بوتين يسعى إلى مرجعية جديدة لمفاوضات مرحلة «ما بعد حلب»

شكوك روسية في كفاءة قوات الأسد والميليشيات الحليفة

سوري جريح ينتظر مع ابنته أمام مستشفى عند معبر باب الهوى على الجانب السوري من الحدود مع تركيا أمس (أ.ف.ب)
سوري جريح ينتظر مع ابنته أمام مستشفى عند معبر باب الهوى على الجانب السوري من الحدود مع تركيا أمس (أ.ف.ب)
TT

بوتين يسعى إلى مرجعية جديدة لمفاوضات مرحلة «ما بعد حلب»

سوري جريح ينتظر مع ابنته أمام مستشفى عند معبر باب الهوى على الجانب السوري من الحدود مع تركيا أمس (أ.ف.ب)
سوري جريح ينتظر مع ابنته أمام مستشفى عند معبر باب الهوى على الجانب السوري من الحدود مع تركيا أمس (أ.ف.ب)

توقعت مصادر دبلوماسية أن يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تحريك مفاوضات الحل في سوريا، مشيرة إلى أنه قد يحاول إيجاد مرجعية جديدة لها.
وقالت المصادر إن محاولة بوتين هذه قد تستهدف «هضم الإنجاز الذي حققه النظام السوري في حلب بدعم من روسيا وإيران والميليشيات الحليفة»، وتوقعت أن تحاول روسيا إقناع تركيا وإيران بالانضمام إلى هذه الجهود.
إلى ذلك، أكد رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية، أن الهيئة مستعدة للانضمام لمحادثات السلام التي يعتزم بوتين عقدها، لكنه أكد لاحقا تمسكه بجنيف مرجعية للحل.
وفي وقت سابق، أمس أعلن الرئيس الروسي أنه اتفق مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على مواصلة المفاوضات بين نظام بشار الأسد ومعارضيه «على منصة جديدة»، مقترحًا أن تكون العاصمة الكازاخستانية، آستانة، تلك المنصة. وحسب مصادر مطلعة فإن الشكوك في قدرة النظام والميليشيات الحليفة على القتال تشكل أحد أهم الأسباب التي تدفع الروس نحو محاولة جديدة لإحياء المسار السياسي.
وفيما تحدث مسعفون عن حالات مأساوية في حلب وتعطل المستشفيات توقفت عمليات الإجلاء من شرق حلب أمس لبعض الوقت في انتظار اتفاق لإخراج مصابين من قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في محافظة إدلب اللتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة.
من جهة أخرى، أعلنت وسائل إعلام النظام أن مركز شرطة في حي الميدان بدمشق شهد أمس انفجارا نتج عن تفجير حزام ناسف من بعد كانت ترتديه طفلة تبلغ من العمر سبع سنوات مما أسفر عن إصابات.
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.