الموضة تتبنى أبناء النجوم

إلى عهد قريب كان النجوم عنصر جذب مهم في الكثير من عروض الأزياء، وكانوا أيضا مصدر تذمر. ففي أسبوع نيويورك مثلا كان من العادي أن تتأخر العروض لساعة أو أكثر انتظارا لوصولهم من دون أي اعتبار لباقي الضيوف. وكالعادة انتقل هذا التقليد إلى باريس وميلانو وحتى لندن في السنوات الأخيرة بعد أن أكدت العملية أن الضيوف قد يتذمرون ويسخطون على المصمم لكن في النهاية يحصل العرض على تغطيات إعلامية مجانية بفضل وجد هؤلاء النجوم فيه. بيد أننا نلاحظ في السنوات الأخيرة تقليدا جديدا تتبناه الموضة ويتمثل في تبنيها لأبناء وبنات هؤلاء النجوم والاستعانة بهم في عروضهم أو حملاتهم الترويجية. بعضهم تعدى بالكاد سن المراهقة لكنهم إما احترفوا المهنة أو اكتفوا بها كهواية ومصدر ربح إلى حين. من هؤلاء نذكر ليلي روز ديب، ابنة جوني ديب والمغنية الفرنسية فانيسا بإرادي، وويلو ابنة النجم الأميركي ويل سميث، إلى جانب أبناء فكتوريا وديفيد بيكهام، وابنتي سيلفستر ستالوني، اللتين ظهرتا في عروض «دولتشي آند غابانا»، وجايد جاغر ابنة المغني ميك جاغر والعارضة جيري هول، أيري ابنة الممثل البريطاني جود لو، كذلك ابنه رافيرتي، عدا عن بنات المغني ليونيل ريتشي والعارضة سيندي كروفورد بل حتى حفيد المغني بوب ديلان دخل المجال، وأخيرا وليس آخرا باريس ابنة الراحل مايكل جاكسون، وآخرون. فاللائحة طويلة وتزداد طولا موسما بعد آخر.
ورغم أن البعض يتهم عالم الموضة بالمحاباة، وهو ما قد يكون صحيحا إلى حد ما، لكن ما لا يختلف عليه اثنان أن أغلب هؤلاء الأسماء نشطين على شبكات التواصل الاجتماع ويتمتعون بملايين المتابعين على الإنستغرام، الأمر الذي يشير إلى أن في العملية إفادة واستفادة في الوقت ذاته. ثم لا ننسى أن معظمهم يمثل جيلا شابا تحاول الموضة كسب وده بأي شكل لأنه هو المستقبل، علما بأنه جيل متشبع بثقافة تلفزيون الواقع وبالفضول الذي يدفعه لمتابعة كل صغيرة وكبيرة عن حياة النجوم. من هذا المنطلق فإن ظهور هؤلاء في حملات ترويجية أو في عروض أزياء معينة تزيد من شعبية الماركة، إن لم تعرف بها أساسا.
بروكلين بيكام مثلا، شارك في حملات ترويجية لدار «بيربري» وتفرع للتصوير الفوتوغرافي، ويتمتع حاليا بأكثر من 9 ملايين متابع على الإنستغرام، الأمر الذي أكسب الحملة الترويجية التي ظهر فيها شعبية كبيرة. نفس الشيء انتبه له المخضرم كارل لاغرفيلد، الذي يمكن القول إنه أكثر محاب للنجوم، بالنظر إلى عدد من شاركوا في عروض «شانيل» أو حملاتها الترويجية، سواء المتعلقة بالأزياء والإكسسوارات أو بمنتجات التجميل. ورغم أن بعضهم يشكك في قدراتهم، بل حتى في مقاييسهن، فإن الأمر أصبح عاديا ومقبولا مقارنة ببضع سنوات فقط. في عرض «شانيل» الأخير لربيع وصيف 2017 اختتمته ليلي روز ديب بفستان وردي بكشاكش كثيرة وصورة تداولتها مجلات الموضة العالمية تظهر فيها مع المخضرم كارل لاغرفيلد.