الحكومة اليمنية: هادي لم يوافق على الإطار الأساسي للمفاوضات

قالت إن ولد الشيخ قدم أفكارًا إيجابية خلال زيارته الأخيرة لعدن

جانب من جلسة مجلس الوزراء اليمني التي عقدت في عدن أمس (سبأ)
جانب من جلسة مجلس الوزراء اليمني التي عقدت في عدن أمس (سبأ)
TT

الحكومة اليمنية: هادي لم يوافق على الإطار الأساسي للمفاوضات

جانب من جلسة مجلس الوزراء اليمني التي عقدت في عدن أمس (سبأ)
جانب من جلسة مجلس الوزراء اليمني التي عقدت في عدن أمس (سبأ)

أوضح عبد العزيز المفلحي، مستشار الرئيس اليمني، أن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مبعوث الأمم المتحدة لليمن، قدم أفكارا جديدة خلال لقائه الرئيس هادي في عدن قبل يومين، وأن اللقاء كان إيجابيًا، لكنه نفى في الوقت نفسه أن يكون الرئيس هادي أعطى ولد الشيخ أي موافقة على الإطار الأساسي للمفاوضات المقبلة مع الانقلابيين.
وقال المفلحي لـ«الشرق الأوسط» إن ولد الشيخ طرح أفكارا جديدة تعتمد على ما تم في مفاوضات بييل والكويت، المعتمدة على المرجعيات الثلاث الأساسية (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني. وقرار مجلس الأمن 2216)، لكن الرئيس لم يعط ولد الشيخ أي موافقة على تلك الأفكار على الإطلاق.
يأتي حديث المستشار الرئاسي اليمني، بعد تصريحات لوزير الخارجية الأميركي جون كيري أوضح فيها أن الرئيس هادي قبل أخيرًا بـ«الإطار الأساسي» الذي يطرحه المبعوث الأممي.
وقال كيري في مقابلة بثتها قناة «سكاي نيوز عربية» إن «الرئيس هادي لم يدعم المبادرة التي قدمتها، وأنا آسف لذلك... نأمل أن يتمكن ولد الشيخ من جمع الأطراف وبدء العملية التفاوضية التي من شأنها إعادة السلام إلى اليمن».
ووفقًا للمفلحي، فإن أي مفاوضات مقبلة مع الانقلابيين «يجب أن تسبقها خطوات حسن النية المتمثلة في إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، والانسحاب من المدن، وتسليم السلاح الثقيل»، مبينًا أن «هذه هي اللحظة التي يمكن أن نشرع فيها بعملية السلام»، وأضاف: «لكن مثل هذه البوادر لم تتوفر حتى اللحظة».
ورأى مستشار الرئيس أن كيري تحامل على الرئيس هادي إلى حد كبير، متوقعًا حدوث سوء فهم وتقدير للموقف في اليمن من قبله، وقال إن «الرئيس هادي كان ولا يزال مع عملية السلام في اليمن المرتبطة بالمرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني. والقرار (2216). نحن ملتزمون بكل ذلك».
وتابع المفلحي قائلا: «السؤال لكيري هنا: من الذي وقع اتفاقية السلام في الكويت؟ أليست الحكومة الشرعية؟ ورفضها الانقلابيون، ومن هنا نتمنى على كيري إعادة النظر في موقفه هذا المتحامل على الرئيس هادي، ونؤكد أن الرئيس مع عملية السلام المرتبطة بالمرجعيات الثلاث، ونستغرب مثل هذا الحديث».
وأشار المستشار إلى أن «العاميين الماضيين شهدا اتفاقات كثيرة ذهبت أدراج الرياح بسبب عدم التزام الانقلابيين بها، لأنهم لا عهد لهم ولا ميثاق»، وأردف: «لذلك فشل عملية السلام سببه الانقلابيين، والدليل أننا كنا على مشارف بناء الدولة اليمنية الحديثة والاستفتاء على الدستور الذي تعقبه انتخابات رئاسية، لكن من الذي انقلب واختطف وأشهر السلاح على كل الوطن وليس على هادي فقط، وها نحن ندفع ثمن هذه الحماقات حتى هذه اللحظة».
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر: «كنّا حريصين على إحلال السلام الذي يتطلع إليه شعبنا، والذي لن يتحقق إلا من خلال المرجعيات الثلاث التي اتفقنا عليها وهي: المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الدولي (2216)»، وذلك خلال اجتماع مجلس الوزراء اليمني الذي عقد في عدن أمس، برئاسة بن دغر.
ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، استمع المجلس إلى تقرير نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي حول نتائج زيارة المبعوث الأممي ولقائه مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، والمساعي الأممية لعودة عملية السلام وفقًا للمرجعيات الثلاث المتفق عليها، ووصف الزيارة بـ«القيمة والإيجابية»، ونوه المجلس بمساعي الأمم المتحدة ومبعوثها الأممي إلى اليمن من أجل تحقيق السلام القائم على المرجعيات الأساسية وقرارات مجلس الأمن الدولي، خصوصا القرار «2216».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».