«ليلة الأفكار في بيروت» تظاهرة ثقافية جمعت ما بين فرنسا ولبنان

رسومات أطفال اللاجئين السوريين في كشك «فرنسا الطوعيّة» الذي شارك في هذه الليلة
رسومات أطفال اللاجئين السوريين في كشك «فرنسا الطوعيّة» الذي شارك في هذه الليلة
TT

«ليلة الأفكار في بيروت» تظاهرة ثقافية جمعت ما بين فرنسا ولبنان

رسومات أطفال اللاجئين السوريين في كشك «فرنسا الطوعيّة» الذي شارك في هذه الليلة
رسومات أطفال اللاجئين السوريين في كشك «فرنسا الطوعيّة» الذي شارك في هذه الليلة

للسنة الثانية على التوالي شهدت العاصمة اللبنانية الحدث الثقافي «ليلة الأفكار في بيروت» الذي ينظّمه المركز الثقافي الفرنسي في لبنان. وتضمن برنامج هذا الحدث الذي حضره وزير الثقافة غطّاس خوري والسفير الفرنسي في لبنان إيمانويل بون إضافة إلى عدد من اللبنانيين والفرنسيين، نشاطات مختلفة ترجمت العلاقة الوطيدة والعريقة بين البلدين، مسلّطة الضوء على التقارب الفكري والذهني بين الشعبين.
كما تخلّله محاضرات ومعارض تناولت مواضيع تعدد اللغات والعيش المشترك الذي يتميّز بهما لبنان، إضافة إلى نقاشات أخرى دارت حول مؤلّفات الكاتب التوغولي سامي تشاك، ولقاءات عفوية بين فرنسيين ولبنانيين تجمّعوا في الباحة الخارجية للمركز بعد أن توزّعوا على طاولات، يتناولون الكستناء المشوي أو أطباقا لبنانية وفرنسية (حضّرها مطبخ المركز)، وهم يتسامرون على موسيقى وأغانٍ لبنانية لفيروز وجوزيف صقر وإلياس الرحباني وغيرهم.
استهلّ برنامج هذا الحدث بمحاضرة فلسفية تحت عنوان «سؤال الآخر»، شارك فيها أستاذ مادة الفلسفة في الجامعة اليسوعية جاد حاتم. وتناول فيها علاقة الأشخاص الذين يبتعدون عن مجتمعاتهم لينخرطوا في مجتمعات جديدة، وعن المشاكل التي يواجهونها، والمتعلّقة باللغة المحكية في هذا المجتمع الجديد عليهم بعاداته وتقاليده. وتمّ أيضا التطرّق إلى مجتمع اللاجئين السوريين في لبنان، وكيف ساهمت الحرب الدائرة في بلادهم في اقتلاعهم من جذورهم.
أما المحاضرة التي شهدت إقبالا لا يستهان به من قبل لبنانيين وفرنسيين، فهي التي تناولت موضوع تعددية اللغات المحكية في لبنان وذلك تحت عنوان: (هاي كيفك؟ سافا؟)، مسلّطة الضوء على اللغات الثلاث (العربية والفرنسية والإنجليزية) التي يجيدها اللبناني ويستخدمها في تواصله مع الآخر في حياته اليومية. وشارك في هذه المحاضرة اناييد دونابيديان (أستاذة في علم اللغات) ولبنى دمشقي (أستاذة التواصل في الجامعة اللبنانية)، فاعتبرت الأولى أن لبنان غنّي بجاليات أجنبية مختلفة مما يدفع بأبنائه أحيانا كثيرة، إلى استحداث لغة خاصة تمكّنهم من التواصل مع عمّال من جنسيات أخرى جاءوا لبنان من سريلانكا وإثيوبيا والنيبال لتأمين لقمة عيشهم.
ومن المشاركين في معارض «ليلة الأفكار في بيروت» مؤسسة «لبنة وجدار الأفكار» ومعرض الصور الفوتوغرافية التابع لمؤسسة (Live love Beirut)، إضافة إلى كشك (فرنسا الطوعية) الذي عرض مبادرات لجمعيات تعنى باللاجئين السوريين في لبنان وأخرى تهتم بالمجتمع الطفولي وحمايته. ووقف زوّار هذا المعرض يكملون صورا رسمها أطفال اللاجئين السوريين في لبنان، لتحفيز العلاقة الفكرية والاجتماعية بينهم وبين اللبنانيين والفرنسيين من زوّار المعرض. واختتمت «ليلة الأفكار في بيروت» بحفلة موسيقية عزفت فيها موسيقى الفانك والـ«سول».



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.