سويسرا تطلق حبوبًا تقلل انبعاث الميثان للبقر

الغاز أخطر من عوادم السيارات على البيئة

البقر أخطر على البيئة من السيارات
البقر أخطر على البيئة من السيارات
TT

سويسرا تطلق حبوبًا تقلل انبعاث الميثان للبقر

البقر أخطر على البيئة من السيارات
البقر أخطر على البيئة من السيارات

ذكر الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش جونيور في مؤتمر صحافي مرة أن البقرة أخطر على البيئة من السيارة. وفيما يعتقد البعض أن حديث بوش كان محاولة للتغطية على الملوث الحقيقي للبيئة (البشر)، يعتقد البعض الآخر أن البقرة من أخطر العوامل التي تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري.
إذ تطلق البقرة الميثان من أمعائها وهي تجتر الأعشاب يوميًا، في حين تطلق السيارة غاز ثاني أكسيد الكربون وذرات السخام، ويقدر العلماء أن الميثان أخطر 25 مرة من ثاني أكسيد الكربون على البيئة. وتحتاج البيئة إلى 12 سنة كاملة كي تتخلص من غاز الميثان.
وفيما يزداد الجدل منذ أعوام حول أفضل طرق «ترشيح» الميثان من أمعاء البقر، ذكرت شركة «زالوفيدا» السويسرية، التخصصية في إنتاج الأدوية، أنها توصلت إلى إنتاج حبوب تقلل انبعاث غاز الميثان في معدة البقرة. وأكدت مصادر الشركة أن الحبوب تعتبر مادة تغذية تكميلية تضاف إلى الأعلاف وتضمن تقليل تكوّن الميثان في معدة البقرة بنسبة 30 في المائة.
وتنسجم هذه النسبة 100 في المائة مع مخططات وزارة البيئة الألمانية التي ألزمت مربي الماشية والفلاحين ومنتجي الحليب واللحم بتقليل الميثان المنبعث عن البقر بنسبة 33 في المائة حتى سنة 2030. وتشن وزارة البيئة حملة توعية واسعة النطاق هدفها توعية المستهلكين بضرورة تقليل تناول لحم لبقر. كما تلزم الحكومة الألمانية الفلاحين بالعمل على ابتكار تغذية تقلل انبعاث غاز الميثان من بطون البقر وتزيد من إنتاجها للحليب في آن واحد.
كما تنسجم أهداف الشركة مع أهداف منظمة «غرين بيس» التي أخذت على عاتقها مهمة تقليل استهلاك لحم البقر في ألمانيا إلى النصف حتى منتصف القرن الواحد والعشرين. وتقدر «السلام الأخضر» أن غاز الميثان تضاعف على الأرض منذ بدء عصر الصناعة، وأنه يرتفع حاليًا بنسبة 0,5 في المائة كل سنة بسبب مختلف العوامل. ويضر كيلوغرام واحد من الميثان بالمناخ 100 سنة أكثر مما تضر به 28 كيلوغراما من غاز ثاني أكسيد الكربون.
وأشار كريستوف شتويبله، رئيس شركة «زالوفيدا»، إلى أن العقار الجديد يحتوي على الثوم وخلاصة الليمون وأشياء طبيعية أخرى بكميات أقل، وأنه لا يضر بالصحة ولا بالبيئة ولا بنوعية الحليب أو اللحم. وأطلقت الشركة على العقار اسم «مووترال»، وهو اسم يتألف من مقطعين هما «موو» (صوت البقرة) و«ترال» الذي يعني ترنيمة أو غناء.
وهناك أكثر من 1,5 مليار بقرة على المستوى العلمي، بحسب تقدير رئيس شركة «زالوفيدا»، وهي مسؤولة عن ضرر خطير على البيئة. فالبقرة الواحدة تطلق 200 - 600 لتر من غاز الميثان يوميًا بحسب إحصائيات «بنك البيئة الدولي». وأشار إلى أن الحكومة وقطاع السيارات يوظفان المليارات كي يتحولوا إلى السيارة البيئية، في حين تضمن شركته التحول إلى «البقرة البيئية»، وذلك من خلال حبوب طبيعية لا تكلف كثيرًا.
ويفترض أن الحبوب تزيد من إنتاج البقر للحليب ويحسن صحتها، وهذا يعني أن المزارع الذي يوظف 50 يورو في السنة لشراء «زالوفيدا» سيسترجع أضعاف هذا المبلغ من مبيعات الحليب واللحم.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».