السينما المصرية في 2017: توجه لتحويل الروايات العربية إلى أعمال سينمائية

النقاد المصريون بين مؤيد ومعارض للفكرة

الممثل المصري عمرو سعد
الممثل المصري عمرو سعد
TT

السينما المصرية في 2017: توجه لتحويل الروايات العربية إلى أعمال سينمائية

الممثل المصري عمرو سعد
الممثل المصري عمرو سعد

عود على بدء... هل تزدهر الرواية في السينما والدراما التلفزيونية؟ سؤال يطرح نفسه مع بدء عرض فيلم «مولانا» في مصر المأخوذ عن رواية «مولانا» ويُعرض حاليًا بدور العرض السينمائية، وافتتح به موسم السنة الجديدة الأعمال السينمائية لعام 2017، واستطاع العمل في وقت قصير تحقيق إيرادات، وحصل على إشادات واسعة من الجمهور والنقاد، وقام ببطولة العمل الفنان عمرو سعد وإخراج مجدي أحمد علي، وناقش الفيلم ظاهرة بعض شيوخ الفضائيات، التي انتشرت في العالم العربي بالسنوات الأخيرة، حيث يكشف لنا العالم الخفي لهؤلاء الشيوخ، والعلاقات التي تربطهم بأجهزة الأمن والسياسة ورجال الأعمال، في محاولة توضح كيف يُساء استخدام الدين.
كما بدأ صناع الأعمال الفنية في الآونة الأخيرة الاتجاه إلى تحويل الروايات العربية إلى أعمال سينمائية، كما كان يحدث في الماضي، الأمر ليس مقتصرًا على الأعمال السينمائية، ولكن يوجد اتجاه أيضًا قوي لتحويل الروايات إلى أعمال درامية، وتم تنفيذ بعضها مثل «أفراح القبة» لنجيب محفوظ، و«أريد رجلاً» للكاتبة السعودية نور عبد المجيد، وغيرهما من الأعمال، ويجري تنفيذ أعمال أخرى، مثل «واحة الغروب» للروائي بهاء طاهر.
وعن الأعمال السينمائية التي جرى تحويلها من روايات ولاقت نجاحًا جماهيريًا مدويًا كان فيلم «الفيل الأزرق»، الذي عُرِض العام الماضي وكانت للروائي أحمد مراد، وقدم بطولته كريم عبد العزيز، وللكاتب نفسه يتم تحويل رواية أخرى بعنوان «تراب الماس»، وهي في حيز التنفيذ يقوم ببطولتها الفنان آسر ياسين، وكان الفنان أحمد حلمي قد تعاقد على شرائها منذ سنوات، إلا أنه بسبب عدم تنفيذه لها اضطر المؤلف لسحبها وتنفيذها في شركة أخرى.
كما أعلن المخرج علي بدرخان عن عودته بعمل سينمائي مأخوذ عن رواية روسية بعنوان «لوليتا»، وقام علي الجندي بكتابة السيناريو والحوار لها، ومن المقرر أن يحمل اسم الفيلم «للكبار فقط» وتناقش الرواية قضية زنا المحارم.
وعن ازدهار الروايات في السينما يقول الكاتب بشير الديك: «بالفعل هناك عودة قوية للروايات، وذلك لظهور جيل من الروائيين الموهوبين على الساحة الآن، وجرى تحويل روايات بعض منهم إلى أعمال سينمائية، وهناك نماذج مثل (الفيل الأزرق) و(هيبتا)، ويذكرونني بجيل العظماء؛ نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس والسباعي وكان كل هؤلاء جيلاً واحدًا يكتب روايات عظيمة يتم تحويلها إلى أفلام سينمائية».
وأضاف مؤلف فيلم «ضد الحكومة»: «يوجد الآن عدد من الروايات في السوق لروائيين مميزين، ويجب أن يجري تقديمها في أعمال سينمائية، وأعتقد أنه في هذه المرحلة سيتم إعادة النظر فيما يقدم من أعمال فنيه خفيفة دون هدف وسيتم استبدال بها أعمالاً جادة مهمومة بمشكلات العصر، لأن هذا العصر يطرح مشكلات مروعة على كل المستويات والتجربة الإنسانية على مدار السنوات الأخيرة عملت نقطة تحول صعبة وقضايا واضحة ومغرية ولكنها تحتاج فقط للتأمل وتجاوز السطح الخارجي والدخول إلى العمق».
وأضاف: «إلا أن الجيل الروائيين الذين تحدث عنهم الآن طرح معه مجموعة شابة من المنتجين المتحمسين للسينما الجادة»، موضحًا: «لا نستطيع أن نعمل وصايا على أي أحد من الأطراف الثلاثة، وهناك بالفعل جيل به شكل يقترب من التكامل سواء من حيث الإنتاج، وأيضًا التوزيع والتمثيل، وأيضًا هناك كثير من الشباب الجيدين جدًا ليركبوا الساحة السينمائية».
وأشار إلى أن المجتمع العربي في حالة سيولة منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني) وحتى الآن، والأمور لم تكن محددة، أما الآن، فقد بدأت الأمور تتضح بشكل أكبر، وبدأ التعبير عن هذه المرحلة الزمنية يتضح، ويصبح أكثر جلاء، وهناك كثير من الشباب الذين يكتبون، وسوف يكتبون مواضيع جيدة خاصة بهذه المرحلة الغنية بالمشكلات الجادة، والحقيقة التي يعانيها المجتمع العربي كله، ويؤكد أن هناك روايات كثيرة سوف تُتَرجم إلى أعمال فنية في الفترة المقبلة.
وأشاد الديك بالروايات التي تحولت لأعمال سينمائية في الفترة الأخيرة، منها فيلم «هيبتا»، الذي قُدِّم العام الماضي عن رواية لمحمد صادق، وأيضًا فيلم «مولانا».
أما الناقد الفني يوسف رزق الله، فقال عن هذه العودة: «رغم كثرة إنتاج أفلام سينمائية خارجة عن روايات، فإن أغلبها أفلام لم تخرج جيدًا، ولم تلفت النظر، والمعالجة لها خرجت بشكل سيئ، ولا نستطيع أن نقول إنها حققت نجاحًا»، وأكد رزق الله أنه ضد أن «نأتي بالروايات الجيدة ونقدمها كأفلام للسينما لأن هذه مادة منشورة للقراءة، ولها إحساسها عند الجمهور الذي يقرأها، والأفلام لها جمهورها وأدواتها، والمعالجة التي تتم للروايات التي تتحول لأفلام قد لا تكون جيدة أو معبرة بشكل دقيق عن مضمون الرواية، لذلك من الممكن أن نقوم بتشويه الرواية الجيدة، وفي الوقت ذاته لا ينجح الفيلم، ويعمل عملية إسقاط للرواية وكأنها هي التي كانت سيئة»، ويؤكد رزق الله: «لدينا كُتّاب يكتبون روايات جيدة جدًا الآن ولسنا بحاجة إلى إعادة تقديم روايات لجيل العظماء من الكتاب والأدباء القدماء، وذلك لأن الجمهور عرفها وحفظها ولم يعد هناك جديد بها، لذلك لا بد من إعطاء الفرصة للجيل الجديد من الكتاب الذين أرى أنهم جيدون لتقديم رواياتهم حتى يكون لدينا جيل جديد من الكتاب المميزين، كما كان في الماضي».
وقدم الناقد نصيحة لمنتجي الأعمال السينمائية قائلاً: «على المنتجين أن يتجهوا إلى أصحاب الخبرة من الأدباء والدارسين للكتابة والدراما حتى يقوموا بترشيح أعمال قوية لهم، لكي يقوموا بإنتاجها حتى تصبح جيدة، وألا يستسهلوا ويقدموا أعمالاً تافهة وبلا مضمون درامي حقيقي، ويجب أن يعطوا الرواية حقها في الإنتاج، ويعطوا للفيلم حقه من الصرف والإنتاج الجيد».
وأكمل: «كذلك يجب البحث عن المشكلات الحقيقية ومعالجتها داخل السينما بشكل واقعي ومنضبط والناس سمعت عن رواية (مولانا)، من خلال الفيلم مع أن الرواية موجودة من فترة لذلك، السينما تعمل دعاية جيدة للرواية وتبرزها لذلك لا بد من الاهتمام بالمضمون الذي يحمله هذا الفيلم، وكذلك رواية (هيبتا) و(الفيل الأزرق)، كلها روايات كانت موجودة، والفيلم ينجح ويروج للرواية، ويجعلنا نقرأ الرواية ونذهب إليها لكي نرى الفرق بين الرواية والفيلم؛ فهذا ترويج جيد لقراءة الروايات التي أصبحنا لا نقرأ الآن، ونريد كل شيء جاهزًا وسريعًا، ونراه أمامنا على الشاشة أو على الإنترنت».
أما عن رأي الشباب، فيقول الفنان والمؤلف الشاب كريم فهمي: «بالتأكيد عودة الروايات شيء مهم ومفيد للسينما، وهنا تجارب ناجحة كثيرة منها فيلم (عمارة يعقوبيان) والآن (مولانا)... كل هذه التجارب نجحت بشكل جيد، وبالتالي فهي سوف تصبح مطلوبة وجيدة وأؤيد هذه العودة بقوة».
ولكن يرى فهمي أنه من الممكن أن أي شخص سوف يقرأ الرواية ويشاهد الفيلم سوف يميل أكثر للرواية التي قرأها، لأنها تجعله يميل إلى الخيال من وجهة نظره، بعكس الفيلم الذي تقدمه الرواية بشكل عام ويترك كثيرًا من التفاصيل التي يحب كثيرون أن يقرأوها في الرواية، ومهما كان الفيلم جيدًا، مشيرا إلى أن الرواية تجعلك تشعر أكثر بـ«الحدوتة»، التي في النهاية تكون في الفيلم حسب رؤية المخرج، وقد تخرج كثيرًا عن الرواية.



بشرى لـ«الشرق الأوسط»: الغناء التجاري لا يناسبني

الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})
الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})
TT

بشرى لـ«الشرق الأوسط»: الغناء التجاري لا يناسبني

الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})
الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})

وصفت الفنانة المصرية بشرى الأغاني الرائجة حالياً بأنها «تجارية»، وقالت إن هذا النوع لا يناسبها، وأرجعت غيابها عن تقديم أغنيات جديدة لـ«صعوبة إيجادها الكلمات التي تشعر بأنها تعبر عنها وتتشابه مع نوعية الأغنيات التي ترغب في تقديمها لتعيش مع الجمهور».

وقالت بشرى في حوار مع «الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأغنيات التي نجحت في الفترة الأخيرة تنتمي لأغاني (المهرجانات)، وهي من الأشكال الغنائية التي أحبها، لكنها ليست مناسبة لي»، معربة عن أملها في تقديم ثنائيات غنائية على غرار ما قدمته مع محمود العسيلي في أغنيتهما «تبات ونبات».

وأكدت أن «الأغاني الرائجة في الوقت الحالي والأكثر إنتاجاً تنتمي للون التجاري بشكل أكثر، في حين أنني أسعى لتقديم شكل مختلف بأفكار جديدة، حتى لو استلزم الأمر الغياب لبعض الوقت، فلدي العديد من الأمور الأخرى التي أعمل على تنفيذها».

وأرجعت بشرى عدم قيامها بإحياء حفلات غنائية بشكل شبه منتظم لعدة أسباب، من بينها «الشللية» التي تسيطر على الكثير من الأمور داخل الوسط الفني، وفق قولها، وأضافت: «في الوقت الذي أفضل العمل بشكل مستمر من دون تركيز فيما يقال، فهناك من يشعرون بالضيق من وجودي باستمرار، لكنني لا أعطيهم أي قيمة». وأضافت: «قمت في وقت سابق بالغناء في حفل خلال عرض أزياء في دبي، ولاقى رد فعل إيجابياً من الجمهور، ولن أتردد في تكرار هذا الأمر حال توافر الظروف المناسبة». وحول لقب «صوت مصر»، أكدت بشرى عدم اكتراثها بهذه الألقاب، مع احترامها لحرية الجمهور في إطلاق اللقب على من يراه مناسباً من الفنانات، مع إدراك اختلاف الأذواق الفنية.

وأضافت: «أحب عمرو دياب وتامر حسني بشكل متساوٍ، لكن عمرو دياب فنان له تاريخ مستمر على مدى أكثر من 30 عاماً، وبالتالي من الطبيعي أن يمنحه الجمهور لقب (الهضبة)، في حين أن بعض الألقاب تطلق من خلال مواقع التواصل، وفي أوقات أخرى يكون الأمر من فريق التسويق الخاص بالمطرب».

بشرى لم تخفِ عدم تفضيلها الحديث حول حياتها الشخصية في وسائل الإعلام، وترى أن إسهاماتها في الحياة العامة أهم بكثير بالنسبة لها من الحديث عن حياتها الشخصية، وتوضح: «كفنانة بدأت بتقديم أعمال مختلفة في التمثيل والغناء، وعرفني الجمهور بفني، وبالتالي حياتي الشخصية لا يجب أن تكون محور الحديث عني، فلست من المدونين (البلوغر) الذين عرفهم الجمهور من حياتهم الشخصية».

وتابعت: «قررت التفرغ منذ شهور من أي مناصب شغلتها مع شركات أو جهات لتكون لدي حرية العمل بما أريد»، لافتة إلى أنها تحرص على دعم المهرجانات الفنية الصغيرة والمتوسطة، مستفيدة من خبرتها بالمشاركة في تأسيس مهرجان «الجونة السينمائي»، بالإضافة إلى دعم تقديم أفلام قصيرة وقيامها بتمويل بعضها.

وأوضحت أنها تعمل مع زوجها خالد من خلال شركتهما لتحقيق هذا الهدف، وتتواجد من أجله بالعديد من المهرجانات والفعاليات المختلفة، لافتة إلى أن لديها مشاريع أخرى تعمل عليها، لكنها تخوض معارك كثيرة مع من وصفتهم بـ«مافيا التوزيع».

وعارضت المطربة والممثلة المصرية الدعوات التي يطلقها البعض لإلغاء أو تقليص الفعاليات الفنية؛ على خلفية ما يحدث في المنطقة، مؤكدة أن «المهرجانات الفنية، سواء كانت سينمائية أو غنائية، تحمل إفادة كبيرة، ليس فقط لصناع الفن، ولكن أيضاً للجمهور، وأؤيد التحفظ على بعض المظاهر الاحتفالية؛ الأمر الذي أصبحت جميع المهرجانات تراعيه».

وحول مشاريعها خلال الفترة المقبلة، أكدت بشرى أنها تعمل على برنامج جديد ستنطلق حملته الترويجية قريباً يمزج في طبيعته بين اهتمامها بريادة الأعمال والفن، ويحمل اسم «برا الصندوق»؛ متوقعة عرضه خلال الأسابيع المقبلة مع الانتهاء من جميع التفاصيل الخاصة به.