الحكومة اليمنية تعالج المحتوى المذهبي في المناهج الدراسية

الحكومة اليمنية تعالج المحتوى المذهبي في المناهج الدراسية
TT

الحكومة اليمنية تعالج المحتوى المذهبي في المناهج الدراسية

الحكومة اليمنية تعالج المحتوى المذهبي في المناهج الدراسية

تعتزم الحكومة اليمنية طباعة كتاب مدرسي جديد للعام الدراسي 2017 في خطوة تصحيح المناهج الدراسية التي قامت ميليشيا الحوثي منذ انقلابها بتغذيتها بأفكار مذهبية.
وأعلن المدير العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي د. محمد باسليم أن الحكومة الشرعية أمرت أمس الأحد باعتماد طباعة الكتاب المدرسي ضمن خطة موازنة وزارة التربية والتعليم لعام 2017، موضحًا أن فريقًا متخصصًا بدأ بإعدادها ضمن موازنة وزارة التربية والتعليم للعام المقبل، بحيث يتم إدراج ميزانية لطباعة الكتاب المدرسي في العاصمة المؤقتة عدن.
وقال مسؤولون حكوميون لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة اليمنية تهدف إلى قطع الطريق أمام جماعة الحوثي المتمردة التي سعت عبر شقيق زعيم الانقلابيين يحيى بدر الدين الحوثي وزير للتربية والتعليم في حكومة الانقلاب إلى استبدال المناهج الدراسية القديمة بمناهج حديثة مرتبطة بأفكار الجماعة.
وكشفت مصادر «الشرق الأوسط» عن تشكيل الحوثي لجنة مؤلفة من 50 أكاديميًا وتربويًا موالين لجماعته ليتولوا تغيير المناهج في المدارس الحكومية والأهلية وقد شرعوا مؤخرًا في تغيير مناهج التربية الإسلامية وكتاب اللغة العربية.
وكان رئيس مجلس إدارة المؤسسة وزير التربية والتعليم أصدر أمس الأحد قرارًا يعيد تنظيم عمل المؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي بإدارتها التنفيذية وفروعها الثلاثة (صنعاء، وعدن، وحضرموت)، وخصص فرع صنعاء لتغطية احتياج إقليم آزال، وسبأ، وتهامة، فيما خصص إنتاج فرع عدن تغطية احتياج مدارس إقليم عدن، والجند، أما فرع حضرموت يخصص لتغطية احتياج إقليم حضرموت.
وحذر باسليم من عبث ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بالمنهج المعتمد، وقال إن «عبثهم طال المنهج المعتمد في 2014، ودسوا فيه مفاهيم مرفوضة غير معتمدة أو متوافق عليها، كما هو في كتاب (لغتي العربية) للصف التاسع الجزء الأول صفحة 152»، وفقًا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وحول مرتبات الموظفين في مؤسسة الكتاب المدرسي قال إن الحكومة اليمنية ستصرف مرتبات العاملين لدى المؤسسة للثلاثة أشهر الماضية من سبتمبر (أيلول) حتى ديسمبر (كانون الأول)، في وقت دعا قيادة فرع المؤسسة في صنعاء إلى إرسال كشوفات رواتب موظفيها لرفعها إلى رئاسة الوزراء لاتخاذ الإجراءات المناسبة وصرفها بعد تعذر، حيث حمّل الميليشيات مسؤولية ذلك.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.