«أحرار الشام» خارج «آستانة»... و25 عضوًا يمثلون المعارضة

تركيبة وفد النظام توحي بأن الاجتماع لبحث الحلّ السياسي

«أحرار الشام» خارج «آستانة»... و25 عضوًا يمثلون المعارضة
TT

«أحرار الشام» خارج «آستانة»... و25 عضوًا يمثلون المعارضة

«أحرار الشام» خارج «آستانة»... و25 عضوًا يمثلون المعارضة

مع اقتراب موعد مؤتمر آستانة المزمع عقده بداية الأسبوع المقبل يزداد قلق المعارضة السورية مما قد تؤول إليه خفايا المباحثات في العاصمة الكازاخية، في حين اتخذ «حركة أحرار الشام» قرارا بعدم المشاركة في المفاوضات، مع تأكيدها على «دعم موقف الفصائل المشاركة أن توصلت إلى نتائج طيبة فيها مصلحة الأمة»، بحسب ما جاء في بيان لها. هذا في الوقت الذي قال فيه مصدر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» إن الوفد مكون من 25 أسما تم تثبيت حضور بعضهم.
وبررت الحركة قرارها، «لأسباب مرتبطة باستمرار خرق وقف إطلاق النار في وادي بردى بريف دمشق، وتسويق روسيا نفسها كضامن في الاتفاق في حين لا تزال طائراتها تقصف الشعب السوري».
ورأى الخبير في الحركات المتشددة عبد الرحمن الحاج، أنه لم يكن أمام «الأحرار» الكثير من الخيارات، موضحا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «موقفها الرافض كان خوفا من الانقسام داخل الحركة بفعل الاختلاف في وجهات النظر بين قيادييها بشأن المؤتمر وتفاديا أيضا للاصطدام مع جبهة فتح الشام (النصرة سابقا)».
وإضافة إلى الغموض الذي يلف جدول أعمال المؤتمر والمواقف المتضاربة بشأنه بين أبرز المعنيين به، جاء إعلان النظام يوم أمس، عن أسماء وفده الذي يرأسه سفيره في الأمم المتحدة بشار الجعفري، ليطرح علامة استفهام حول الهدف الأساسي من المؤتمر الذي تخشى المعارضة من أن يؤدي إلى اتفاق سياسي يبقي رئيس النظام بشار الأسد في السلطة. وكان لافتا إبقاء النظام على الوفد الذي شارك في مفاوضات جنيف، «ما يعطي انطباعا أن طاولة آستانة ستبحث في الحلّ السياسي وليس فقط في وقف إطلاق النار كما سبق لموسكو أن أعلنت وأكّدت أيضا أن وفد النظام سيكون عسكريا»، بحسب ما يقول مصدر في المعارضة السورية. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «منذ البداية، وبعد الإصرار على تجاوز الهيئة العليا التفاوضية والضغوط التي تعرضت لها الفصائل للمشاركة، كنا نشعر بالقلق من أي اتفاق على حساب المعارضة»، موضحا «الضغط على الفصائل أكبر وأسهل في الوقت عينه، خاصة من جهة تركيا، وقد ظهر ذلك من خلال التلويح بإيقاف خطوط الإمداد وإقفال الحدود إذا لم تقبل بحضور مؤتمر آستانة، وهو الأمر الذي قد يستمر في هذا الاجتماع حال وجود اتفاق جاهز بين تركيا وروسيا يتخطّى (اتفاق جنيف) وينص على خريطة طريق جديدة لاستمرار الأسد بالسلطة».
وعما إذا كان هناك اتفاق بين المعارضة السياسية والفصائل على عدم إقدام الأخيرة على التوقيع على أي اتفاق لحلّ سياسي، قال المصدر: «ما نجحنا به هو حضور المعارضة السياسية عبر مستشارين لها إنما لا أحد يمكنه التنبؤ بما قد يحصل في كازاخستان، ولا نعرف ما هي الضغوط التي قد تجد الفصائل نفسها أمامها، خاصة أنها لا تملك خبرة في العمل السياسي».
من جهته، أكد الأمين العام للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عبد الإله فهد «إن مطلب رحيل الأسد هو من مطالب الثورة الأساسية وليس من حق أحد أن يتنازل عنه، ومن يريد ذلك فهو يضيع حق السوريين وحق نصف مليون شهيد والآلاف من المعتقلين، فهو ليس خيارًا للمساومة». ووصف فهد ما سيجري في آستانة بأنه «مفاوضات عسكرية معنية بتثبيت وقف إطلاق النار، وبعض الأمور الأخرى التي تتعلق بالجوانب اللوجستية على الأرض، وليس له علاقة بالمفاوضات السياسية»، مضيفًا: «إن الملف السياسي سيبقى في جنيف، ولا يمكن أن يكون التمثيل إلا للهيئة العليا للمفاوضات».
ولم يتم لغاية الآن الإعلان عن قائمة نهائية وبشكل رسمي عن المشاركين من قبل المعارضة، في حين قال القيادي في «تجمع استقم كما أمرت» زكريا ملاحفجي، إن وفد المعارضة سيضم 25 شخصا بين ممثلي الفصائل والمستشارين السياسيين، وذكر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بعض الأسماء التي بات حضورها مؤكدا، وهي إضافة إلى محمد علوش، من «جيش الإسلام» لرئاسة الوفد، نذير الحكيم وياسر عبد الرحمن من «فيلق الشام»، أحمد سعود من «جيش إدلب الحر» وعز الدين سالم من «تجمع استقم كما أمرت»، وأيمن فهمي وأسامة أبو زيد وخالد شهاب الدين ويحي العريضي، كمستشارين.
وكانت صحيفة «الوطن» السورية التابعة للنظام السوري ذكرت يوم أمس، أن جدول أعمال المؤتمر سيرتكز على بندين أساسيين، هما، «وقف إطلاق نار شامل بين الفصائل الموقعة على الاتفاقية والجيش والبحث في مبادئ الحل السياسي». وأعلنت عن قائمة أسماء وفدها إلى آستانة، التي ضمّت إضافة إلى الجعفري، مستشار وزير الخارجية أحمد عرنوس وسفير النظام في موسكو رياض حداد وعضو مجلس الشعب أحمد كزبري والدبلوماسي حيدر علي أحمد وأسامة علي من مكتب وزير الخارجية وأمجد عيسى إضافة إلى ضابط أمن وضابطين يمثلان المؤسسة العسكرية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.