قصائد وفنون في الدورة الثانية من مهرجان بيت الشعر بالدمام

ينطلق اليوم ويكرم الشاعرة السعودية فوزية أبو خالد

قصائد وفنون في الدورة الثانية من مهرجان بيت الشعر بالدمام
TT

قصائد وفنون في الدورة الثانية من مهرجان بيت الشعر بالدمام

قصائد وفنون في الدورة الثانية من مهرجان بيت الشعر بالدمام

ينطلق اليوم في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، مهرجان بيت الشعر الثاني؛ في دورة تحمل اسم الشاعرة السعودية فوزية أبو خالد. ويستمر المهرجان خمسة أيام.
وقالت جمعية الثقافة والفنون إن اختيارها فوزية أبو خالد بصفتها شخصية ثقافية رائدة في الشعر على مستوى المملكة، جاء «احتفاءً بها، وتقديرًا لجهودها ومسيرتها الثقافية التي قدمتها لإثراء المشهد الثقافي والفكري من وقت مبكر».
فوزية أبو خالد، الشاعرة والكاتبة السعودية، والأكاديمية والباحثة في القضايا الاجتماعية، ذات حضور عالمي وعربي ووطني يتمثل في عدد كبير من المشاركات والبحوث في مجال الدراسات الاجتماعية، وفي المجال الثقافي الشعري والأدبي وأدب الطفولة، ولها آلاف المقالات المنشورة بالصحف وبالمجلات المحلية والعربية، ولها إصدارات شعرية عدة.
وتفتتح فوزية أبو خالد المعرض التشكيلي «شكل2» والمتضمن أعمال 20 فنانا ومصورا فوتوغرافيا، في تجربة فريدة من خلال مزج الشعر بالفنون البصرية، ويشرف على المعرض الفنان زمان جاسم، الذي سيطرح عملاً بالفيديو آرت بعنوان: «نافذة فوزية»، وذلك في حفل الافتتاح، كما سيتم عرض فيلم وثائقي عن حياتها، وقراءة نصوصها الشعرية من قبل شعراء وشاعرات.
ويتخلل يوم التكريم غناء قصيدة «النساء» من كلمات الشاعرة، يؤديها الفنان عماد محمد وألحان الفنان محمد عبد الباقي، كما سيقدم الشاب غسان الجشي مقطوعات من الموسيقى الكلاسيكية العالمية على آلة البيانو، وبعد الحفل سيتم توقيع كتاب «كمين الأمكنة 1» وكتاب «ليس للأحلام أن ترحم أصحابها» شهادات عن تجربة الشاعرة الممتدة بين الشعر والصحافة والتأليف الفكري، وتشمل 50 شهادة من أدباء وشعراء عرب وسعوديين. كما سيوقع الشاعر علي الدميني كتابه الجديد عن تجربة الشاعرة فوزية أبو خالد.
ويشارك في مهرجان بيت الشعر الثاني 20 شاعرًا وشاعرة من 11 دولة عربية في الأمسيات الشعرية التي ستتلاقى مع بقية الفنون في بيت واحد خلال أربع ليال، كما يحفل المهرجان بتقديم الفنون متجاورة مع الفعل الثقافي، لتعزيز حضورها في مشهدية بصرية.
ويشارك في برنامج يوم غدٍ (الجمعة) الشعراء: عصام السعدي، محمد الدميني، وضحى المسجن، عبد الوهاب أبو زيد، تمام التلاوي، أحمد الصحيح.
أما يوم السبت فيشارك الشعراء: نجوم الغانم، خالد السنديوني، محمد بنيس، محمد عبد الباري، أحمد كتوعة، محمد حبيبي، أبرار سعيد.
أما يوم الأحد فيلقي الشعراء: هيلدا إسماعيل، خالد البدور، صبري رحموني، سماء عيسى، إبراهيم حسن، علي الفيلكاوي، محمد خضر.
كما سيتلو كل أمسية حفل توقيع لعدد من الإصدارات الشعرية الجديدة.
وتشارك العروض الفنية الأدائية ضمن فعاليات المهرجان، حيث يقدم المخرج ياسر الحسن مسرحية «الشرقي الذي فقد»، تمثيل حسين يوسف، كما سيعرض أعمال فيديو آرت يوميا للفنانين: سارة أبو عبد الله، بعنوان «سمكة تائهة – 3 دقائق»، وتقدم الشاعرة والفنانة ضياء يوسف فيديو أبيض وأسود بعنوان «القصيدة - 3 دقائق»، ويقدم صانع الأفلام والمصور الفوتوغرافي محمد الفرج «فيديو أبيض وأسود - دقيقتين»، وتقدم المخرجة السينمائية والمصورة ريم البيات فيديو حول الشعر بعنوان «لم يكن وهمًا - 3 دقائق»، ويقدم أيضًا المخرج والمصور عوض الهمزاني عملاً بالفيديو آرت بعنوان «حد عشر دقيقة صمت».
ويشارك الفنان والشاعر البحريني محسن المبارك بعرض فني تفاعلي بعنوان «عيون بلا عيون» يزاوج فيه بين البوب آرت والأعمال التركيبية وإعادة التدوير.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».