استئناف المباحثات في الخرطوم مع الحركات المسلحة

الحركة الشعبية تكشف عن ميلاد تحالف جديد بين الأطراف المعارضة

استئناف المباحثات في الخرطوم مع الحركات المسلحة
TT

استئناف المباحثات في الخرطوم مع الحركات المسلحة

استئناف المباحثات في الخرطوم مع الحركات المسلحة

بدأ ثابو مبيكي، رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ورئيس جنوب أفريقيا السابق، مباحثات في الخرطوم التي وصلها أمس مع رئيسي وفدي التفاوض الحكومي حول مناطق الحرب في النيل الأزرق (جنوب كردفان ودارفور)، في وقت كشف فيه الأمين العام للحركة الشعبية المعارضة ياسر عرمان عن ميلاد تحالف جديد يضم القوى السياسية والمهنيين ومجموعات الشباب التي أتت بفكرة العصيان المدني، الذي نفذ أول من أمس في أنحاء مختلفة من البلاد.
وعاد مبيكي إلى المنطقة بعدماعلقت آخر جولة مفاوضات بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في أديس أبابا حول مساري دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان في أغسطس (آب) الماضي، بسبب تباعد مواقف أطراف النزاع حول ملفي المساعدات الإنسانية والترتيبات الأمنية.
ولم يقدم الوسيط الأفريقي تصريحات بشأن مشاوراته في الخرطوم مع مسؤولي الحكومة، وقال إنه لا يعرف إن كان سيجري محادثات مماثلة مع الحركات المسلحة في الشأن ذاته.
من جانبه، قال إبراهيم محمود حامد، مساعد الرئيس السوداني ورئيس وفد الحكومة لمفاوضات منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، أمس إن مبيكي جاء في إطار إجراء التشاور المستمر بين الآلية الأفريقية والحكومة لتحقيق السلام، مجددًا التزام حكومته بتحقيق السلام في المنطقتين ودارفور، وقال إنها على استعداد للتوقيع على أي اتفاقية تؤدي إلى السلام، وإنها أعطت الفرصة للسلام عبر إعلان الرئيس عمر البشير وقف إطلاق النار. وأضاف أن الأبواب ما زالت مفتوحة للانضمام إلى السلام واللحاق بالحوار الوطني وآلياته، التي لم تتشكل بعد، في إشارة للمعارضة.
من جهته قال أمين حسن عمر، رئيس وفد الحكومة لمسار التفاوض في دارفور، إن الحكومة مستعدة لجولة محادثات في أي وقت، وحث الحركات المسلحة التي لم توقع على اتفاق السلام على التعامل بواقعية بعيدًا عن الأماني، وعد أن انطلاق جولة المفاوضات المقبلة يتوقف على المشاورات التي يقوم بها مبيكي مع الخرطوم والحركات المسلحة.
إلى ذلك كشف ياسر عرمان، الأمين العام للحركة الشعبية في السودان، عن ميلاد تحالف جديد بين قوى المعارضة المختلفة، معتبرا أن الشروط الموضوعية لإجراء تغيير ديمقراطي في السودان قد اكتملت. وكشف عن قيام مركز مشترك لقيادة معركة التغيير في وقت قريب، وقال إن «الحراك السياسي سيدفع الأقسام الوطنية في القوات المسلحة للحاق بقوى التغيير التي تشكلت من تحالف بين قوى الهامش والمدنية وبين قوى قديمة وجديدة».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.