انطلاق المؤتمر الدولي حول التنمية والشباب في جيبوتي

بمشاركة أكاديميين من السعودية ودول القرن الأفريقي

انطلاق المؤتمر الدولي حول التنمية والشباب في جيبوتي
TT

انطلاق المؤتمر الدولي حول التنمية والشباب في جيبوتي

انطلاق المؤتمر الدولي حول التنمية والشباب في جيبوتي

تحت رعاية الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة، ينعقد اليوم الأربعاء المؤتمر الدولي حول التنمية والشباب، في العاصمة جيبوتي، وعلى مدار ثلاثة أيام؛ حيث يشارك فيه عدد من الباحثين والأكاديميين من المملكة العربية السعودية ودول القرن الأفريقي.
ويهدف المؤتمر الذي ينظمه مركز «يورومينا» للأبحاث بالتعاون مع جامعة جيبوتي، إلى نشر الوعي حول أهمية الدور البنّاء للشباب في دعم مسيرة التنمية الوطنية وتحقيق أهدافها، لا سيما في هذه المرحلة التي تواجه فيها بلدان المنطقة تحديات كبرى على جميع المستويات.
وأشار الدكتور عبد القادر الفنتوخ، رئيس مركز «يورومينا» للأبحاث إلى أهمية المؤتمر من خلال مناقشته الوضع الاجتماعي الراهن للشباب ودورهم الفاعل في مسيرة التنمية، والتحديات الكبيرة أمام الحكومات لتأهيل الشباب، واحتياجات ذلك من موارد كبيرة لجعلهم قادرين على الانخراط في عملية التنمية الشاملة والمستدامة. وأضاف الفنتوخ أن عدم الاستقرار السياسي في كثير من مناطق العالم يلقي بظلاله على مسارات التنمية، «بل إنه يجعل الحفاظ على الشباب في حيز الطاقة والتأثير الإيجابيين أمرًا أكثر تحديًّا، لا سيما في ظل وجود واقع اقتصادي صعب ونسب بطالة مرتفعة، ولذا تبرز ضرورة تشجيع ريادة الأعمال في أوساط الشباب وتمكينهم من ذلك عبر سياسات حكومية تشجيعية، وكذلك تفعيل القنوات التقنية التي باتت عصب الحياة المعاصرة، وذات أثر فعال في اكتساب المعرفة وتحقيق الريادة».
ويركز المؤتمر، الذي يضم أكثر من مائتي مشارك، على 3 محاور؛ أبرزها: «أوضاع الشباب في المنطقة وأبرز التحديات»؛ حيث يندرج تحت هذا المحور موضوع «تحديات التعليم والعمل»، وموضوع «الشباب في عصر الإعلام الاجتماعي... بين التأثير والتأثر»، ومسألة «الشباب وحلم الهجرة (الحلم بالنجاح خارج الوطن)». فيما يأتي المحور الثاني تحت عنوان: «الشباب محرك التنمية» ليناقش مسألة «تعزيز قيمة المواطنة لدى فئة الشباب وأثرها على التنمية الاجتماعية والاقتصادية». وكذلك يسلط الضوء على إسهام الشباب في الإبداع والابتكار، وأهمية ذلك في النمو الاقتصادي، وضرورة تطوير بيئة حاضنة لمشاريع الشباب وتدريبهم وتأهيلهم. أما المحور الثالث المعنون بـ«مستقبل الشباب في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية»، فيستعرض «دور مؤسسات التعليم في بناء مستقبل الشباب»، و«أهمية التخطيط لاستثمار الشباب في التنمية الشاملة والمستدامة»، وكذلك «دور المؤسسات الحكومية في توفير فرص ومقومات النجاح للشباب في بلدانهم».
يذكر أن مركز «يورومينا» للأبحاث، مركز بحثي متخصص مقره لندن، ويهتم بالمجالات الإعلامية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ويمتلك خطة عمل طموحًا أقام من خلالها عددًا من الفعاليات الدولية المهمة، كانت آخرها «الندوة الدولية حول الإعلام الجديد والشباب» التي أقيمت في سراييفو نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».