العام الأكثر حزنًا في الوسط الفني المصري... وحسم {الإعلام الموحد}

يرحل عام 2016 دون أن يجد حلاً لأزمة قانون التنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام، المعروف باسم «الإعلام الموحد» الذي ترفضه نقابة الصحافيين المصرية بسبب بنوده التي تدعو للتضييق على الحريات. لكن مجلس النواب (البرلمان) أقر القانون الذي قدمته له الحكومة، ويتعلق بتشكيل ومهام واختصاصات كلاً من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام.
قانون الإعلام الجديد ليس أول أزمة بين الدولة والصحافيين، إذ شهد عام 2016 حكمًا لأول مرة بحبس يحيى قلاش، نقيب الصحافيين، وعضوي مجلس النقابة جمال عبد الرحيم وخالد البلشي عامين مع الشغل، لإدانتهم في اتهامات بإيواء مطلوبين للعدالة داخل مقر نقابة الصحافيين، حيث شهدت الأحداث دخول الشرطة مقر النقابة الكائن في وسط القاهرة. وتبع ذلك أشهر من الشد والجذب بين السلطة والصحافيين.
لقد تزامن عدم وجود رؤية لقانون إعلامي مع حدوث أكبر اندماجات بين القنوات الفضائية ودخول ملاك جدد للقنوات الفضائية، وتحول بعض الإصدارات إلى مؤسسات إعلامية متكاملة بإصدارات متنوعة.
واندمجت شبكتا تلفزيون «النهار» و«سي بي سي» بشكل شبه كامل. واشترى رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، رئيس مجلس إدارة حديد المصريين، كامل أسهم قناة «أون تي في» وغيّر سياستها التحريرية. ويواصل الكاتب الصحافي مجدي الجلاد إطلاق مشروع إعلامي جديد يضم مواقع إلكترونية وصحيفة يومية مطبوعة ومركز تدريب ووكالة أنباء.
كل هذا، وسط أنباء عن وجود مفاوضات مكثفة تجرى حاليًا بين مستثمرين إماراتيين للاستحواذ على شبكة قنوات «الحياة» المملوكة لرجل الأعمال ورئيس حزب الوفد السيد البدوي، في الوقت الذي تشهد القناة اضطرابات.
* عالم الرياضة
على صعيد آخر، شهدت مصر طفرة رياضة كبيرة في عام 2016. إذ سيطر اللاعبون المصريون على صدارة التصنيف العالمي للرجال والسيدات للإسكواش، وقدم عام 2016 بطلاً مصريًا جديدًا بعد تتويج كريم عبد الجواد بلقب بطولة العالم للإسكواش لأول مرة.
أما في كرة اليد فقد افتتح منتخب مصر لكرة اليد عام 2016 بالفوز ببطولة أفريقيا بعد التغلب على منتخب تونس في المباراة النهائية بالقاهرة ليتأهل الفريق للعب في أولمبياد ريو دي جانيرو.
كذلك تألق منتخب مصر للكرة الطائرة وفاز ببطولة أفريقيا بالقاهرة. ووصل المنتخب المصري لكرة القدم لبطولة كأس الأمم الأفريقية التي ستقام نهائياتها في الغابون خلال يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) عام 2017. ويقترب المنتخب المصري من تحقيق حلم التأهل لبطولة كأس العالم في روسيا 2018 بعدما تصدر مجموعته برصيد ست نقاط. ويأمل المنتخب المصري في العودة إلى العرس العالمي الكبير بعد غياب دام 28 سنة، بعدما شارك في نهائيات كأس العالم عامي 1934 و1990.
* أحزان الوسط الفني
وبعيدًا عن ملاعب الرياضة ومضاميرها، كان الوسط الفني المصري الوسط هو الأكثر حزنًا خلال عام 2016 برحيل عدد من النجوم. فقبل نهاية العام غيّب الموت الفنان أحمد راتب، صاحب التاريخ الحافل بالأدوار والشخصيات، والممثل الذي كان يتمتع بقدر لافت من الذكاء الفني في اختيار الأدوار ودراستها، مما يوفر له فرصة للظهور كما يليق بفنان جاد وحقيقي.
كذلك رحلت نجمة سينما الخمسينات والستينات الممثلة الكبيرة زبيدة ثروت، التي عرفت بجمال عيونها وأصولها الشركسية، والتي ما زال أداؤها المتميز في فيلم «يوم من عمري» إلى جانب العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ من علامات السينما العربية.
ورحل النجم محمود عبد العزيز، الملقب بـ«الساحر» إثر صراع قصير مع المرض، وبعد مسيرة فنية حافلة قاربت الـ47 سنة... وهو صاحب «رأفت الهجان، و«الكيف»، و«العار»، و«الدنيا على جناح يمامة»، و«جري الوحوش»، فضلا عن عشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية. ومحمود عبد العزيز كان حالة استثنائية في تاريخ الفن العربي وليس المصري فقط.. ومن الفنانين القلائل الذي كان يملك دائمًا إرادة الاختيار، فهو لم يستسلم لقوانين السوق. بل دائمًا ما كان يدرك أن التمرد هو طريق التميز في الفن، وأن القدرة على الاختيار وتقديم أدوار كل منها يمثل علامة هو سر البقاء، ورغم نجاحه في دور الفتى الأول؛ فإنه قدم أدوار الأب وأدوار الشر.
أيضًا كان هناك الرحيل المفاجئ أيضًا للنجم ممدوح عبد العليم عن عمر يناهز 60 سنة، إثر تعرضه لأزمة قلبية أثناء ممارسته الرياضة في صالة الألعاب الرياضية، وكانت وفاته صورة مفزعة لزملائه في الوسط الفني. وأيضًا رحل الفنان وائل نور بشكل مفاجئ مما خلّف صدمة كبيرة لمحبيه.
كذلك رحل كل من الفنان الكبير سيد زيان بعد صراع مع المرض وهو في عمر الـ73، والفنان القدير حمدي أحمد الذي وافته المنية عن عمر 83 سنة.
وأخيرًا طويت صفحة لا تنسى في تاريخ السينما المصرية بوفاة الفنانة فيروز (الصغيرة)، الملقبة بـ«الطفلة المعجزة»، التي كانت أول طفلة تتألق على الشاشة العربية، ولا تزال أفلامها مع الفنان الراحل أنور وجدي من القمم الكلاسيكية الحقيقية.