السوق الموازية في السعودية تحل عائق التمويل أمام الشركات الصغيرة

وسط توقعات لها بمزيد من الحيوية

السوق الموازية في السعودية تحل عائق التمويل أمام الشركات الصغيرة
TT

السوق الموازية في السعودية تحل عائق التمويل أمام الشركات الصغيرة

السوق الموازية في السعودية تحل عائق التمويل أمام الشركات الصغيرة

توقع مسؤولون في هيئة سوق المال ووزارة التجارة السعودية، أن تسهم السوق الموازية في معالجة التحديات التمويلية التي تواجهها المنشآت الصغيرة والمتوسطة في السعودية.
جاء ذلك خلال لقاء عقد في غرفة جدة أول من أمس، أكد المشاركون فيه أهمية إنشاء سوق جديدة من خلال جذب شريحة أكبر من الشركات، وإتاحة الفرصة للمزيد من الشركات بمختلف نشاطاتها باعتبار نمو السوق الموازية منصة إضافية لتداول أسهم الشركات في السعودية بمتطلبات إدراج أكثر مرونة.
وأوضح مدير تطوير المنتجات الاستثمارية في هيئة سوق المال، عبد الله غنام، أن نمو السوق الموازية سيمكّن من نمو المستثمرين الأفراد من خلال الاشتراك في المحافظ الاستثمارية الخاصة بهم، مشيرا إلى أن مؤشرات «نمو» مستقلة تمامًا عن السوق الرئيسية، ولا تؤثر في معيار السوق الرئيسي TASI، في حين أن الأفراد الحاصلين على الشهادة العامة للتعامل في الأوراق المالية( CME – 1) سيتمكنون من الاستثمار في نمو السوق الموازية.
وأضاف، أن مشروع نمو السوق الموازية الذي تم بالتعاون مع «أرامكو السعودية» وصندوق التنمية الصناعية السعودي وبرنامج تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة «كفالة» ومجلس الغرف السعودية، يأتي رافدًا للشركات الوطنية كالمنشآت الصغيرة والمتوسطة، حيث يمكنها من الوصول لمصادر تمويل بديلة، حيث يمثل فرصة للمنشآت للاستفادة من مزايا الإدراج في السوق المالية بمتطلبات أكثر مرونة، وإتاحة المجال للشركات المدرجة لتطور أنشطتها وتوسع أعمالها، مشيرًا إلى أنه بإطلاق «نمو» سيكون هناك سوقان للأسهم، رئيسية وموازية؛ إذ تتصدر السعودية دول مجلس التعاون الخليجي من حيث عدد الشركات المدرجة في نمو السوق الموازية. وقال رئيس لجنة الأوراق المالية في غرفة جدة محمد النفيعي لـ«الشرق الأوسط»، إن وجود السوق الموازية يسهم في توفير فرص التمويل للشركات المتوسطة والصغيرة، والتي ستلعب دورا مميزا في السوق الجديدة، ويؤدي ذلك إلى زيادة قدرتها على التطور والنمو من خلال تعزيز قدراتها وتنوع استثماراتها. ولفت إلى أن السوق الجديدة ستساعد الشركات على تنويع مصادر التمويل لخطط التوسع وكذلك تطبيق لمعايير الحوكمة والإفصاح، وتبني أفضل النظم والممارسات الإدارية، والذي سيسهم في تعزيز السمعة والهوية والقيمة السوقية لها ما سيزيد ثقة عملائها والمستثمرين فيها.
ومن المقرر أن تبدأ تداول إطلاق «نمو» في 28 فبراير (شباط) المقبل الذي يأتي توافقا مع «رؤية المملكة 2030» للإسهام في بناء سوق مالية سعودية متطورة ومنفتحة على العالم. يشار إلى أن قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في السعودية يواجه الكثير من التحديات التي قد تدفعه إلى الخروج من السوق، في مقدمتها التمويل، الذي يعتبر حجر الزاوية في نجاحها، إلا أن هناك مخاوف لدى المؤسسات التمويلية أدت إلى العزوف عن تقديم برامج التمويل المناسبة، وهذا الأمر دفع الحكومة بالتعاون مع مجلس الغرف السعودية إلى إطلاق مبادرات وطنية لدعم شباب الأعمال، مثل حاضنات الأعمال وبرامج التمويل مع بعض المؤسسات الحكومية، ومنها صندوق المئوية وبنك التسليف وبعض مبادرات القطاع الخاص التي تدعم هذا التوجه.



السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.