النظام يعلن انتقاله إلى الهجوم في دير الزور بعد احتواء هجمة «داعش»

الميليشيات الكردية تعد لإطلاق المرحلة الثالثة من معركة الرّقة

النظام يعلن انتقاله إلى الهجوم في دير الزور بعد احتواء هجمة «داعش»
TT

النظام يعلن انتقاله إلى الهجوم في دير الزور بعد احتواء هجمة «داعش»

النظام يعلن انتقاله إلى الهجوم في دير الزور بعد احتواء هجمة «داعش»

تراجعت حدة المعارك في مدينة دير الزور السورية بعد 7 أيام على هجوم كبير نفذه تنظيم داعش الإرهابي المتطرف بهدف السيطرة على ما تبقى من مواقع للنظام السوري فيها، وأبرزها اللواء 137 والمطار العسكري. وفي حين أعلن النظام أمس عن انتقاله من مرحلة الدفاع إلى الهجوم، تخوف ناشطون في المدينة، التي تعد كبرى مدن شرق سوريا، من عملية روسية واسعة لضمان استعادة المناطق التي خسروها في الأيام الماضية يكون المدنيون أبرز ضحاياها.
اللواء في النظام السوري حسن محمد، قائد الفرقة 17 ورئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في دير الزور، قال إن الهجوم الذي بدأه «داعش» قبل نحو 7 أيام «هو الأعنف»، وأشار في تصريح صحافي إلى أنّ المدافعين عن المدينة استطاعوا «امتصاص الهجوم المتعدد وانتقلوا من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم واستعادة بعض النقاط التي تسللل إليها عناصر التنظيم»، وتابع أن «الحوّامات العسكرية (الهليكوبترات) مستمرة في الهبوط والإقلاع من المدينة بشكل مكثف، كما أن عملية إسقاط الإمدادات قد نجحت»، لافتا إلى «زيادة الإمداد لنا بأنواعه كافة».
في المقابل، تحدث رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عن اشتباكات مستمرة وهجمات متواصلة يشنها «داعش» على مدينة دير الزور، مشيرًا إلى أن طائرات حربية نفذت سلسلة غارات، أمس، على أماكن في منطقة المقابر والبغيلية ومحيط مطار دير الزور العسكري وأطراف جبل الثردة بمحيط المدينة، وردّ التنظيم المتطرف عليها بقصف مناطق في حيي الجورة والقصور، الخاضعين لسيطرة قوات النظام، بقذائف الهاون.
أما الناشط من دير الزور، أحمد الرمضان، فقال لـ«الشرق الأوسط» إن «عناصر (حزب الله) استهدفت أمس أحياء في دير الزور خاضعة لسيطرة (داعش) بصواريخ الفيل بالتزامن مع قصف عنيف براجمات الصواريخ من فرع أمن الدولة»، ولفت إلى أن طرفي النظام و«داعش» استقدما خلال الأيام الماضية تعزيزات كبيرة، غير أنّه أوضح أنه «لا يمكن الحديث حاليًا عن أي هجوم فعلي لأي منهما، طالما الأمر يقتصر حاليا على القصف المتبادل».
من جهتها، أفادت شبكة «شام» بأن «هدوءًا نسبيًا يسود منذ مساء الأربعاء على جبهات مدينة دير الزور وريفها بعد يومين من المعارك الطاحنة بين قوات الأسد وعناصر تنظيم داعش»، وأشار موقع «فرات بوست» إلى أنّه «بعد 6 أيام من المعارك في دير الزور، شهدت المدينة أمس هدوءا حذرا في معظم الجبهات، وبخاصة في جبهة مطار دير الزور العسكري، حيث انحسرت المعارك واقتصرت خلال الساعات الماضية على مناوشات قصيرة وغير مؤثرة بخريطة السيطرة لكلا الطرفين». وحذر الموقع المذكور، الذي يديره ناشطون من دير الزور، من شن الطيران الحربي الروسي حملة قصف جوية عنيفة لاستعادة المناطق التي سيطر عليها «داعش» مؤخرًا، وحذّر الموقع أنه بذلك «سيكون المدنيون أول ضحايا القصف الشديد المتوقع خلال الساعات والأيام المقبلة، تزامنًا مع استقدام قوات النظام للدعم اللوجيستي والبشري من أجل استعادة ما خسره من نقاط عسكرية ولوجيستية مهمة». وفي السياق نفسه، لفت أمس إلى ما ورد في دراسة نشرتها الخميس مؤسسة «آي إتش إس ماركيت» للأبحاث ومقرها العاصمة البريطانية لندن، أن مهمة «دحر تنظيم داعش من الرقة، معقله الأساسي في سوريا، تبدو أصعب بكثير من مهمة دحره من الموصل، لأن هذه المدينة (الرقّة) تمثل (قلب التنظيم)».
وحقًا، لا تقتصر المواجهات التي يخوضها تنظيم داعش حاليًا داخل الأراضي السورية على مدينة دير الزور وحدها، بل تشمل مدينتي تدمر والرقّة بشكل خاص، وفي هذا الإطار، كشفت مصادر قيادية كردية عن «قرب انتهاء المرحلة الثانية من حملة (غضب الفرات) مع تقدم ميليشيا (قوات سوريا الديمقراطية) باتجاه تل سمن وتحرير مساحات واسعة في المنطقة». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه «قريبا تبدأ المرحلة الثالثة من الحملة التي تهدف إلى عزل المدينة أكثر وتضييق الخناق على عناصر التنظيم الموجودين داخلها». وأمس، حول هذا الموضوع، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بتجدد الاشتباكات العنيفة بين الميليشيا، التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، مدعومة بطائرات التحالف الدولي من جهة، و«داعش» من جهة أخرى، في محيط قرية سويدية كبيرة بريف محافظة الرقّة الشمالي الغربي، مع قصف طائرات التحالف مناطق الاشتباك. وبحسب موقع «آرا نيوز» دمر طيران التحالف الدولي في الساعات الماضية جسرًا في الريف الغربي لمحافظة الرقة شمال شرقي سوريا يُعرف بـ«جسر اليمامة».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.