روسيا والإمارات تطالبان واشنطن بوضوح أكثر بشأن المناطق الآمنة

لافروف يدعو لرفع تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية

الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وسيرغي لافروف وأحمد أبو الغيط خلال مؤتمر صحافي في أبو ظبي (إ.ف.ب)
الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وسيرغي لافروف وأحمد أبو الغيط خلال مؤتمر صحافي في أبو ظبي (إ.ف.ب)
TT

روسيا والإمارات تطالبان واشنطن بوضوح أكثر بشأن المناطق الآمنة

الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وسيرغي لافروف وأحمد أبو الغيط خلال مؤتمر صحافي في أبو ظبي (إ.ف.ب)
الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وسيرغي لافروف وأحمد أبو الغيط خلال مؤتمر صحافي في أبو ظبي (إ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم (الأربعاء)، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يجب أن يكون أكثر تحديدًا بشأن اقتراحه إقامة مناطق آمنة في سوريا، مضيفًا أنّ محاولات تنفيذ مثل هذه السياسة في ليبيا كانت مأساوية.
وتابع في مؤتمر صحافي في ختام الدورة الرابعة لمنتدى التعاون الروسي العربي في أبوظبي مع وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، أنه يأمل أن تبحث روسيا القضية مع وزارة الخارجية الأميركية بمجرد أن تنتهي من وضع خطط أكثر تفصيلا عن المناطق الآمنة.
من جهّته، تحدّث بن زايد قائلاً إنه لا بد من الإدارة الأميركية أن تقدّم مزيدًا من التفاصيل قبل تأييد فكرة المناطق الآمنة في سوريا، مشيرًا إلى أن مؤتمر آستانة برهن إمكانية حل الأزمة في سوريا.
وقال لافروف إنه لا يعتقد مما يعرفه حتى الآن أن ترمب يقترح إقامة مناطق آمنة بنفس الطريقة التي نُفذت في ليبيا عام 2011.
وأكد لافروف أن رفع تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، سيساعد في تسوية الأزمة السورية. موضحًا أنّ إبعاد النظام السوري «بصفته عضوًا كامل الحقوق في الأمم المتحدة، عن المشاركة في المناقشات في جامعة الدول العربية، لا يساعد جهودنا المشتركة». وحسبما يرى لافروف فإنّ الجامعة ستتمكن من لعب دور أكثر أهمية في حال عودة النظام للعضوية.
في المقابل، أفاد أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة، بأن ّ تجميد عضوية سوريا نُفّذ بقرار من الجامعة، وإمكانية عودتها للجامعة العربية غير مطروحة حاليًا. وتابع أن إعادة عضويتها قرار خاضع للدول الأعضاء. مشيرًا إلى استعداد أمانة الجامعة لتنفيذ قرارات مجلسها على مستوى الوزراء أو القمة، في حال طرحت دولة أو دول عدة من أعضاء الجامعة هذا الموضوع.
وفيما يخصّ المفاوضات السورية، التي جرت في آستانة، في أوائل الأسبوع الماضي، قال لافروف إنها كانت ترمي إلى توفير الظروف المواتية للتفاوض المباشر بين طرفي النزاع بفضل ضمان وقف إطلاق النار. وتابع أن إمكانية الانضمام لاتفاق الهدنة مفتوحة أمام جميع الراغبين، باستثناء «داعش» و«جبهة النصرة».
واستطرد لافروف، كاشفًا عن أن الإعلان عن انعقاد لقاء آستانة، دفع بالأمم المتحدة إلى الإعلان عن موعد استئناف المفاوضات في جنيف، في 8 فبراير (شباط)، ومن ثم أجّلت إلى 20 من الشهر نفسه. وأعرب الوزير الروسي عن أمله في ألا يتم تأجيل انطلاق المفاوضات مجددًا.
وخلال الدورة الرابعة للمنتدى، أكد الجانبان الروسي والعربي، على أهمية تكثيف الجهود لمحاربة الإرهاب. وفي هذا الشأن أعرب لافروف عن تقديره للشركاء العرب على دعمهم مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تشكيل جبهة شاملة لمحاربة الإرهاب.



93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

فريق تابع للبعثة الأممية لتنفيذ اتفاق الحديدة بعد انتزاع الألغام المحيطة بمؤسسة غذائية يمنية (الأمم المتحدة)
فريق تابع للبعثة الأممية لتنفيذ اتفاق الحديدة بعد انتزاع الألغام المحيطة بمؤسسة غذائية يمنية (الأمم المتحدة)
TT

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

فريق تابع للبعثة الأممية لتنفيذ اتفاق الحديدة بعد انتزاع الألغام المحيطة بمؤسسة غذائية يمنية (الأمم المتحدة)
فريق تابع للبعثة الأممية لتنفيذ اتفاق الحديدة بعد انتزاع الألغام المحيطة بمؤسسة غذائية يمنية (الأمم المتحدة)

بالتزامن مع كشف الأمم المتحدة عن مقتل وإصابة قرابة 100 مدني في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية من محافظة الحديدة اليمنية خلال العام الماضي، رصدت دراسة استقصائية مقتل العشرات من المدنيين والمسافرين والمزارعين في محافظة مأرب خلال العامين الماضيين.

وأفادت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق ستوكهولم الخاصة بالحديدة (أونمها) بمقتل وإصابة 93 مدنياً في الحديدة خلال العام الماضي، بواقع 41 قتيلاً و52 مصاباً إصاباتهم متفاوتة الخطورة.

وبحسب البعثة الأممية التي تأسست مطلع عام 2019، فإن المناطق التي تصل إليها ولايتها في المحافظة شهدت خلال تلك الفترة 61 حادثة انفجار ناجمة عن الألغام التي زرعتها الجماعة الحوثية ومخلفات الحرب، وبلغت نسبة النساء والأطفال من ضحايا تلك الانفجارات 40 في المائة.

وتوزعت حوادث الانفجار على 10 مديريات في المحافظة، وشهدت مديريات الدريهمي والحالي والحوك، القريبة من مركز المحافظة باتجاه الجنوب، غالبية تلك الانفجارات.

فريق عسكري سوداني يمني أثناء إزالة قرابة 5 آلاف لغم في محافظة الحديدة بدعم سعودي (أ.ف.ب)

وعدّت «أونمها» محافظة الحديدة من أكثر المحافظات اليمنية تلوثاً بالألغام، نتيجة كثافة زراعتها العشوائية بالألغام الحوثية، خصوصاً في مناطق مأهولة بالسكان، ما يُمثل تهديداً مستمراً لحياة المدنيين، وعائقاً أمام عودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية.

وشهد العام الماضي انخفاضاً في عدد الحوادث والضحايا إلى النصف تقريباً مقارنة بالعام السابق له، بناءً على تقرير البعثة التي حذرت، رغم ذلك من أن اليمن لا يزال متأثراً بشدة بالمخلفات المتفجرة.

وكانت البعثة أعلنت عن مقتل وإصابة 31 مدنياً بينهم 8 أطفال، جراء 7 حوادث انفجار ألغام أرضية ومقذوفات من مخلفات الحرب في المحافظة، خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

حصار سكان مأرب

وثقت مؤسستان محليتان في محافظة مأرب اليمنية (173 كيلومتراً شرق صنعاء) 68 حالة قتل وإصابة بسبب الألغام خلال الفترة منذ مطلع العام قبل الماضي، وحتى نهاية الثلث الثالث من العام الماضي.

آلاف الإصابات التي أدى الكثير منها إلى إعاقات دائمة ليمنيين بسبب الألغام (أ.ف.ب)

وبينت دراسة استقصائية نفذتها كل من مؤسسة «سد مأرب للتنمية الاجتماعية» و«تحالف ميثاق العدالة لليمن» ضمن «مشروع ساند لمناصرة ضحايا الألغام» أن الفترة ما بين يناير (كانون الثاني) من عام 2023 وحتى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي شهدت 29 واقعة انفجار، تسببت في 68 حالة قتل وإصابة منهم، بواقع 22 حالة وفاة 46 إصابة متفاوتة الخطورة لمدنيين من المسافرين والمزارعين.

وتصدر الأطفال فئات الضحايا الذين تم توثيقهم بعدد 31 طفلاً، ثم الرجال بعدد 30 رجلاً، و6 نساء، ومسن واحد، وتسببت الإصابات في 12 حالة إعاقة.

وأظهرت الدراسة أن 26 فرداً من الضحايا هم من أبناء محافظة مأرب، و25 ضحية من النازحين إليها بسبب الحرب وممارسات الجماعة الحوثية، و12 من المسافرين في طرق المحافظة، كما أن من بين الضحايا 4 من المزارعين.

عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

وسقط الضحايا في 6 مديريات من مديريات المحافظة، وفقاً للدراسة التي بينت أن 69 في المائة من حوادث انفجارات الألغام والذخائر من مخلفات الحرب تقف خلفها الجماعة الحوثية، بينما تقف أطراف مجهولة أو موالية للجماعة خلف 31 في المائة من الانفجارات.

كما أُصيب طفل في الحادية عشرة من عمره بجروح بليغة جراء انفجار جسم متفجر من مخلفات الحوثيين جنوب غربي محافظة مأرب، بعد يومين من مقتل أحد السكان في انفجار جسم غريب من مخلفات الحرب عثر عليه بالقرب من منزله.

وطبقاً للمصادر، فإن أحد سكان مديرية صرواح عثر على جسم غريب من مخلفات الحرب قرب منزله، فسارع إلى محاولة إبعاده عن المنزل لحماية عائلته منه، إلا أن الجسم انفجر متسبباً في مقتله في الحال.