ألمانيا: ألف عائلة تبحث عن النصح في مركز إرشاد القاصرين ضد الإرهاب

1600 قضية تخص شبابًا تطرفوا من خلال الدعاية الإرهابية على الإنترنت

ألمانيا: ألف عائلة تبحث عن النصح في مركز إرشاد القاصرين ضد الإرهاب
TT

ألمانيا: ألف عائلة تبحث عن النصح في مركز إرشاد القاصرين ضد الإرهاب

ألمانيا: ألف عائلة تبحث عن النصح في مركز إرشاد القاصرين ضد الإرهاب

رغم الشكوك حول فائدة مراكز الإرشاد من خطر الإرهاب على القاصرين، اجتذب المركز الرئيسي في دائرة الهجرة واللجوء أكثر من 1000 عائلة اتصلت بهذه المراكز في العام الماضي طلبًا للنصح في كيفية التعامل مع بنت أو ابن يخشى عليه من تأثير الإرهابيين.
ونقلت صحيفة «برلينر تسايتونغ» عن متحدثة باسم دائرة الهجرة واللجوء في نورمبيرغ أن مركز الإرشاد تلقى سنة 2016 نحو 1000 مكالمة من عائلات مسلمة تطلب النصح خشية تطرف أبنائها. ويزيد هذا الرقم بمقدار 100 مكالمة عن العام الذي سبقه، إلا أنه تضاعف مقارنة بعدد المتصلين بالمركز في سنة 2012 التي شهدت تأسيسه.
وبلغ عدد المكالمات، منذ إنشاء الخط الهاتفي الساخن في المركز، أكثر من 3300 مكالمة. وهي مكالمات صدرت عن أحد الوالدين أو عن معلم أو عن ولي أمر أو صديق، وتتعلق في غالب الأحيان بقاصرين. وأحال المركز هذه القضايا إلى مراكز اجتماعية متخصصة تعمل حاليًا على أكثر من 1600 قضية تخص شباب تطرفوا بتأثير مباشر أو من خلال الدعاية الإرهابية على الإنترنت. وتحدثت دائرة الهجرة واللجوء عن بلوغ مركز الإرشاد طاقته القصوى، وأنه يتوقع تزايد الحاجة إلى المرشدين بحكم تزايد عدد المتطرفين وتزايد عدد المصنفين في خانة «الخطرين».
واعتبرت الدائرة هذه الأرقام دليلاً على أن مكافحة الإرهاب لا تتم بالأساليب الهجومية فقط، وإنما بالوقاية منها.
جدير بالذكر أن عدًا من النواب البرلمانيين، خصوصًا من أحزاب المعارضة، شكك بفائدة هذه المراكز بعد أن ظهر أن شابًا تركيًا من المساهمين في الهجوم على معبد للسيخ في أبريل (نيسان) كان من المشمولين بإرشاد هذه المراكز. وكانت الشرطة الألمانية، بعد يوم من الهجوم، اعتقلت قاصرين من أصل مغربي والتركي في مدينة بلدة شريمبيك - غالين بتهمة تنفيذ الهجوم الذي أوقع 3 جرحى في معبد السيخ.
اتضح أيضًا أن صالح س. (18 سنة)، أخ القاصرة صافية س. (16 سنة)، التي نالت حكمًا بالسجن لست سنوات ونصف السنة بتهمة طعن شرطي في عنقه، كان من المشمولين برعاية هذه المراكز. وصالح س. متهم بإلقاء قنبلة على مركز تجاري في مدينة هانوفر، العام الماضي.
على صعيد متصل انتقدت دائرة الهجرة واللجوء وزارة الداخلية الألمانية بسبب الجوازات الكثيرة المزورة التي تكتشفها، وفات على الوزارة كشفها. وأعلنت الدائرة أنها دققت أكثر من 217 ألف جواز ووثيقة قدمها طالبو اللجوء إلى السلطات في ألمانيا سنة 2015، وكشفت عن 1000 جواز مزور في النصف الأول من ذلك العام.
هذا، إضافة إلى 2273 وثيقة وجوازًا تم التلاعب بها. مع ملاحظة أن 20 - 30 في المائة فقط من طالبي اللجوء في العام الماضي كانوا يحملون وثائق ثبوتية صالحة.
ودققت دائرة الهجرة واللجوء سنة 2016 أكثر من 99 ألف جواز ووثيقة وكشفت عن نسبة تزوير تبلغ 6 في المائة. وتم تبليغ السلطات حول التزوير في الحال، كما أحيلت القضايا التي تتعلق بالإرهاب إلى دائرة الأمن العامة. وكان يواخيم هيرمان، وزارة داخلية بافاريان تحدث عن نسبة وثائق وجوازات مزورة ومتلاعب فيها ترتفع إلى 70 في المائة بين صفوف اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا بين 2015 - 2016. وأشار راينر فيندت، رئيس نقابة الشرطة الألمانية، إلى أن تدقيق هويات طالبي اللجوء متعذر. وذكر أن أحد أسباب ذلك انعدام وصول البيانات الصحيحة عنهم من البلدان التي وفدوا منها. وأكد فيندت أن 80 في المائة من طالبي اللجوء الذين دخلوا ألمانيا لا يحملون أوراقًا ثبوتية كافية، وأن هذا مصدر «خطر».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.