جدارية ضياء العزاوي عن «صبرا وشاتيلا» ستجاور «غيرنيكا بيكاسو»

بعد نسج نسخة منها بالمصنع الملكي للسجاد في مدريد

الفنان ضياء العزاوي - جدارية «صبرا وشاتيلا»
الفنان ضياء العزاوي - جدارية «صبرا وشاتيلا»
TT

جدارية ضياء العزاوي عن «صبرا وشاتيلا» ستجاور «غيرنيكا بيكاسو»

الفنان ضياء العزاوي - جدارية «صبرا وشاتيلا»
الفنان ضياء العزاوي - جدارية «صبرا وشاتيلا»

تعكف مجموعة من النساجين في المصنع الملكي للسجاد بمدريد على تحويل جدارية للفنان العراقي ضياء العزاوي عن مجزرة صبرا وشاتيلا إلى سجادة للحائط بمساحة 21 مترا مربعا. وبهذا ينفذ المصنع العريق الذي تأسس قبل 300 عام طلبًا لحساب رجل الأعمال الفلسطيني رمزي دلول.
وكان العزاوي قد أنجز عمله الملحمي المرسوم بالحبر الصيني، تحت وقع المأساة التي تعرض لها المخيم الفلسطيني الواقع في غرب بيروت عام 1982.
وبحسب الطبعة الدولية من «المجلة الفنية» البريطانية، فإن النساجين يؤدون عملهم بالاستناد إلى صور مكبرة عالية الجودة لكل أقسام الجدارية. وقد زار دلول المصنع الذي باشر تنفيذ السجادة، وكشف أن وزير الثقافة الإسباني فاتحه برغبته في عرضها، عند انتهائها، إلى جانب جدارية بيكاسو الشهيرة عن قرية غيرنيكا في مقاطعة الباسك التي تعرضت للدمار خلال الحرب الأهلية الإسبانية. ولم يتردد رجل الأعمال في الموافقة، متوقعًا الانتهاء من السجادة أواخر العام المقبل.
وكان متحف «تيت غاليري» للفن الحديث في لندن قد اقتنى، قبل سنتين، جدارية الفنان العراقي التي تصور المجزرة التي أودت بحياة آلاف الفلسطينيين، أغلبهم من النساء والأطفال، أثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت. والعمل معار حاليًا لمتحف الفن الحديث في الدوحة ضمن معرض استعادي كبير لمسيرة ضياء العزاوي، يستمر حتى الربيع المقبل. ومن المؤمل، بعد ذلك، أن تنضم السجادة إلى مقتنيات المتحف الذي ينوي رمزي دلول تشييده في لبنان لعرض مجموعاته الفنية الخاصة.
وتلقى الرسام العراقي، قبل سنتين، دعوة للمشاركة في معرض عالمي أقيم في برشلونة بعنوان: «ما بعد بيكاسو». وسعى القائمون على المعرض إلى أن يعكس ما أطلقوا عليه تسمية «ردود فعل معاصرة». وعرض العزاوي عمله الكبير عن صبرا وشاتيلا هناك. وقد واصل العمل على سلسلة من اللوحات بعنوان: «مجازر... وحب للحياة»، لا سيما بعد غزو العراق. وجرى عرض تلك اللوحات في «غاليري كلود ليمان» في باريس. وأشار بيان التقديم إلى أن الفنان جمع، في هذه الأعمال، بين نهج الرسام الإسباني بيكاسو ونهج زميله الفرنسي ماتيس؛ فقد ترك الأول لوحة خالدة عن الدمار الذي تعرضت له بلدة غيرنيكا أثناء الحرب الأهلية في وطنه، الأمر الذي وجد الفنان العراقي أصداءه في مشاهد العنف الدموية التي تهز وطنه والعالم العربي منذ عقود. أما فكرة التمسك بالحياة، فقد تتبع العزاوي فيها مسيرة ماتيس في تصويره للذة العيش، لا سيما اللوحات ذات الألوان البهيجة التي صور فيها سحر الطبيعة.
يعد ضياء العزاوي، الرسام والنحات وفنان الغرافيك المقيم في لندن، علامة فنية في الحضور التشكيلي العربي واسمًا معروفًا عالميًا، ووصلت أعماله إلى المتحف البريطاني ومتحف «فيكتوريا وألبرت»، وإلى مجموعات فنية مثل التي تحتفظ بها مؤسسة «غولبنكيان» في برشلونة، و«معهد العالم العربي» في باريس، ومتحف الدوحة. وقد صدرت له مجلدات مشتركة مع شعراء كبار، تجمع بين النص الأدبي وما تبدعه الريشة القارئة له.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».