واشنطن تصف مساهمة روسيا ضد الإرهاب بـ {الصفر}

موسكو اعتبرت تصريحات كارتر {هستيريا}

روسيا تقول إنها تصدت للإرهابيين في سوريا... والغرب يتهمها بدعم الأسد واستهداف المدن السورية والمعارضة («الشرق الأوسط»)
روسيا تقول إنها تصدت للإرهابيين في سوريا... والغرب يتهمها بدعم الأسد واستهداف المدن السورية والمعارضة («الشرق الأوسط»)
TT

واشنطن تصف مساهمة روسيا ضد الإرهاب بـ {الصفر}

روسيا تقول إنها تصدت للإرهابيين في سوريا... والغرب يتهمها بدعم الأسد واستهداف المدن السورية والمعارضة («الشرق الأوسط»)
روسيا تقول إنها تصدت للإرهابيين في سوريا... والغرب يتهمها بدعم الأسد واستهداف المدن السورية والمعارضة («الشرق الأوسط»)

دعا سيرغي جيليزنياك، عضو لجنة مجلس الدوما للشؤون الدولية، إلى عدم الاكتراث بتصريحات وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر التي قال فيها إن مساهمة روسيا في التصدي للإرهاب «صفر»، أي معدومة. وكان كارتر قد قال خلال حوار مساء أول من أمس (الأحد) على قناة «إن بي إس» الأميركية، إن مساهمة روسيا في حرب الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش «صفر»، معربا عن قناعته بأن الوجود العسكري لروسيا في سوريا «يصعد الحرب الأهلية هناك». وقد أثارت تلك التصريحات غضب موسكو، ورأى البرلماني جيليزنياك أنه «لا معنى من الاهتمام بتصريحات مسؤول أميركي سيقدم استقالته قريبًا»، مع ذلك فإن «كارتر بأكاذيبه جلب العار لنفسه وللمؤسسة التي يرأسها، والتي يفترض أنها تمتلك معلومات دقيقة حول من وما الذي فعله في سوريا»، حسب قول البرلماني الروسي.
من جانبها، وصفت إيرينا ياروفايا، نائبة رئيس مجلس الدوما، تصريحات وزير الدفاع الأميركي حول دور روسيا في التصدي للإرهاب، بأنها «هستيريا ما قبل الغرب». واعتبرت أن مثل ذلك الكلام يدل على «الفشل التام، عندما تنهار الأعصاب، وتبقى المناورة الوحيدة بتوجيه الاتهامات إلى روسيا التي تتصدى بفاعلية للإرهاب»، حسب قولها، مشددة على أن «روسيا تصدت وستتصدى للإرهاب»، وأن الأمن القومي والأمن الدولي ليسا لعبة بالنسبة لروسيا ولا مادة للتلاعب. وبعد اتهامها للبنتاغون بأنه «أشعل الحروب وهو يلعب ويرسم الأصفار»، تنصح البرلمانية الروسية وزير الدفاع الأميركي بأن يفكر «كيف سيشرح للمواطنين الأميركيين الأصفار الكثيرة في ميزانية البنتاغون»، الذي أنفق على الحروب وليس من أجل السلام، وفق ما ترى ياروفايا.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها مسؤول غربي روسيا بعدم محاربة الإرهاب في سوريا، وأن ما تقوم به هو تقديم الدعم للأسد بذريعة «التصدي للإرهاب»، إذ رأت باريس وواشنطن غارات شنتها المقاتلات الروسية على مناطق في ريف حمص، أن موسكو لا تستهدف تنظيم داعش الإرهابي، وإنما جماعات المعارضة. وتكررت تلك الاتهامات لموسكو بصورة دائمة، وفي سبتمبر (أيلول) العام الماضي، وجهت سامانثا باور، مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي اتهامات لروسيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، وقالت إن أفعال روسيا في سوريا أفعال وحشية وليست محاربة للإرهاب، وإن روسيا لن تقول الحقيقة مطلقا بشأن سوريا. وأضافت في كلمتها أمام المجلس، لافتة إلى ادعاء النظام السوري محاربة الإرهاب، وصفته بأنه «مجرد هراء».
وكلام كارتر بخصوص الدور الروسي في سوريا ليس جديدًا، إذ كان قد وجه لروسيا اتهامات مماثلة في كلمة له أثناء زيارته قاعدة «كريتلاند» الجوية الأميركية في نيو مكسيكو، حينها قال كارتر: «إن روسيا قالت إنها أتت إلى سوريا لتتصدى للإرهاب، وكي تمارس نفوذها التاريخي على النظام السوري؛ بغية التوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري»، إلا أن الوجود العسكري الروسي في سوريا، حسب كارتر «يساهم في إشعال الحرب الأهلية»، لافتًا إلى أن «ممارسات روسيا لا تؤثر بأي شكل من الأشكال في تصدي الولايات المتحدة لتنظيم داعش الإرهابي»، إلا أنها «تؤدي إلى إطالة النزاع السوري»، وفق ما يرى وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.