قائد الفرقة الذهبية: سنتجول في الموصل بحرية خلال شهرين

برواري أكد أنه أبلغ الأميركيين بمكان البغدادي في منطقة الجزيرة

فاضل برواري
فاضل برواري
TT

قائد الفرقة الذهبية: سنتجول في الموصل بحرية خلال شهرين

فاضل برواري
فاضل برواري

تعهد اللواء فاضل برواري، قائد «الفرقة الذهبية» التي أصبحت رأس الحربة في جميع معارك العراق ضد «داعش» بتحرير الموصل برمتها في غضون شهرين.
وكشف برواري، وهو كردي، أنه «حينما بدأنا المعركة، قال الأميركيون إن المعركة ستستغرق من 6 إلى 8 أشهر. والآن نحن نسيطر على أكثر من 40 حيًا في الجانب الأيسر للموصل، وبعد تحرير هذا الجانب بالكامل ستنتهي مهامنا، أما تحرير الجانب الأيمن فسيكون من مسؤولية القوات التي ستأتي من القيارة وتلعفر».
وأضاف برواري في حديث لشبكة «رووداو» الإعلامية الكردية أن «مسلحي (داعش) في الموصل ليسوا مثل مسلحي التنظيم الذين كانوا في الرمادي والذين كانوا يحاربون حتى يلقوا مصرعهم، وكانوا يواصلون القتال داخل المنازل حتى وهم جرحى دون أن يستسلموا»، مشيرًا إلى أن التنظيم في الموصل «يتسلح بالسيارات المفخخة التي يقودها مراهقون مدربون بشكل جيد، وتم تفجير 275 سيارة مفخخة في محورنا إلى الآن، في حين أن (داعش) هاجم بـ27 سيارة مفخخة فقط طوال معركة تحرير الرمادي».
وتابع برواري: «كنا نتوقع استعادة السيطرة على الموصل خلال شهرين. لأن الخطة كانت تتضمن إخراج المدنيين من الموصل مما يسهل ضرب (داعش) بحرية، لكن مع بقاء المدنيين وعدم وجود أماكن لخروج الأهالي، فإننا ننشغل بحماية المواطنين خلال القتال»، واصفًا ما يجري بأنه «حرب شوارع ليست سهلة، حيث لا يمكن إدخال الدبابات والمدافع، كما لا يوجد من القوات ما يكفي للتقدم من جميع المحاور». وأضاف: «أتعهد بالتمكن من التجول في الموصل بحرية بعد شهرين، لأنه لم يبق الكثير لاستعادة الجانب الأيسر، وتفصلنا مسافة تقل عن 3 كيلومترات للوصول إلى الجسر الحديدي الذي يُطلق عليه اسم الجسر القديم».
وبسؤاله عن السبب وراء عدم ظهور فرقته بالموصل حتى الآن بنفس مستوى أدائها في معركة الرمادي، أوضح برواري: «لم أجلب كل قوتي إلى الموصل، فخمسة أفواج منها لا تزال في بغداد لحماية العاصمة. كما أن هناك فوجًا في كربلاء وآخر في الرمادي وثالثًا في الحلة. هناك فوجان محاربان فقط في الموصل وهما يقاتلان بقوة».
وأقر برواري بأن فرقته «تقدم ضحايا، لكننا قتلنا أكثر من ألفي مسلح من (داعش). لقد عثرنا على أكثر من 20 جثة للتنظيم في أحد أنابيب الصرف الصحي، وحينما جئنا إلى الموصل كان الحديث يدور عن وجود أكثر من 6 آلاف مسلح من (داعش) في الموصل، فيما بقي منهم الآن 3 آلاف مسلح فقط، الأعداد ليست مهمة كثيرًا، لكننا حينما دخلنا إلى الموصل في البداية كنا نقاتل بألف مقاتل، وكان (داعش) يصفنا بالشياطين السود لأن أزياءنا وآلياتنا سوداء». وتابع: «حينما جئنا إلى الموصل جلبنا معنا 100 عجلة همر، وبعد ذلك استقدمنا 50 عجلة جديدة، لكننا في الحقيقة نملك أسلحة تكفي لنقاتل بها لمدة عامين دون أن نأخذ رصاصة واحدة من أحد».
وردًا على سؤال عن مكان وجود أبو بكر البغدادي، زعيم «داعش»، قال برواري: «بحسب معلوماتنا الدقيقة فإن أبو بكر البغدادي ليس في الموصل، وإنه انتقل مع 6 مرافقين، أحدهم رجل دين كردي من حلبجة يدعى أبو طلعت (50 عامًا)، إلى منطقة جزيرة الموصل وإنه مختبئ في تلك المنطقة الوعرة». وتابع: «أخبرت الأميركيين بموقع البغدادي وأن يبحثوا عنه في جزيرة الموصل، لكنها منطقة صعبة وتبعد 15 كلم عن الحدود مع سوريا ويستطيع البغدادي أن يحتمي فيها بسهولة دون أن يعثر عليه أحد».
وحول ما تردد عن انزعاج الولايات المتحدة من قرار الحكومة العراقية بقطع جميع الطرق وعدم إتاحة الفرصة لمسلحي «داعش» للفرار، أكد برواري: «ليست جميع الطرق مغلقة، فالطرق بين الموصل وسوريا مفتوحة، ويمكنهم التنقل عبرها، ومنطقة جزيرة الموصل منطقة واسعة، ولا يمكن لـ10 فرق عسكرية السيطرة عليها، وبحسب معلوماتنا الدقيقة فإن (داعش) تلقى تعزيزات عسكرية جديدة من سوريا أخيرًا».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.