شهد «ناشيونال مول» (الميدان الوطني) في واشنطن، يوم الجمعة، مهرجانا لنجوم الشخصيات الكارتونية الأميركية. والجدير بالذكر أن الميدان يمتد من مبنى الكونغرس شرقا، مارا بمتاحف «سميثسونيان»، وبالبيت الأبيض، وبنصب جورج واشنطن التذكاري، حتى نصب أبراهام لينكولن غربا.
وسأل منظمو التجمع البيت الأبيض عما إذا كان الرئيس باراك أوباما سيلقي كلمة في المناسبة. وربما توقعوا أن يرفض البيت الأبيض، وهو ما حدث بالفعل. وليس هذا تقليلا من قيمة هذه الشخصيات الكارتونية الأميركية (التي صارت عالمية)، لأن أوباما كان يمكنه القول إن هذه الشخصيات خدمت الولايات المتحدة ربما مثلما لم تخدمها طائرات «درون» وصواريخ «كروز»، وإنها صارت أحسن دعاية أميركية في وقت يعترف فيه أوباما نفسه بأن سمعة أميركا الطيبة لم تعد كما كانت.
بعد أن رفض أوباما إلقاء كلمة في تجمع الشخصيات الكارتونية، ظهرت وسطها شخصية أوباما كارتونية، وتجمع الحاضرون حولها، والتقطوا صورا تذكارية.
كان هناك كثير من الأبطال الخارقين في العالم، من «سبايدرمان» (الرجل العنكبوت) إلى «ايرونمان» (الرجل الحديدي). وسألت مورا جودكيس، الصحافية في صحيفة «واشنطن بوست»: «هذا شيء يدعو للخوف. تجمع كل نجوم الكارتون الخيرين هنا في (ناشيونال مول). من سيحمي وطننا من هجمات نجوم الكارتون الشريرين؟». ربما تقصد شخصيات شريرة مثل «سكاليتور»، البطل القبيح الذي يواجه «هيمان» (الرجل الحمش)، بطل مسلسل «ماسترز أوف يونيفيرس» (سادة الكون)، في كوكب «اتيرنا» (الأبدية).
تجمع هؤلاء الخيرون بدعوة من شركة «فيسبوك»، بهدف تسجيل رقم قياسي لضمه إلى سجل «غينيس» للأرقام القياسية. وكانت أكثر من 1530 شخصية كارتونية قد تجمعت قبل عامين في منتزه «تشانغتشو»، قرب شنغهاي، في الصين، الذي أطلق عليه اسم «ديزني صيني». لهذا، كان لا بد من حضور أكثر من ذلك في ميدان «ناشيونال مول»، في أميركا، موطن «ديزني» الحقيقي.
في صباح يوم الجمعة، مع بداية وفود الشخصيات، كان السؤال هو «هل سيسجل تجمع الخير رقما قياسيا؟ أو هل سينتصر تجمع الشر؟»، يقصدون: هل سيشجع الجو الشخصيات على الحضور؟ هل ستغيب شخصيات بسبب سوء الطقس؟ أو بسبب زحمة المرور؟ أو بسبب «لعنة هوشير» (شخصية كارتونية شريرة، ترسل لعنتها من السماوات العليا في صورة أشعة «ليزر»)؟.
وتجدر الإشارة إلى أن تاريخ الشخصيات الكارتونية يرجع إلى القرون الوسطى في أوروبا. ويعود اسم «كارتون» إلى كلمة «كارتوني» اللاتينية، ومعناها ورق مقوى، كان الأوروبيون يرسمون عليه آنذاك، وكان نوعا من أنواع الرسم، مثل الرسم على الجدران، وعلى الزجاج، وعلى القماش. وينقسم فن الكارتون إلى أقسام أساسية: الرسم والهجاء والتندر.
يعود أصل النوع الأخير إلى كلمة «كاريكات» اللاتينية، ومعناها «تشويه». وظل أشهر أنواع الكارتون، خاصة بسبب استعماله، عبر القرون، في التندر على الحكام والسياسيين والمشاهير. وفي بريطانيا، في عام 1762 (قبل عشر سنوات تقريبا من استقلال الولايات المتحدة)، صدر أول كتاب في رسومات كاريكاتيرية.
وفي النصف الأول من القرن الماضي، مع انتشار السينما، ظهرت «أنيميتيد كارتون» (الرسومات الكاريكاتيرية المتحركة). وفي النصف الثاني، مع انتشار التلفزيون، ظهرت مسلسلات الكارتون التلفزيونية. وفي المجالين، كانت القيادة لشركة «ديزني».. ولا تزال.
لهذا فقد كانت شخصيات «ديزني» هي الأغلبية في «ناشيونال مول».
وحسب مقاييس «غينيس»، لا بد من وجود ممثل رسمي. ولا بد من تعريف من هو «الكارتوني» (لا يقدر أي شخص على أن يلبس ملابس فكاهية، أو غريبة، ويريد أن يشترك. لا بد أن تعتمد الشخصية على مسلسل تلفزيوني، أو فيلم سينمائي).
وقفت آن نغوين، ممثلة «غينيس»، عند مدخل المكان للتأكد من ذلك. وكانت تسأل «ما هو رقمك.. ومن أنت؟».
وتوالت الشخصيات:
«أنا رقم 19، سبايدرمان (الرجل العنكبوت)».
«أنا رقم 20، هالكمان (الرجل العملاق)».
«أنا رقم 21، سوبرغيرل (البنت الخارقة)».
وعندما اقتربت «وندروومان» (المرأة الخارقة)، نصحتها صديقتها: «غطي شعرك الأشقر»، وغطته كاملا بباروكة سوداء، لتكون مثل «وندروومان».
وتلعثم «سوبرمان» (الرجل الخارق). وقال إنه «سبايدرمان» (الرجل الوطواط). وكانت هناك «بلاك ويدو» (الأرملة السوداء)، و«ريفين» (الغراب الأسود)، و«هانتروومان» (المرأة الصيادة)، و«هيل بوي» (صبي الجحيم).
وعند مدخل المكان، يستمر وصول الشخصيات:
«أنا رقم 51، كابتن أميركا (بطل أميركا)».
«أنا رقم 52، ديثمان (رجل الموت)».
ويبدو أن «سوبرغيرل» و«باتمان» بدآ قصة حب سريعة، وذلك لأنهما تبادلا أرقام التليفون. لم يخرجا ورقة وقلما. أخرجا تليفونين ذكيين، وبدآ ينقران عليهما.
عندما اقترب منتصف النهار، اقترب الوقت الحاسم لعد الشخصيات:
«أنا رقم 119، سكارليت ويتش (الساحرة القرمزية)».
«أنا رقم 120، ايرونمان (الرجل الحديدي)».
«أنا رقم 121، سكارليت ويتش (الساحرة القرمزية).
لكن، يمنع قانون «غينيس» وجود شخصية واحدة أكثر من مرة. وصار واضحا أن العدد ليس كبيرا.
وفي الثانية عشرة تماما، بدأ ممثلو «غينيس» يعدون. حضرت 236 شخصية فقط، أقل كثيرا من الرقم القياسي الذي سجل في الصين: 1531.
وتذمرت شخصية: «يوجد مليار ونصف مليار صيني. ويوجد ثلاثمائة مليون أميركي. هذا ظلم».
وقالت شخصية (طيبة): «وقعت علينا لعنة الأشرار»، ربما تقصد «سكليتور» (الهيكل)، أو «بانثور» (المهاجم)، أو «بيستمان» (الرجل المتوحش)، أو «ميرمان» (صياد شرير)، أو «ايفيلين» (لين الخبيثة)، أو «ترايكلوب» (صاحب الثلاث أعين)، أو «تربجو» (سمك القرش المفترس). أو، أو..
وأخيرا، ربما كان تجمع الشخصيات الكارتونية في واشنطن سيحقق الرقم القياسي إذا كان وافق على اقتراح من شخصية كارتونية شريرة بأن يشمل التجمع الأخيار والأشرار.
مهرجان نجوم الكارتون في واشنطن فشل في دخول موسوعة «غينيس»
الصين لا تزال محتفظة بالرقم القياسي بـ1530 شخصية
مهرجان نجوم الكارتون في واشنطن فشل في دخول موسوعة «غينيس»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة