هوليوود تتضامن مع ميريل ستريب... ومسيرة في واشنطن غداة التنصيب

جورج كلوني لترامب: «أليس لديك بلد لتدير أموره؟»

ميريل ستريب في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب» (أ.ف.ب)  -  جورج كلوني
ميريل ستريب في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب» (أ.ف.ب) - جورج كلوني
TT

هوليوود تتضامن مع ميريل ستريب... ومسيرة في واشنطن غداة التنصيب

ميريل ستريب في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب» (أ.ف.ب)  -  جورج كلوني
ميريل ستريب في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب» (أ.ف.ب) - جورج كلوني

بعد يومين من كلمة الممثلة الأميركية ميريل ستريب في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب» والتي انتقدت فيها الرئيس المنتخب دونالد ترامب وموقفه المتشدد من الهجرة. ما زالت هوليوود تتفاعل مع رد ترامب الهجومي عليها ووصفه إياها بأنها ممثلة «مبالغ في تقديرها».
وحسبما أوردت «رويترز» فقد أصبحت كلمة ستريب - التي احتلت مكانا مميزا في المؤتمر الوطني الديمقراطي العام الماضي الذي أشادت خلاله بعزيمة كلينتون ولباقتها - أكثر لحظة تحدث الأميركيون عنها خلال حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».
وقالت شركة أموبي الدولية للتسويق الرقمي إن نحو 627 ألف تغريدة على «تويتر» في أربع ساعات كانت عن كلمة ستريب.
وبالأمس وقف الممثل جورج كلوني في صف ستريب أثناء حضوره مؤتمرا صحافيا بمحطة «نيتفليكس» لإطلاق الفيلم الوثائقي «الخوذ البيضاء». وقال كلوني موجها حديثة للرئيس المنتخب، مستنكرا: «أليس لديك بلد لتديره؟» وأضاف: «لم أصوت له (ترامب) ولا أدعمه ولا أظن أنه الاختيار الصائب».
وعدد كلوني رؤساء أميركيين سابقين مثل جيفرسون ولينكولن وروزفلت وكيندي، الذين قال إن البلاد كانت محظوظة بهم. وقال: «أعتقد أننا سنكون أقل حظا الآن».
وعلق الكاتب ستيفان كينغ على «تويتر»: «رد ترامب على ميريل ستريب كان طفوليا وغليظا وحادا، وهو السبب في أن معظم الأميركيين يخشون رئاسته. إنه غير مؤهل عاطفيا». أما المخرج رون هوارد فقال: «ترامب التقط الطعم ووصف ستريب بأن قدراتها كممثلة (مبالغ في تقديرها)، أرجوك أيها الرئيس المنتخب لا تجعل الأمر (تافها) قد يكون ذلك طريفا ولكنه بالتأكيد ليس رئاسيا».
الممثل الكوميدي ريكي جيرفيز أيضا لجأ لـ«تويتر» للاعتراض على ترامب وقال: «الزعماء الفاشيون كان لديهم حس فكاهي أفضل تجاه نجوم هوليوود الذين كانوا يسخرون منهم».
وكانت تشوندا رايمز منتجة مسلسلي «سكاندال» و«غرايز أناتومي» من مؤيدي ستريب.
وكتبت على «تويتر»: «كيف تجرؤ ميريل ستريب على أن تمارس حقها في حرية التعبير وكأن هذا أمر مسموح به في أميركا.. انتظروا.. مم».
ولا يبدو أن حفل الأوسكار في 26 من شهر فبراير (شباط) المقبل سيكون أقل سخونة في النقد السياسي، فهناك الكثير من النجوم سيلقون بكلمات الشكر وسيكون أمامهم الفرصة واسعة لمخاطبة ملايين المشاهدين في كل مكان.
ولكن قبل ذلك سيقوم مجموعة من نجوم هوليوود بتنظيم مسيرة في واشنطن في اليوم التالي لتنصيب دونالد ترامب للإعلان عن موقفهم المعارض من الرئيس الأميركي. وتقوم الممثلة أميركا فيريرا نجمة مسلسل «بيتي القبيحة»، بتنظيم المسيرة التي يتوقع أن تنضم لها المغنية كاتي بيري، والممثلة سكارليت جوهانسون، والممثلة فرنسيس مكدورماند، والمغنية شير، والممثلة جوليان مور. وعلقت فيريرا على المسيرة في بيان: «منذ الانتخابات توجس الكثيرون من أن أصواتهم لن تسمع، من المهم أن نقف كفنانات وأميركيات سويا للتضامن مع حماية حقوق وكرامة المجتمع».
وقال المنظمون إنه من المتوقع أن يشارك في المسيرة أكثر من مائة ألف شخص يوم 21 يناير (كانون الثاني) الحالي.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».