أساليب صحية لاتباع طرق التسوق الغذائي السليم

وجبة خفيفة قبل الشراء والتدقيق في مكونات الغذاء يساعدان في انتقاء الأطعمة المطلوبة

أساليب صحية لاتباع طرق التسوق الغذائي السليم
TT

أساليب صحية لاتباع طرق التسوق الغذائي السليم

أساليب صحية لاتباع طرق التسوق الغذائي السليم

تنتشر ظاهرة التسوق الغذائي العشوائي لدى أفراد المجتمع بشكل كبير وخطير متمثلة في عدم تحديد الاحتياجات الغذائية الصحية مسبقا، مما يتسبب في عدم تلبية الاكتفاء الغذائي الصحي من تلك المشتريات، ما يؤدي إلى تفاقم التدهور في الصحة العامة واعتلال البعض وحدوث إصابات مرضية متعددة.
كيف يتم تحديد نوعية الأغذية الصحية وانتقاء الغذاء الصحي المناسب لأفراد العائلة بما يتماشى مع ظروفهم الصحية، والذي يعرف بـ«ثقافة التسوق الغذائي الصحي الذكي».
تقول د. جميلة محمد جميل هاشمي أستاذ مشارك بقسم الغذاء والتغذية جامعة الملك عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الظاهرة كانت وراء فكرة إجراء الكثير من الدراسات بهدف تحديد مسببات السلبيات والعادات الخاطئة في التسوق الغذائي وتوضيح الدور الإيجابي لتوعية أفراد المجتمع من خلال نشر ثقافة التسوق الغذائي الصحي في تحقيق الفائدة المرجوة من القيم الغذائية المتاحة في الغذاء الصحي ناهيك عن تقليص ميزانيات الشراء. وقد وجد في سلوك المتسوقين أن 70 في المائة منهم يذهبون للتسوق بشكل عشوائي وأن 30 في المائة منهم فقط يتسوقون وفق قائمة محددة وفي فترات زمنية محددة.
* انتقاء الغذاء
وقد وجد أن هناك الكثير من العوامل التي تؤثر على المتسوق، منها الذهاب للتسوق أثناء الجوع مما قد يدفعه لشراء الكثير من الأطعمة التي لا يحتاجها، وفقا لدراسة نشرت في موقع (sha.org.sa) السعودي، إذ أوصى الباحثون بتناول وجبة صحية صغيرة مثل قطعة من الفاكهة قبل التسوق، ليس فقط لأنها تساعد على تقليل الشعور بالجوع، بل تساعد أيضا على اقتناء العناصر الغذائية الصحية اللازمة.
كما أجرى باحثان من جامعة كورنيل، هما آنر تال وبريان وانسينك ثلاث دراسات لاختبار فرضيتهم في أن تناول الوجبات الخفيفة والصحية يمكن أن تجعل الاختيارات الغذائية أكثر صحة أثناء التسوق. ففي الدراسة الأولى، أعطى الباحثان 120 متسوقا عشوائيا أما عينة من التفاح أو عينة من الكعك المحلى (كوكيز)، أو لا شيء في بداية رحلة التسوق. ثم راقب الباحثان المشتريات، فوجدا أن الذين أخذوا عينة التفاح اشتروا 28 في المائة فواكه وخضراوات أكثر من أولئك الذين تناولوا عينة الكعك، و25 في المائة فواكه وخضراوات أكثر من أولئك الذين لم يتناولوا أي طعام. وأوضح تال أن تناول وجبة خفيفة صحية صغيرة قبل التسوق يمكن أن يجعل الاختيارات الغذائية صحية أكثر ويوجه الناس إلى الأطعمة الصحية.
وهذا ما يتضح لدينا في شهر رمضان، فشعور الصائم بالجوع يدفعه إلى التسوق وشراء الكثير من الأطعمة، نتيجة رغبته في التهام كل ما أمامه، متخيلاً أن فراغ معدته لن يمتلئ بعد الإفطار إلا بذلك القدر من المشتريات والتسوق الذي ينفس من خلاله عن رغبته في سد الجوع.
كذلك، وجد علماء من جامعة أوبسالا في السويد أن سوء أو قلة النوم أيضا لها دور في عدم الترشيد الغذائي. فقد تم إجراء اختبار على 14 رجلا بصحة جيدة للمشاركة في حالتين: أولهما البقاء مستيقظين طوال الليل ثم الذهاب للتسوق في اليوم التالي، وثانيهما أخذ نوم كاف ثم الذهاب للتسوق. أظهرت النتائج أن الرجال المتعبين اشتروا أكثر بكثير من حيث السعرات الحرارية والمزيد من الأغذية بالمقارنة مع الذين ناموا بشكل طبيعي.
* صلاحية الأطعمة
عرفت د. هاشمي فترة الصلاحية بأنها الفترة التي تعتبر فيها المادة الغذائية صالحة للاستهلاك الآدمي ابتداء من وقت إعداد أو تصنيع أو إنتاج أو تعبئة الغذاء وحتى وقت عدم صلاحيتها للتسويق أو الاستهلاك الآدمي نظرا للتغيرات التي قد تطرأ على المادة بسبب التفاعلات الكيميائية أو البيولوجية. وأصبحت الآن هذه الفترة (تاريخ الإنتاج والانتهاء) تكتب على غلاف العبوة بشكل إلزامي كما نصت المواصفات. ولكن يبدو أن تحديد فترة الصلاحية لا يكفي وحده للحكم في سلامة المادة الغذائية. فنمو الكائنات الدقيقة الموجودة في الأغذية وتكاثرها مقرونة بالكثير من الظروف البيئية المحيطة وربما من أهمها درجة حرارة التخزين التي تؤثر، قطعا، على سلامة المادة الغذائية.
وتظهر عبارة «يستهلك قبل تاريخ» على الأغذية التي تستهلك سريعا مثل: منتجات اللحوم والألبان والسلطات الجاهزة والكثير من المنتجات الموجودة في المبردات في متاجر الأغذية الكبرى، ومن الضروري ألا تستخدم هذه الأصناف بعد نهاية التاريخ المسجل على غلاف المنتج، حتى لو كان يبدو جيدا من حيث المظهر والرائحة، إذ إن استخدامه بعد هذا التاريخ يعرض صحة الفرد للخطر.
وعند رؤية عبارة «يستهلك قبل تاريخ» على العبوة يجب اتباع تعليمات التخزين بدقة مثل عبارات تحفظ في الثلاجة، وتجمد في يوم الشراء، وتطبخ من التجميد، وتستخدم في غضون 24 ساعة، إذ إن عدم اتباع هذه التعليمات يؤدي إلى فساد المواد الغذائية بسرعة أكبر، والتعرض لخطورة التسمم الغذائي.
أما عبارة «يفضل استهلاكه قبل تاريخ»، فتظهر على مجموعة كبيرة من المواد الغذائية مثل: الأغذية المجمدة والمجففة والمعلبة وغيرها. وهذه العبارة تتعلق بنوعية وجودة المنتج أكثر من السلامة، فعندما تنتهي الصلاحية لا يعني أن المنتج الغذائي سيكون ضارا، بل يبدأ في فقدان نكهته وقوامه. ويجب اتباع تعليمات التخزين على المنتج، مثل: يخزن في مكان بارد وجاف، أو يحفظ في الثلاجة بمجرد فتحه. أما بالنسبة للبيض، فإنها تعني أنه يجب ألا يؤكل البيض بعد هذا التاريخ، لأنه يمكن أن يحتوي على بكتيريا السالمونيلا التي يمكن أن تبدأ في التكاثر بعد انتهاء التاريخ المدون على العبوة.
* ملصقات الأطعمة
تقول د. جميلة هاشمي إن ملصق الأطعمة (البطاقة الغذائية) هي كل بيان أو إيضاح أو علامة أو مادة وصفية سواء كانت مصورة أو مكتوبة، مطبوعة أو ملصقة، محفورة أو متصلة اتصالا ثابتا بعبوة المادة الغذائية. وفي دراسة أجريت لمعرفة مدى انتشار استخدام البطاقة الغذائية بين طلاب الكليات بأربع دول (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، كندا، كوريا الجنوبية) وجد أن الإناث هن الأكثر تدقيقا في البطاقة الغذائية من الرجال.
ومن فوائد قراءة البطاقة الغذائية، أنها تعرفنا على محتويات العبوة، طريقة التحضير، معلومات عن المنطقة القادمة منها. ولفهم محتوى ووظيفة البطاقة الغذائية، لا بد من معرفة حجم الحصة، السعرات الحرارية، النسبة المئوية للقيمة اليومية (Daily value في المائة). تكتب هذه القيم في شكل نسب مئوية، سبق أن وضعت على أساس الكمية التي يُنصح بتناولها في اليوم فهي تساعد على معرفة ما إذا كانت الحصة من هذا المنتج عالية أو منخفضة في محتواها من العناصر الغذائية. إن 5٪ من القيمة اليومية أو أقل تعتبر ضئيلة فتهدف إلى انخفاض في إجمالي الدهون، والدهون المشبعة، والدهون غير المشبعة والكولسترول والصوديوم. أما 15٪ من القيمة اليومية أو أكثر فهي جيدة، وتهدف إلى ارتفاع في الفيتامينات والمعادن والألياف. النسبة المئوية للقيمة اليومية للعناصر الغذائية التالية يجب أن تدون في البطاقة الغذائية: الدهون، الدهون المشبعة والدهون المتحولة، الصوديوم، الكربوهيدرات، الألياف، فيتامين A، فيتامين C، الكالسيوم، الحديد. وتدوين النسبة المئوية للقيمة الغذائية للكولسترول اختياري.
الفيتامينات والمعادن التي لا يتم تدوينها في البطاقة الغذائية: حمض الفوليك، المغنيسيوم، النياسين، الفسفور، البوتآسيوم، الريبوفلافين، السيلينيوم، الثيامين، فيتامين B6. فيتامين B12. فيتامين D، فيتامين E والزنك. تستخدم النسبة المئوية للقيمة الغذائية في المقارنة بين المنتجات الغذائية المختلفة، اختيار المنتجات الغنية بالعناصر الغذائية التي تحتاج إلى استهلاكها مثل الألياف، فيتامين A، الكالسيوم، الحديد، وأيضا في اختيار المنتجات المنخفضة في العناصر الغذائية التي تحتاج إلى التقليل من استهلاكها مثل الدهون.
* قائمة التسوق والالتزام بها
هناك دراسة أجريت حول أهمية كتابة «قائمة التسوق» وما إذا كانت القائمة مرتبطة فعلا مع الغذاء والوزن الصحي. تم إجراء مقابلة شخصية مع 1327 شخصا تم اختيارهم عشوائيا من المتسوقين. أظهرت النتيجة أن مستخدمي قائمة التسوق كانوا أقل من حيث مؤشر كتلة الجسم وأعلى في كفاءة الأغذية.
إن وجود آلاف الخيارات الغذائية في مراكز التسوق يجعل الإغراء أو نسيان ما نريد شراءه سهلا. عليه، فكتابة قائمة بالأغذية التي نحتاجها سلوك صحي من أجل:
- التخطيط بشكل أفضل للوجبات التي نريد إعدادها وعدم شراء أطعمة لسنا بحاجة لها، حتى لا تلقى في سلة المهملات. - أن تشتمل القائمة على التنوع في الأطعمة من فواكه وخضار وحليب وأجبان ولحوم وغيرها من العناصر الغذائية الصحية.
* توصيات
* ضرورة زيادة وعي المجتمع بأهمية كتابة قائمة التسوق والتخطيط السليم الذي يعد عاملا لتحسين الصحة وتوفير الوقت والمال للمتسوق.
* ا بد من زيادة الوعي حول تناول وجبة صحية صغيرة مثل قطعة من الفاكهة قبل التسوق، ليس فقط لأنها تساعد على تقليل الشعور بالجوع، بل تساعد أيضا على شراء العناصر الغذائية الصحية وأهمية أخذ قسط كاف من النوم قبل الذهاب إلى التسوق حيث إن سوء أو قلة النوم لهما دور في عدم الترشيد الغذائي.
* همية التعريف بالمصطلحات الغذائية فهي تساعد على الاختيارات الصحية الصحيحة.
* جب زيادة المعرفة حول البطاقة الغذائية وضرورة قراءة تاريخ صلاحية المواد الغذائية أثناء التسوق حيث تعتبر المعلومات التي تحويها البطاقة الغذائية أداة هامة لتشجيع إتباع نظام غذائي متوازن، وبالتالي تعزيز الصحة العامة حيث تساعد المستهلكين على فهم أفضل للقيمة الغذائية للطعام كما تمكن المستهلكين من مقارنة القيم الغذائية لمنتجات غذائية مماثلة ثم جعل اختيار الغذاء صحيا أكثر.
* ا بد من زيادة الوعي بأهمية فهم محتوى ووظيفة البطاقة الغذائية، حيث إنها توفر مجموعة واسعة من المعلومات حول الأغذية.
* جراء المزيد من الدراسات العلمية على مجموعة أكبر من عينات المجتمع للتأكد من مدى انتشار استخدام سلوكيات التسوق الصحي واستخدام البطاقة الغذائية ومدى تأثيرها على الصحة والوقت والمال.
* جراء دراسات حول تقييم الوضع الحالي لاستخدام البطاقة الغذائية بشكل عام لمعرفة العوائق التي تواجه أفراد المجتمع عند استخدامها.
* جراء دراسات مقارنة بين التسوق الغذائي عند إتباع سلوكيات التسوق الصحي والتسوق مع عدم اتباعها.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.