اللاجئون يعوضون مخاطر تراجع العملة في أوروبا

ما إن تصدر دراسة إلا وتؤكدها أخرى عن فوائدهم

اللاجئون يعوضون مخاطر تراجع العملة في أوروبا
TT

اللاجئون يعوضون مخاطر تراجع العملة في أوروبا

اللاجئون يعوضون مخاطر تراجع العملة في أوروبا

ما إن تصدر دراسة إلا وتؤكدها دراسة أخرى، في تعزيز دور اللاجئين لاقتصاد الدول المستقبلة لهم، وذلك لأهمية العامل البشري في نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
فقد أظهرت دراسة حديثة، أن تدفق اللاجئين إلى ألمانيا يمكن أن يسهم في تحفيز النمو الاقتصادي بالبلاد. ووفقًا لحسابات معهد الاقتصاد الألماني «آي دابليو» بمدينة كولونيا الألمانية، يمكن أن يزداد إجمالي الناتج القومي حتى عام 2020 بقيمة إجمالية تبلغ نحو 90 مليار يورو تقريبا (نحو 96 مليار دولار) من خلال تدفق اللاجئين.
وحقق الاقتصاد الألماني أسرع وتيرة نمو في 5 أعوام في 2016. ومن المتوقع استمرار القوة الدافعة في العام الحالي، مع زيادة الإنفاق الخاص والحكومي على اللاجئين، وهو ما ساعد ألمانيا على تعزيز مكانتها كمحرك اقتصادي لمنطقة اليورو. وأظهر تقييم مبدئي لمكتب الإحصاءات الاتحادي يوم الخميس الماضي، أن أكبر اقتصاد في أوروبا حقق نموًا بنسبة 1.9 في المائة في العام الماضي، في ظل بيئة اتسمت بانخفاض أسعار الفائدة، وزيادة قياسية في تدفق اللاجئين، وهو ما عزز إنفاق الأسر والدولة.
وعوضت هذه العوامل ضعف الصادرات التي ظلت طويلا دعامة اقتصاد تشكل الصناعات التحويلية فيه ما يصل إلى ربع ناتج ألمانيا الإجمالي.
وقدر معهد «آي دابليو» نمو إجمالي الناتج القومي في ألمانيا هذا العام بنسبة 0.4 في المائة تقريبًا، «ومن الممكن أن يزداد هذا التأثير على الناتج القومي ليصل إلى واحد في المائة تقريبا سنويًا حتى عام 2020». ولكن المعهد شدد على أهمية أن يعثر اللاجئون على عمل بأقصى سرعة ممكنة.
يأتي هذا في الوقت الذي من المتوقع فيه أن تتأثر ألمانيا سلبًا بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بحسب دراسة أخرى صادرة من المعهد ذاته، توقعت أن ذلك سيتسبب في تراجع النمو في ألمانيا بواقع 0.25 نقطة مئوية العام المقبل.
ومن المتوقع أن يعوض وجود اللاجئين في ألمانيا – الدولة الأكثر استقبالاً لهم - بشكل أو بآخر، مخاطر تراجع الجنيه الإسترليني مقابل اليورو، إلى جانب الانخفاض المتوقع في النمو البريطاني. إذ إن العادة جرت على أن تكون الصادرات هي المحرك الذي يعطي زخما للاقتصاد الألماني، غير أنها ستهبط على الأرجح بواقع 9 في المائة على أساس سنوي في 2017، جراء انخفاض العملة البريطانية، نظرًا لارتباطها بحجم تبادل كبير.
كان صندوق النقد الدولي، قد أكد أن الهجرة لها أثر اقتصادي إيجابي بوجه عام على الدول التي تستقبل المهاجرين؛ لكن الفوائد تعتمد على مدى كفاءة إدماجهم في المجتمعات الجديدة.
وقال النائب الأول لمدير عام صندوق النقد الدولي، ديفيد ليبتون، الأسبوع الماضي، إن سياسات واقتصادات الهجرة تتضارب فيما بينها؛ لأن الهجرة - شأنها شأن التجارة - تخلق رابحين وخاسرين، وتحتاج إلى وقت لكي تتأقلم المجتمعات والأنشطة التجارية.
وأضاف ليبتون: «خلصنا إلى أن الهجرة أدت بشكل كبير إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي للفرد في الاقتصادات المتقدمة؛ لأن مستويات المهارة... تعزز الإنتاجية العمالية، ولأنه في بعض الأماكن يساعد تدفق المهاجرين الذين في سن العمل على تعويض نقص العمالة الناتج عن التطورات السكانية». موضحًا: «على الرغم من أن نسبة الـ10 في المائة الأعلى هي أكبر مستفيد، فإن المكاسب التي تتحقق من الهجرة تتقاسمها جميع فئات الدخل. إضافة إلى ذلك فإن عدم المساواة لا يتفاقم، جراء انضمام المهاجرين إلى القوة العاملة».
وأثارت الهجرة رد فعل مناهضًا بين شعوب الاتحاد الأوروبي، أدى إلى صعود نجم الأحزاب اليمينية المتطرفة والأحزاب ذات النزعة القومية، كما كان أحد العوامل في استفتاء بريطانيا في يونيو (حزيران) على الخروج من عضوية الاتحاد الأوروبي.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».