مصادر تركية تنفي لـ«الشرق الأوسط» تعرض الفصائل السورية لضغوطات

جاويش أوغلو منتقدًا مطالبة واشنطن بدعوة الأكراد: «فليدع داعش أيضًا»

مصادر تركية تنفي لـ«الشرق الأوسط» تعرض الفصائل السورية لضغوطات
TT

مصادر تركية تنفي لـ«الشرق الأوسط» تعرض الفصائل السورية لضغوطات

مصادر تركية تنفي لـ«الشرق الأوسط» تعرض الفصائل السورية لضغوطات

نفت مصادر دبلوماسية تعرض فصائل المعارضة المسلحة أو المعارضين السوريين الذين شاركوا في لقاءات على مدى الأيام الماضية مع الجانب التركي لأي ضغوط من جانب أنقرة.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن تركيا بوصفها ضامنًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن في سوريا بموجب اتفاق مع روسيا، وبدأ سريانه منتصف ليل 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عملت على تذليل العقبات من أجل الوصول إلى انعقاد مفاوضات أستانا في موعدها المقرر في 23 يناير (كانون الثاني) الحالي.
ويتجسد هذا الجهد من خلال اتصالاتها مع كل من موسكو وطهران لضمان منع خروقات النظام والميليشيات الموالية له لاتفاق وقف إطلاق النار، ودفعهما إلى التأثير على النظام والميليشيات الداعمة له من أجل وقف الخروقات التي دفعت فصائل المعارضة المسلحة إلى إعلان تجميدها للاتصالات بشأن حضور أستانا، قبل أن تعقد جولات الاجتماعات في أنقرة منذ التاسع من يناير الحالي مع الوفدين الروسي والتركي، ثم الاجتماعات التي تواصلت مع الجانب التركي بعد ذلك، وحضرها ممثلون عن أطياف المعارضة السياسية.
وأكدت المصادر رؤية أنقرة التي تنطلق من اعتبار مفاوضات أستانا فرصة للحل السياسي في سوريا لا يجب تفويتها، أو التفريط فيها، وتعهدت للمعارضة بأنها لن تتخلى عن ثوابتها بشأن الأزمة السورية، وفي مقدمتها استحالة إنجاز حل نهائي للوضع في سوريا تحت قيادة الأسد. كما أشارت إلى أن أنقرة عملت خلال مراحل الاجتماعات المختلفة على نقل مطالب المعارضة التي تشعر بالقلق تجاه الموقف الروسي الداعم لنظام بشار الأسد، ولا تثق في موسكو كضامن، كما عملت على حمل موسكو للضغط على نظام الأسد لوقف خروقاته، وطالبت بآلية للعقوبات بالتعاون مع موسكو ضد من ينتهك وقف إطلاق النار من أي جانب.
ولفتت المصادر إلى الاتصالين اللذين أجراهما الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأربعاء الماضي مع كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني لمطالبتهما بالعمل على الضغط على النظام والميليشيات الموالية له لوقف خروقاتهما، وهو أحد الشروط التي طالبت بها فصائل المعارضة السورية من أجل الذهاب إلى أستانا.
وفيما تواصلت المباحثات في موسكو بين وفود من روسيا وتركيا وإيران للتحضير لأستانا، أكد وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو، ليل السبت – الأحد، اتفاق أنقرة وموسكو بشأن مشاركة الولايات المتحدة، في حين نقلت وسائل إعلام عن مصدر روسي أن الدعوات يجب أن تكون بالاتفاق بين الأطراف المختلفة.
كما انتقد جاويش أوغلو تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر التي أكد فيها ضرورة حضور حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري ووحدات حماية الشعب الكردية في أستانا لبحث الأزمة السورية، قائلاً أمام المؤتمر التاسع لسفراء تركيا بالخارج: «إذا كانت الولايات المتحدة ترغب بمشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي في محادثات أستانا، فليدع تنظيم داعش أيضًا إلى تلك المحادثات».
وأكد الوزير أن حزب الاتحاد الديمقراطي لن يشارك بأي شكل من الأشكال في محادثات أستانة، لافتًا إلى أنه ستتم دعوة الولايات المتحدة الأميركية للحضور إلى الاجتماع.
وعلى صعيد عملية درع الفرات التي تتمحور معاركها حول مدينة الباب، معقل «داعش» في ريف حلب الشمالي، أعلن الجيش التركي أمس أن قواته استهدفت 198 هدفًا تابعًا لتنظيم داعش الإرهابي، وقضت على 9 من مسلحي التنظيم في قصف بالمدافع الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ، إضافة إلى غارات لسلاح الجو التركي على مواقع التنظيم في مدينة الباب وقرية بزاغة بريف محافظة حلب، شمال سوريا.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.