القوات التركية باقية في بعشيقة... وبغداد وأربيل تضمنان وضع «سنجار»

يلدريم أكد عقب مباحثات مع العبادي أن قرار الانسحاب سيتخذ في وقت لاحق

الرئيس العراقي فؤاد معصوم لدى استقباله رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في بغداد أمس (أ.ف.ب)
الرئيس العراقي فؤاد معصوم لدى استقباله رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

القوات التركية باقية في بعشيقة... وبغداد وأربيل تضمنان وضع «سنجار»

الرئيس العراقي فؤاد معصوم لدى استقباله رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في بغداد أمس (أ.ف.ب)
الرئيس العراقي فؤاد معصوم لدى استقباله رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في بغداد أمس (أ.ف.ب)

في مباحثات سادتها أجواء إيجابية توصلت أنقرة وبغداد أمس إلى اتفاق على بقاء القوات التركية في بعشيقة حتى إشعار آخر. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الذي قطع أمس خطوة لاحتواء التوتر في العلاقات بين تركيا وجارتها العراق بزيارته لبغداد، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي حيدر العبادي عقب مباحثاتهما: «شرحت للعبادي سبب وجود القوات التركية في معسكر بعشيقة»، مضيفًا: «قرار انسحاب قواتنا من شمال العراق سيتم اتخاذه لاحقًا».
من جانبه، قال العبادي إنه توصل مع نظيره التركي إلى اتفاق يقضي بسحب القوات التركية من معسكر بعشيقة شمال شرقي مدينة الموصل، بحسب التلفزيون الرسمي العراقي.
وكان وجود نحو 600 جندي تركي في منطقة بعشيقة أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين؛ لإصرار حكومة بغداد على أن القوات التركية لم ترسل إلى المعسكر بموافقتها، فيما قالت أنقرة إن إرسال القوات كان بموافقة عراقية.
ومع انطلاق عملية تحرير الموصل من «داعش» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أصرت تركيا على أن تشارك قواتها في تلك المعركة لاسترداد المدينة لكن العراق رفض ذلك، وأعلنت أنقرة أن قوات ضمن الحشد الوطني دربتها في معسكر بعشيقة تشارك في عملية الموصل.
وقالت مصادر تركية إن العبادي كرر طلبه بسحب القوات التركية من بعشيقة أمس خلال لقائه مع يلدريم.
ورد يلدريم: «هذا الأمر (إرسال القوات إلى بعشيقة) لم يكن عملاً مزاجيًا وإنما جاء تلبية لحاجة، ونحن نرى تقدمًا مهمًا في تطهير المنطقة من (داعش)، وسنتوصل إلى حل لهذه المسألة بطريقة ودّية». وشدد يلدريم على أن «سيادة العراق ووحدة أراضيه أمر مهم جدًّا بالنسبة لتركيا، وأن تركيا لن تسمح بأي عمل يهدد سيادة العراق ووحدة أراضيه، وستستمر بالعمل مع العراق والتعاون معه في جميع المجالات».
وبدا أن هناك توافقًا على النقاط التي تثير مخاوف أنقرة وتتسبب في توتر مع بغداد، حيث أعلن يلدريم على هامش الاجتماع الثالث لمجلس التعاون الاستراتيجي التركي العراقي برئاسته ونظيره العراقي أن هناك وعودًا من الحكومة العراقية وإقليم كردستان بإخراج مقاتلي حزب العمال الكردستاني من سنجار. وأضاف يلدريم: «ستتخذ البيشمركة والقوات التابعة للحكومة المركزية العراقية الإجراءات اللازمة لطرد الإرهابيين من مدينة سنجار التي تشكل أكبر تهديد لتركيا، وسنواصل التعاون المشترك من أجل القضاء على جميع التهديدات القادمة من الأراضي العراقية تجاه تركيا».
وحسب صحيفة «حريت» التركية، فإن وفدًا تركيًا زار بغداد الأسبوع الماضي وضع الخطوط العريضة لاتفاق حول استخدام معسكر بعشيقة. ونقلت عن مسؤول تركي قوله إن الوفد طرح على الجانب العراقي «اعتبار أن المعسكر تابع للعراق وأنه خصصها لعضو في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش». وأضافت الصحيفة أن أنقرة اقترحت أيضًا «إعادة التفاوض حول المعسكر بعد عام». وحسب المصدر فإن العبادي طلب تضمين الاتفاق عبارة تنص على أن «عناصر القوات المسلحة التركية ستغادر العراق عندما تنتهي مهمتها». وربما هذا ما قصده يلدريم عندما أعلن في المؤتمر الصحافي أمس أن القوات التركية ستغادر معسكر بعشيقة عندما يستتب الأمن والاستقرار.
وترأس يلدريم والعبادي في بغداد أمس اجتماعًا لمجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين هو الثالث من نوعه واستغرق نحو ساعة ونصف الساعة. وبحث الطرفان الموضوعات الحيوية التي تهم البلدين وآفاق التعاون في المجالات كافة، وإمكانية بناء وتطوير العلاقات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية التي تحقق مصالح البلدين.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.