مهرجان الحرية للمسرح يرتدي حلة عربية بمشاركة 7 دول

«أنا عربي» يستهل عروضه و«مكان مع الخنازير» يفوز بجائزته المحلية

مشاهد من عرض أنا عربي الذي افتتح الدورة الأولى لمهرجان الحرية الدولي المسرحي
مشاهد من عرض أنا عربي الذي افتتح الدورة الأولى لمهرجان الحرية الدولي المسرحي
TT

مهرجان الحرية للمسرح يرتدي حلة عربية بمشاركة 7 دول

مشاهد من عرض أنا عربي الذي افتتح الدورة الأولى لمهرجان الحرية الدولي المسرحي
مشاهد من عرض أنا عربي الذي افتتح الدورة الأولى لمهرجان الحرية الدولي المسرحي

انطلقت مساء الجمعة فعاليات الدورة الأولى من مهرجان الحرية المسرحي بمشاركة عروض من مصر والمغرب والجزائر وتونس والأردن وسلطنة عمان والكويت، التي تقام في الفترة من 23 ديسمبر (كانون الأول) وحتى 27، على مسرح مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية، بحضور الدكتورة نيفين الكيلاني رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية.
وتتنافس في المهرجان عروض «الصورة رمادية» من إخراج محمد العشا وتقدمه فرقة مسرح ع الخشب من الأردن، وعرض «فورمتاج» إخراج نصر الدين جلول وتقدمه فرقة جمعية النجم التمثيلي من تونس، وعرض «الغرفة» إخراج خالد جمعة الوهيبي وتقدمه فرقة المستقبل المسرحية من سلطنة عمان، و«أيام اليام» إخراج حسن مراني علوي وتقدمه فرقة نادي المرآة بالمغرب، وعرض «سلومة» إخراج نبيل مسعي المراني وتقدمه جمعية عشاق الخشبة بالجزائر، و«عبر الأثير» إخراج نصار النصار وتقدمه فرقة المسرح الشعبي من دولة الكويت، بينما تشارك مصر بثلاثة عروض هي: «شق القمر» إخراج ريهام عبد الرازق و«مكان مع الخنازير» إخراج محمد عبد المولى و«أغلقت القضية» إخراج وجدي حسن. ويعقد المهرجان مائدة مستديرة حول «المسرح وغياب الجمهور» اليوم بمشاركة فنانين من مصر والدول المشاركة، تتناول هموم المسرح في العالم العربي.
استهل عرض «أنا عربي» المسرحي العروض المسرحية المشاركة بالمهرجان الذي قدمه خريجو الدفعة الرابعة لاستوديو الممثل بمركز الحرية للإبداع بالإسكندرية. وفي كلمته على هامش افتتاح المهرجان، قال مدير المهرجان محمد مرسي: «اليوم يكتسب المهرجان طابعا عربيا بعد أن كان مهرجانا محليا منذ انطلاقه قبل 4 سنوات، اليوم نرى الحلم يتحقق بأيدينا، واليوم نعلن نتائج الدورة المحلية من المهرجان».
من جانبها، قالت الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز رئيس المهرجان، إنها تدين للرئيس جمال عبد الناصر احترافها للتمثيل، واستعادت مع الجمهور بداياتها الفنية، قائلة: «كان والدي رافضا لمهنة التمثيل ولكن بعد أن كرمني الرئيس جمال عبد الناصر، قال والدي إذا كان الرئيس عبد الناصر يكرم الفن والفنانين فحتما هذه مهنة شريفة»، كما وجه الدكتور وليد قانوش مدير مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية، الشكر للدكتورة نيفين الكيلاني على دعمها للمهرجان، كما قدم الشكر للجمهور السكندري الذي ملأ القاعة على مدار أيام المهرجان بالدورة المحلية، ورحب بالوفود العربية التي تشارك في الدورة الدولية الأولي للمهرجان.
وشهد الحفل تكريم معلم الأجيال الأستاذ محمد غنيم، والفنان مدحت مرسي وتسلمت عنه شهادة التقدير الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز، والفنانة بدرية طلبة التي أهدت التكريم لروح أمها وأبيها، والفنانة عارفة عبد الرسول، والفنان الشاب محمد العمروسي.
أعقب ذلك إعلان أسماء لجنة التحكيم للمسابقة العربية، وهم: الدكتور أبو الحسن سلام من مصر، الفنان القدير سامي النصري من تونس، والفنان القدير رشيد ملحس من الأردن، والدكتور شبير بن عبد الرحيم من سلطنة عمان، والفنان القدير أكرم بوقرين تونس، والفنان أبو بكر الشريف مصر.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».