكيم مؤلفة من خبراء دوليين وشخصيات بارزة يمثلون جهات عالمية محايدة، تتولى دراسة ملفات المرشحين للجائزة، من خلال بحث معمق لإنجازات المرشحين لاختيار الوزير الفائز بجائزة الأفضل عالميًا.
من جهته، قال مايك جونز، رئيس خدمات استشارات القطاع العام في «آرنست آند يانغ» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «إن جائزة (أفضل وزير في العالم) التي تقدمها القمة العالمية للحكومات تمثل إضافة نوعية مبتكرة».
ويشارك في القمة العالمية للحكومات التي تعقد بين 12 و14 فبراير (شباط) الحالي، أكثر من 4000 شخصية، من 138 دولة، وتتضمن أكثر من مائة موضوع، يلقي الضوء عليها كبار المتحدثين في جلسات رئيسية وتفاعلية. وأضاف العلماء في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الدورة الثانية من جائزة أفضل وزير في العالم جاءت مختلفة عن الدورة الأولى، التي حقق فيها الأسترالي غريغ هانت، وزير البيئة والقائم بأعمال وزير المدن والبيئة العمرانية، من خلال البحث عن نماذج واجهت تحديات على الرغم من قلة الموارد، وهو لإبراز دورهم في تحقيق التنمية في محيطهم، وتجاوز كل المعوقات.
وزاد العلماء «الوزراء الذين تم ترشيحهم لم تكن تجاربهم مقتصرة على بلدانهم، بل كانوا نماذج عالمية قادت حتى دولا متقدمة لتكرار تجربتهم؛ وهو ما دفع اللجنة المنظمة إلى اختيارهم»، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الوزراء المرشحين يأتون من ثلاث قارات، هي أميركا اللاتينية، وأفريقيا، وآسيا، وموضحًا أن السرية في الإعلان عن أسمائهم هو أحد أنظمة الجائزة.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».