«داعش مصر» يعلن مسؤوليته عن هجوم العريش ومجلس الأمن يدين الحادث الإرهابي

السيسي قال إن 41 كتيبة قوامها 25 ألف مقاتل تخوض الحرب في سيناء

«داعش مصر» يعلن مسؤوليته عن هجوم العريش ومجلس الأمن يدين الحادث الإرهابي
TT

«داعش مصر» يعلن مسؤوليته عن هجوم العريش ومجلس الأمن يدين الحادث الإرهابي

«داعش مصر» يعلن مسؤوليته عن هجوم العريش ومجلس الأمن يدين الحادث الإرهابي

أعلن فرع تنظيم داعش في مصر، أمس، مسؤوليته عن هجوم العريش الإرهابي، قائلا إن عناصره قتلت 25 شرطيا، في رواية تناقض رواية السلطات المصرية التي تحدثت عن 8 قتلى فقط من عناصرها. فيما أدان مجلس الأمن عملية العريش الإرهابية التي وقعت أول من أمس.
وجاء تبني «داعش» للعملية بعد ساعات من تعليق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الحادث الإرهابي قائلا إن بلاده «تخوض حربا حقيقية» ضد الإرهاب المدعوم من دول إقليمية لم يسمها، كاشفا عن أن حجم قوات الجيش العاملة في سيناء لمواجهة التنظيمات الإرهابية تقدر بـ41 كتيبة، قوامها 25 ألف مقاتل.
واستهدفت عناصر مسلحة مرتكزين أمنيين في مدينة العريش بشمال سيناء أول من أمس، استخدمت في أحدهما سيارة ملغمة اقتحمت الكمين مخلفة قتلى وجرحى، في أول عملية كبرى يشهدها العام الجديد.
وقال الرئيس السيسي في مداخلة هاتفية مع قناة فضائية مصرية تعليقا على العملية الإرهابية، إن حجم القوات التابعة للجيش المصري في شمال سيناء تقدر بـ41 كتيبة، قوامها 25 ألف فرد تواجه الجماعات الإرهابية هناك.
وكانت إسرائيل قد سمحت للقاهرة بتجاوز أعداد الجنود ونوعية الأسلحة المستخدمة في المنطقة (ج) من سيناء التي تخضع لاتفاقية السلام الموقعة بين البلدين أواخر سبعينات القرن الماضي.
وجدد السيسي اتهامه لكيانات ودول إقليمية لم يسمها، بتمويل ودعم التنظيمات الإرهابية التي نشطت في أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس الإخواني محمد مرسي منتصف عام 2013.
وأشار السيسي إلى أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط تم ضبط ألف طن متفجرات وملايين الجنيهات والدولارات (بحوزة التنظيمات الإرهابية) وأضاف أن هناك آلاف الأطنان من المتفجرات تم ضبطها خلال السنوات الماضية في مخازن تحت الأرض في سيناء، تم حشدها على مدى سنوات طويلة.
وقال السيسي إن «هذه الدول والأجهزة تهدف إلى ضرب وحدة الشعب المصري، انتقامًا من التحول الذي أحدثه الشعب المصري بخروجه في الثلاثين من يونيو (حزيران) عام 2013»، الذي أسهم في تغيير ما وصفه الرئيس بترتيبات كان يجري الإعداد لها، كانت ستحيل المنطقة إلى كتلة مشتعلة بشكل أكبر مما هي عليه الآن. وأكد السيسي أن أجهزة الأمن «حققت إنجازات ملموسة بمواجهة الجماعات الإرهابية في سيناء»، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن «هذه المواجهات ستستمر لفترة، وستطول بسبب حرص قوات الجيش والشرطة على عدم المساس بمدنيين أبرياء خلال هذه المواجهات، خاصة أن بعض خلايا الإرهاب تتعمد الاختفاء وسط تجمعات سكانية».
وقال السيسي إن دولا وأجهزة دعمت عمليات الحشد لما سمي ثورة 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مشيرًا إلى أن شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي فقط شهد وقوع 53 عملية إرهابية كانت بمثابة تصعيد وتهيئة لإسقاط الدولة. وأكد أن مصر تكبدت تكلفة مالية باهظة خلال تلك الفترة لمواجهة المخططات التي كانت تستهدف مصر، ولا تزال. وأضاف أن هناك كلفة لا يمكن تقدير قيمتها، هي المتمثلة في الأفراد الذين قضوا أو أصيبوا خلال المواجهات الإرهابية. وبعد ساعات من تعليق الرئيس المصري، أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس وهي الفرع المحلي لـ«داعش» في البلاد، تبنيها للعملية الإرهابية.
وقال بيان نشر على موقع «أعماق» التابع لـ«داعش» إن 25 قتيلا من الشرطة المصرية سقطوا في «هجوم مباغت شنه مقاتلو الدولة الإسلامية على حاجز المطافي في حي المساعيد غرب مدينة العريش بشمال سيناء».
وأضاف البيان أن أحد عناصر التنظيم أوقف سيارة مفخخة قرب الحاجز، وأن عددا من المسلحين هاجموا الموقع للإجهاز على العناصر التي نجت من التفجير، ودمروا مدرعتين. وتتناقض رواية «داعش» مع الرواية الرسمية التي قالت إن الهجوم بدأ بتفجير الكمين عبر انتحاري اقتحمه بسيارة مفخخة، وإن عناصر الشرطة تصدت للهجوم وأسقطت 5 قتلى.
وفي غضون ذلك، أدان مجلس الأمن «الهجوم الإرهابي الغادر والجبان» الذي وقع في مدينة العريش. وقال بيان لمجلس الأمن، إن «أعضاء المجلس أكدوا على ضرورة تقديم مرتكبي ومنظمي وممولي ورعاة أعمال الإرهاب التي تستوجب الشجب إلى العدالة، وحثوا جميع الدول، وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، على التعاون التام في هذا الصدد مع الحكومة المصرية وجميع الجهات الأخرى المعنية».
وأضاف بيان مجلس الأمن أن «الأعضاء شددوا على وجوب محاسبة المسؤولين عن عمليات القتل هذه وحثوا جميع الدول، وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات المجلس ذات الصلة، على التعاون التام مع جميع الجهات المعنية في هذا الشأن».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.