تركيا: إحباط هجوم انتحاري على مديرية أمن غازي عنتاب

حظر التجمعات والمسيرات في أنقرة شهرًا

سيارات إسعاف في محيط موقع هجوم غازي عنتاب أمس («الشرق الأوسط»)
سيارات إسعاف في محيط موقع هجوم غازي عنتاب أمس («الشرق الأوسط»)
TT

تركيا: إحباط هجوم انتحاري على مديرية أمن غازي عنتاب

سيارات إسعاف في محيط موقع هجوم غازي عنتاب أمس («الشرق الأوسط»)
سيارات إسعاف في محيط موقع هجوم غازي عنتاب أمس («الشرق الأوسط»)

أحبطت قوات الأمن التركية محاولة هجوم على مديرية أمن غازي عنتاب جنوب البلاد، أمس، وقتلت انتحاريا حول اقتحام المبنى. وقال مصدر أمني تركي إن الشرطة قتلت مشتبها في أنه انتحاري حاول الدخول إلى مديرية الأمن، وإن شرطيا أصيب خلال اشتباكات مع المهاجم. وسمع دوي إطلاق نار في محيط مديرية الأمن، ورجحت مصادر أمنية أن يكون أكثر من شخص حاولوا اقتحام المبنى، ولذلك أطلقت قوات الأمن عملية تمشيط واسعة في المنطقة.
وفي 5 يناير (كانون الثاني) الحالي وقع هجوم بسيارتين مفخختين وبالأسلحة والقنابل على محكمة إزمير؛ حيث اشتبك الشرطي فتحي سكين مع إرهابي وأحبط وقوع عملية وصفها رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بأنها كانت ستصبح مذبحة مروعة، وقال نائبه ويسي كايناك إنها كانت مخططا لهجوم كبير.
وقتل إرهابيان إلى جانب الشرطي سكين وأحد العاملين بالمحكمة وأصيب 9 آخرون في العملية التي جاءت بعد 4 أيام فقط من الهجوم الذي نفذه أحد الداعشيين الأوزبك على نادي «رينا» في إسطنبول بعد 75 دقيقة فقط من بدء الاحتفالات برأس السنة الجديدة، فقتل 39 وأصاب 65 غالبيتهم عرب وأجانب، ولا تزال الجهود تبذل لضبطه بعد أن تم تحديد هويته.
ونسب هجوم إزمير إلى حزب العمال الكردستاني، بينما تواصل سلطات الأمن التركية تحرياتها حول هجوم غازي عنتاب أمس لتحديد من يقف وراءه.
في غضون ذلك، أعلنت ولاية العاصمة التركية أنقرة، أمس الثلاثاء، حظر جميع الفعاليات العامة لمدة شهر، وذلك بعد يوم من تفريق الشرطة التركية مئات المتظاهرين أمام مبنى البرلمان احتجاجا على التعديلات المرتقبة للدستور التي قد توسع من سلطات الرئيس رجب طيب إردوغان. وأرجعت الولاية القرار بحظر الفعاليات التي تشمل مختلف أنواع التجمعات والمؤتمرات والمسيرات، إلى أسباب أمنية.
في الوقت نفسه، أعلنت بلدية العاصمة أنقرة أمس إطلاق اسم السفير الروسي آندريه كارلوف الذي قتل في هجوم بالرصاص بالعاصمة التركية في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، على الشارع الذي تقع فيه السفارة الروسية.
وقدم رئيس بلدية أنقرة مليح جوكتشيك، أمس، نسخة من القرار الصادر من بلديته لإعادة تسمية الشارع، إلى أرملة السفير، وقام عمال البلدية باستبدال لافتة الشارع ووضع واحدة عليها اسم «كارلوف» الذي اغتاله شرطي تركي يدعى مولود مارت ألتن طاش بينما كان يتحدث في افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية.
وقالت تركيا إن للشرطي القاتل روابط بـ«حركة الخدمة» التي يقودها فتح الله غولن؛ الداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة والذي تتهمه السلطات التركية بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف يوليو (تموز) الماضي، فيما لا تزال التحقيقات مستمرة بواسطة فريق روسي - تركي مشترك.
في سياق مواز، أعيد أمس إلى تركيا رفات جنديين تركيين فُقدا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أثناء خدمتهما في شمال سوريا وأعلنت رئاسة أركان الجيش أنهما قتلا.
وكان الجيش أعلن في 29 نوفمبر الماضي أنه فقد الاتصال باثنين من جنوده. وأصدر تنظيم داعش الإرهابي في اليوم ذاته بيانا ذكر فيه أن مقاتليه خطفوا جنديين تركيين.
وكان الجنديان ضمن القوات التركية المشاركة في عملية «درع الفرات»، التي تهدف إلى طرد التنظيم الإرهابي من المناطق السورية المتاخمة للحدود التركية، ومنع الجماعات الكردية المسلحة من السيطرة على أراض في تلك المنطقة.
وبث تنظيم داعش الإرهابي الشهر الماضي مقطع فيديو يوضح حرق جنديين تركيين أسيرين.
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده تتابع باستغراب الدول التي كانت تعد مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، أولوية، ثم باتت كأنها راعية للتنظيم اليوم.
وأضاف إردوغان في كلمة ألقاها أمس، في اجتماع قائمقاميي المناطق بالمجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة، أن «بعض البلدان المؤثرة، لا تهتم إزاء إيجاد تسوية حقيقية تقود إلى توفير الحياة الكريمة للشعبين السوري والعراقي».
وأشار إلى أن بلاده تقوم بما هو أفضل لنفسها ولإخوتها، رغم الهجمات الداخلية والخارجية، دون تجاهل الأزمات الإنسانية.
ولفت الرئيس التركي إلى أن «المشاريع التي يتم رسمها على الورق - دون الأخذ بعين الاعتبار بنية المنطقة التاريخية والدينية والعرقية والثقافية - بدأت بالانهيار واحدًا تلو الآخر». وأكد أن تركيا تتعرض لهجوم واسع النطاق من الداخل والخارج، و«تلك الهجمات لا تستهدف تركيا لأنها بلد ضعيف؛ بل لأنها بلد قوي يطمح لتطوير ذاته بشكل مستمر»، وأوضح أن التطورات الجارية في سوريا والعراق تهم تركيا بشكل مباشر، وأنه من غير الممكن غض الطرف عن الأزمات الإنسانية الموجودة في البلدين.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.