بيل مورنو

بيل مورنو
TT

بيل مورنو

بيل مورنو

وزير المالية الكندي، أقام خلال احتفالية بمناسبة وضع صورة الناشطة الحقوقية الكندية فيولا ديزموند على العملة الوطنية، لتكون أول امرأة كندية توضع صورتها على عملة في البلاد. وكانت ديزموند قد رفضت في عام 1946 التمييز العنصري بجلوسها في مقعد مخصص فقط للبيض في إحدى قاعات السينما بمقاطعة نوفاسكوتشي الكندية، وهو التصرف الذي ألهم أجيالاً لاحقة من السود.



«الوحدة» الليبية تتجاهل مطالب محلية بإجراء الانتخابات البلدية

النائب العام الليبي خلال لقائه مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية (مكتب النائب العام)
النائب العام الليبي خلال لقائه مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية (مكتب النائب العام)
TT

«الوحدة» الليبية تتجاهل مطالب محلية بإجراء الانتخابات البلدية

النائب العام الليبي خلال لقائه مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية (مكتب النائب العام)
النائب العام الليبي خلال لقائه مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية (مكتب النائب العام)

التزمت حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الصمت حيال إعلان أهالي بلديات النواحي الأربع في العاصمة طرابلس، «رفض ضمّها وسوق الجمعة وعين زارة في منطقة واحدة».

وطالب الأهالي الدبيبة بسرعة إجراء الانتخابات البلدية لقطع الطريق على ما وصفوه بـ«أصحاب الأجندات الساعين للتجارة بمناطقهم». وعبّروا في بيان، عقب وقفة احتجاجية، اليوم (السبت)، في منطقة سوق الخميس، عن رفضهم مشروع الضمّ المقترح، واتهموا من وصفوهم بـ«أصحاب الأطماع» بـ«السعي لتوظيف المنطقة لأجندات شخصية، بهدف الهيمنة على كتلة برلمانية في الانتخابات المقبلة». ومع ذلك، لم يصدر أي بيان رسمي من حكومة «الوحدة»، أو وزارتها للحكم المحلي، رداً على هذه المطالب.

طالب سكان طرابلس الدبيبة بسرعة إجراء الانتخابات البلدية لقطع الطريق على «أصحاب الأجندات» (أ.ف.ب)

من جهة أخرى، وفيما يشبه استعراض القوة، نشرت السبت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» صوراً لما وصفته بـ«التجهيز والاستعداد للجمع العام الأول لمكوناتها بمطار طرابلس العالمي». وقالت حكومة الوحدة، في بيان مقتضب عبر منصة «إكس»، إن «40 ألف عنصر أمن شاركوا في هذا الجمع»، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

إلى ذلك، اقترح وزير الداخلية بحكومة الاستقرار «الموازية»، عصام أبو زريبة، إنشاء مستشفى ميداني في المنطقة المحايدة بين ليبيا والسودان، بهدف منح بطاقة صحية للنازحين السودانيين، بالإضافة إلى تأسيس مخيم لمن لا يملك أوراقاً ثبوتية منهم، حتى يتم التأكد من صحة معلوماتهم، بإشراف وزارة الصحة و«الهلال الأحمر».

وزير الداخلية بحكومة الاستقرار عصام أبو زريبة اقترح إنشاء مستشفى ميداني في المنطقة المحايدة بين ليبيا والسودان (الاستقرار)

وقالت حكومة «الاستقرار»، في بيان، إن الاجتماع الذي عقدته، مساء الجمعة، لجنتها الوزارية مع رئيس اللجنة التسييرية للجالية السودانية في بلدية الكفرة، الأمين كرم الدين، أكد التزامها بتقديم الجهود اللازمة كافة لمساعدة النازحين، وتوفير الظروف الملائمة لهم في الكفرة، مشيرة إلى أن الاجتماع ناقش أيضاً جميع الملفات المتعلقة بالجالية السودانية النازحة في الكفرة، بما في ذلك الإجراءات المتخذة لتوفير المساعدات اللازمة لهم.

كما شدّد أبو زريبة، خلال اجتماع أمني موسع مع مدير أمن الكفرة، وعدد من مديري الإدارات والأجهزة الأمنية، على «ضرورة وضع عملية تنظيمية لمديرية الأمن وهذه الأجهزة، نظراً لأهميتها في ضمان الأمن القومي الليبي»، مؤكداً على «ضرورة التعاون والتنسيق الكامل بين جميع الجهات التابعة للوزارة في الكفرة، خلال هذه الفترة بشكل خاص».

من جهته، قال النائب العام الليبي، الصديق الصور، في بيان، مساء الجمعة، إنه بحث مع نائبة المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية، وعدد من مساعديه، بحضور منسق ليبيا لدى المحكمة، «تطورات أبحاث مكتب المدعي العام لدى المحكمة حيال الانتهاكات الجسيمة المرتكبة في مدينة ترهونة من منظور مفهوم التكامل بين القضائيين الوطني والدولي».

من جهة ثانية، أعلن «اللواء 444 قتال»، التابع لحكومة «الوحدة»، أن عناصره تمكنت مساء الجمعة من ضبط شاحنة وقود، كانت تحمل 40 ألف لتر من الوقود المهرّب، إضافة إلى 3 شاحنات تحمل مواد البناء مخبأة بها آلاف اللترات من الوقود المهرب، متجهة إلى الحدود الجنوبية للبلاد.


مصر: تفاعل مع أزمة «فصل» طالبة مريضة من جامعة حكومية

إحدى المحاضرات في كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي (صفحة جامعة حلوان على «فيسبوك»)
إحدى المحاضرات في كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي (صفحة جامعة حلوان على «فيسبوك»)
TT

مصر: تفاعل مع أزمة «فصل» طالبة مريضة من جامعة حكومية

إحدى المحاضرات في كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي (صفحة جامعة حلوان على «فيسبوك»)
إحدى المحاضرات في كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي (صفحة جامعة حلوان على «فيسبوك»)

عادت أزمة «فصل» طالبة مصرية مريضة من جامعة حكومية إلى «التريند» مجدداً، (السبت)، في أعقاب إصدار كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة حلوان (جنوب القاهرة) بياناً، مساء الجمعة، تنفي فيه «التعنت مع الطالبة» و«عدم مراعاة إصابتها بمرض السرطان وتلقيها العلاج».

وكتبت الطالبة سارة هشام (في الفرقة الثانية بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي) تدوينة، (الخميس)، عبر صفحتها بـ«فيسبوك»، تحدثت فيها عن «تعنت وكيلة الكلية معها، ومنعها من دخول مادة في امتحان الفصل الدراسي الأول؛ بسبب سيرها ببطء بالطريق المؤدية للجنة الامتحانات، مما أدى إلى تعثرها في التقديرات التراكمية بالكلية، وتسبب في صدور قرار بفصلها، رغم محاولتها استكمال دراستها بالتزامن مع علاجها من السرطان»، وذلك بحسب ما جاء في تدوينة الطالبة سارة.

وكان بيان كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، مساء الجمعة، قد تضمن تأكيد أن قرار فصل أي طالب يصدر من مجلس الكلية بموافقة أعضاء المجلس، مع تأكيد ضرورة انتظام حضور الطلاب بنسبة «لا تقل عن 75 في المائة من أيام الدراسة». ونفت الكلية بشكل قاطع «وجود تعسف بحق الطالبة سارة». وأشارت الكلية إلى أنها «تتعاطف مع الحالات الإنسانية كافة»، مؤكدة «منح الطالبة فرصة استثنائية أخيرة لرفع المعدل التراكمي تقديراً لحالتها الصحية».

ولاقت أزمة الطالبة المصرية تفاعلاً كبيراً عبر منصة «إكس»، وتفاعل مغردون، (السبت)، مع هاشتاغ «#خليها_رأي_عام». وانتقد حساب باسم «محمد أمين» عبر «إكس»، بعض «الإجراءات الخاصة بالطلاب في بعض الكليات»، كما رفض حساب باسم «محمد سامح» عبر «إكس»، «ما جاء في بيان الكلية حول الواقعة».

أيضاً دعا حساب باسم «أميرة» إلى «ضرورة التحقيق في الواقعة».

الطالبة «المفصولة» سارة قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «بيان الكلية احتوى على عديد من المغالطات»، خصوصاً أنها «لم تبلغ بطبيعة مرضها وظروفها الصحية؛ إلا بعد أزمتها مع وكيلة الكلية في امتحانات الفصل الدراسي الماضي».

وأشارت إلى أن الكلية «لم تتسلم منها أي أوراق تفيد بحالتها المرضية ورحلة علاجها المستمرة على مدار أكثر من عام ونصف العام». وأضافت سارة أنها «تعاني من سرطان الحنجرة، وتواصل الخضوع للعلاج من المرض، لكنها اضطرت لتأجيل بعض الإجراءات الطبية حتى يمكنها التركيز بالامتحانات»، لافتة إلى أن «واقعة حرمانها من دخولها الامتحان في يناير (كانون الثاني) الماضي، كانت السبب الرئيسي في عدم تحقيقها المعدل التراكمي للاستمرار في الدراسة».

سارة أوضحت أنها «نجحت في العام الدراسي الأول لها بالكلية من دون أي مشكلات، لكن تحصيلها الدراسي بدأ يتأثر بشكل كبير؛ بسبب مرضها ورحلة العلاج، خصوصاً مع ازدياد المرض وانتشاره على الرغم من تلقيها العلاج»، لافتة إلى أنها «حُرمت من التسجيل في الفصل الدراسي الحالي بعد توقيع قرار فصلها قبل أيام قليلة».

وأغلقت جامعة حلوان التعليقات عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي بعد عديد من التعليقات «المتضامنة مع الطالبة سارة»، بما فيها التعليق على بيان رسمي عن دعوة الطالبة لمكتب نائب رئيس الجامعة لـ«بحث حالتها؛ حرصاً من الجامعة على معالجة أي مشكلات أو عقبات قد تعترض مسيرة الطلاب الأكاديمية بشكل عادل ومنصف»، وفق إفادة الجامعة، مساء الجمعة.

من جهته، أكد نائب رئيس جامعة حلوان لشؤون التعليم والطلاب، الدكتور حسام الرفاعي، لـ«الشرق الأوسط» أن «الطالبة صدر بحقها قرار فصل نهائي من الكلية، وهو الأمر الذي سيتم بحثه بشكل أكثر تفصيلاً، الأحد المقبل، خلال استقبالي الطالبة ومناقشتها في تفاصيل ما كتبته عبر حسابها على (فيسبوك)». وأضاف الرفاعي أنه «طلب من كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي الموقف الكامل للطالبة من أجل الاطلاع عليه، وبحث ما يمكن تقديمه ومساعدتها فيه»، مشيراً إلى أن «طبيعة الدراسة في الكلية تجعل هناك التزاماً بلوائح وقوانين محددة، وخلال لقاء الطالبة سيتم بحث ما يمكن تقديمه من مساعدة لها في ضوء تطبيق روح القانون».


آرني سلوت: قدوته غوارديولا ويشبه يورغن كلوب

آرني سلوت لم يترك بصمة كبيرة لاعباً لكنه حقق إنجازات كبيرة مدرباً (غيتي)
آرني سلوت لم يترك بصمة كبيرة لاعباً لكنه حقق إنجازات كبيرة مدرباً (غيتي)
TT

آرني سلوت: قدوته غوارديولا ويشبه يورغن كلوب

آرني سلوت لم يترك بصمة كبيرة لاعباً لكنه حقق إنجازات كبيرة مدرباً (غيتي)
آرني سلوت لم يترك بصمة كبيرة لاعباً لكنه حقق إنجازات كبيرة مدرباً (غيتي)

وصف مشجعو أياكس التقارير التي تشير إلى انتقال المدير الفني لفينورد، آرني سلوت، لتولي القيادة الفنية لليفربول، بأنها «أفضل خبر لهذا العام». وكانت وسائل إعلام هولندية ذكرت أن فينورد وليفربول توصلا إلى اتفاق شفهي، بشأن تولي سلوت تدريب ليفربول. وذكرت صحيفة «إيه دي» الهولندية، أن فينورد وليفربول أجريا محادثات إيجابية، ويتبقى فقط حسم التفاصيل النهائية لانتقال سلوت لتدريب الفريق الإنجليزي.

وكان أياكس، المتعثر هذا الموسم، قد تلقى الخسارة أمام فينورد على ملعبه، برباعية نظيفة وخارج ملعبه بستة أهداف دون رد. وتفوق فينورد على أياكس في جميع جوانب اللعبة -خططياً وبدنياً ومن حيث الحماس واللعب الجماعي والتحركات الذكية داخل الملعب- لدرجة أنه كان من الممكن أن تكون النتيجة النهائية للمباراتين أسوأ من ذلك بكثير بالنسبة لأياكس. وكان بإمكان لاعبي فينورد أن يحرزوا كثيراً من الأهداف لولا الرعونة في اللمسة النهائية أمام المرمى.

ويعود الفضل في ذلك الأداء القوي من جانب فينورد خلال المواسم الثلاثة الماضية إلى آرني سلوت الذي تولى قيادة الفريق في عام 2021. وعندما وصل المدير الفني الهولندي، كان فينورد في وضع مشابه لوضع أياكس الآن: كان الفريق يحتل المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الهولندي الممتاز (نفس مركز أياكس حالياً)، ولم تكن لديه الموارد المالية اللازمة للتعاقد مع لاعبين جيدين، وكان قد حقق نتائج سيئة في بطولة الدوري الأوروبي، وخسر مرتين أمام ولفسبرغر النمساوي. لم يكن اللاعبون لائقين من الناحية البدنية بالشكل المطلوب، ولم يكن الفريق يلعب بخطة واضحة، وكان قائد الفريق وهدافه الأول ستيفن بيرغويس قد رحل إلى أياكس. باختصار: لم يكن هناك أمل حقيقي.

لكن سلوت نجح في تغيير كل شيء، ففي موسمه الأول، نجح الفريق، بمزيج من اللاعبين المعارين واللاعبين الذين تم التعاقد معهم بمبالغ مالية زهيدة، في الوصول إلى المباراة النهائية للدوري الأوروبي، قبل أن يخسر بصعوبة أمام روما. كان ذلك الموسم بمثابة بداية للتحول الهائل الذي طرأ على مستوى أوركون كوكتشو، وربما أفضل مثال على التأثير الكبير الذي أحدثه سلوت. لم يكن اللاعب التركي الدولي يقدم مستويات تتناسب مع موهبته الكبيرة؛ لكنه أدرك أنه إذا كان يريد الاستمرار في اللعب في ظل الطريقة التي يطبقها سلوت والتي تعتمد على السرعة العالية، فيتعين عليه أن يكون أقوى من الناحية البدنية، وأن يكون قادراً على اللعب في أكثر من مركز، والقيام بأكثر من مهمة داخل الملعب. رفع كوكتشو درع الدوري الهولندي الممتاز في الموسم الثاني لسلوت على رأس القيادة الفنية لفينورد، قائداً للفريق، وفي غضون شهر واحد أدى انتقاله إلى بنفيكا إلى حصول فينورد على مقابل قياسي قدره 25 مليون يورو، بالإضافة إلى بعض الامتيازات المالية الأخرى.

ويُمكن لفينورد أن ينهي الموسم الجاري بعدد من النقاط أكثر مما حصل عليه عندما فاز بهذا اللقب، كما فاز بكأس هولندا. ويقترب أيندهوفن من التتويج بلقب الدوري هذا الموسم، في حين يحتل فينورد المركز الثاني المؤهل للمشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. ويُعد فينورد هو النادي الأكثر تمثيلاً في قائمة المنتخب الهولندي في الوقت الحالي (ماتس ويفر، وكوينتن تيمبر، وكويليندشي هارتمان، ولوتشاريل غيرترويدا).

ويمكن وصف سلوت بأنه مدير فني قادر على صناعة الإنجازات الاستثنائية، وإحداث ثورة في المكان الذي يعمل به، فهو يشبه يورغن كلوب في كثير من النواحي. إنه مدير فني ذكي، ويعتمد على كرة القدم الهجومية والضغط العالي، ويحيط نفسه بمساعدين ماهرين، ويتمتع بذكاء كبير في تعاملاته مع وسائل الإعلام، كما أنه طموح للغاية. ونتيجة لكل ذلك، أصبح يشارك بفعالية كبيرة في السياسة المتعلقة بانتقالات اللاعبين في فينورد. وكما هي الحال مع كلوب، لم يترك سلوت بصمة كبيرة بوصفه لاعباً، فقد كان لاعباً بطيئاً، ولعب لأندية متواضعة (بي إي سي زويل، وإن إيه سي بريدا، وسبارتا روتردام).

نشأ سلوت في بيرغنثيم، وهي قرية صغيرة تقع فيما يسمى «حزام الكتاب المقدس» في هولندا. وقد اكتسب هذا «الرجل الطيب» القادم من تلك القرية الصغيرة خبرات كبيرة في نادي إن إيه سي، وخصوصاً من خلال العمل مع هينك تن كيت، مساعد المدرب السابق في برشلونة وتشيلسي. يقول علي بوصابون: «طلب تين كيت من سلوت أن يكون أكثر قوة وشراسة. كان يتعين على آرني أن يبذل قصارى جهده في نادي إن إيه سي؛ لكنه رغم ذلك لم يكن يلعب بشكل دائم».

خلافة سلوت لكلوب أصبحت وشيكة (رويترز)

وبعد اعتزال سلوت اللعب في عام 2013، فكَّر في الدراسة؛ لكنه أنشأ شركة لبيع شارات قادة الأندية مع شقيقه جاكو أثناء عمله مدرباً لفريق الشباب، في نادي بي إي سي. ويمكن أن يتحدث سلوت لمدة ساعة، أو نحو ذلك، عن الأماكن التي يرسل فيها لاعبو مانشستر سيتي أكبر عدد من التمريرات العرضية، أو الطريقة التي تمارس بها الفرق التي يدربها خورخي سامباولي الضغط على خصومها، أو طريقة بناء اللعب في نابولي.

كان إيه زد ألكمار هو أول نادٍ يعطي سلوت الفرصة للعمل مديراً فنياً للفريق الأول، وكان ذلك في عام 2019، وبعد تقديم كرة قدم هجومية مثيرة وممتعة خلال الفوز على فينورد بثلاثية نظيفة، وآيندهوفن برباعية نظيفة، وأياكس بهدفين دون رد، شبهه كثيرون بالمدير الفني الهولندي الكبير لويس فان غال. وخلال الموسم الذي تم إلغاؤه بسبب تفشي فيروس «كورونا»، أنهى ألكمار، بقيادة سلوت، الموسم في الصدارة، بنفس عدد النقاط مع أياكس.

وقال سلوت عن فلسفته التدريبية: «أريد أن يضم فريقي أكبر عدد ممكن من لاعبي كرة القدم الجيدين، وأريد أن أجعلهم يعملون بأقصى قدر ممكن من القوة. أعتقد أنه عندما نعمل على تطوير أنفسنا كل يوم، تكون لدينا فرصة أكبر لتحقيق أهدافنا».

ويعطي سلوت أهمية كبيرة لتقديم كرة قدم مثيرة وممتعة. وقال: «هناك شخصان ساهما في إثراء كرة القدم حقاً خلال العقود الأخيرة، ولم يخيبا ظني أبداً، وهما: ليونيل ميسي وجوسيب غوارديولا». وأضاف: «ميسي يمتلك كل شيء، أما غوارديولا فالفرق التي تلعب تحت قيادته تقدم دائماً كرة قدم جيدة ومدروسة بشكل جيد، وتستحوذ على الكرة بشكل كبير. وهناك أيضاً بالطبع يورغن كلوب».

يدرس سلوت -كما مدرّب مانشستر سيتي- كل التفاصيل الصغيرة، ويرى أن مشاهدة فرق غوارديولا تمنحه «المتعة المطلقة في كرة القدم». ويتابع: «بالنسبة لي، مباراة مانشستر سيتي وليفربول هي أفضل ما يمكن أن أشاهده». لقد كان إعجابه الشديد بالطريقة التي يلعب بها غوارديولا سبباً في استفزاز المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، إلى الحد الذي جعله يصرخ في سلوت في أبريل (نيسان) الماضي، بعد فوز روما على فينورد في الدوري الأوروبي، قائلاً: «عليك أن تشاهد روما بدلاً من مانشستر سيتي أو نابولي».

وقال مورينيو في وقت لاحق، إن سلوت «مدير فني عظيم»، وهي وجهة النظر التي يتفق معها ماركو فان باستن، الأسطورة الهولندية والمدير الفني السابق لأياكس ومنتخب هولندا، والذي قال في برنامج روندو الهولندي المتخصص في شؤون كرة القدم: «لقد تحدثت معه عدة مرات، وما يفعله، وكيف يرى اللعبة أمراً مثيراً للإعجاب حقاً». وأضاف: «إنه ينسجم جيداً مع مجموعة اللاعبين الذين لديه في الفريق، ويمتلك مهارات تكتيكية ممتازة، ويمكنه شرح الأمور بشكل جيد، كما أنه هادئ وذكي. أعتقد أنه يمكنه الذهاب إلى أي نادٍ؛ بل وحتى الأندية التي يصعب العمل بها؛ لأنه ذكي للغاية».

لا يرى فان باستن أي سبب يجعل سلوت يخشى الفشل، ويقول: «عندما تقود ألكمار وفينورد لتقديم كرة قدم جيدة، فمن المؤكد أنك قادر على أن تجعل الأندية الكبيرة أيضاً تلعب كرة قدم جيدة. أعتقد أن الأمر سيصبح أسهل بالنسبة له؛ لأنه سيكون لديه لاعبون أفضل ويفهمون ما يريده على الفور. غالباً ما يكون اللاعبون في الأندية الكبرى أكثر عناداً؛ لكنني أعتقد أن سلوت ذكي بما يكفي للتعامل مع ذلك».

* خدمة «الغارديان»


«واقعية» كاردوزو تقود انتفاضة الترجي لبلوغ نهائي دوري أبطال أفريقيا

ميغيل كاردوزو مدرب الترجي (منصة إكس)
ميغيل كاردوزو مدرب الترجي (منصة إكس)
TT

«واقعية» كاردوزو تقود انتفاضة الترجي لبلوغ نهائي دوري أبطال أفريقيا

ميغيل كاردوزو مدرب الترجي (منصة إكس)
ميغيل كاردوزو مدرب الترجي (منصة إكس)

لم يكن أكثر المتفائلين من جماهير الترجي التونسي يعتقد أن الفريق يمكنه بلوغ نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم بعد البداية المتواضعة هذا الموسم، لكن كل شيء تغير بمجيء المدرب البرتغالي ميغيل كاردوزو.

وتأهل الترجي لمواجهة الأهلي المصري حامل اللقب، بعدما كرر فوزه 1 - صفر على مضيفه ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي الجمعة، ليتفوق 2 - صفر في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.

وفي بداية الموسم، مر الترجي بفترة سيئة مع المدرب معين الشعباني لتقرر إدارة النادي تعيين طارق ثابت بدلاً منه على أمل تطوير مستوى الفريق.

لكن الأوضاع لم تتغير، واستمرت النتائج المتذبذبة، لتتراجع ثقة المشجعين بقدرته على المنافسة على الألقاب رغم بلوغ قبل نهائي الدوري الأفريقي قبل الخروج بركلات الترجيح أمام الوداد المغربي في الدور قبل النهائي.

وتحركت إدارة النادي سريعاً، وتوجهت إلى المدرسة البرتغالية على أمل إنقاذ الموقف، وإعادة الفريق للطريق الصحيحة بتعيين كاردوزو في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وبالفعل نجح المدرب البرتغالي (52 عاماً) في إعادة الهدوء للفريق، وتطوير مستواه ليقوده لتصدر مرحلة التتويج بالدوري التونسي، والتقدم في دوري الأبطال قبل تجاوز أصعب اختبار أمام صن داونز.

يرى الصحافي الرياضي وجيه الوافي أن بصمة المدرب البرتغالي تبدو واضحة على مستوى أداء الترجي ونتائجه، ورأى أنه غيَّر وجه الفريق إلى الأفضل.

وقال الوافي لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «بصمة المدرب كاردوزو مؤكدة من حيث الأداء والنتائج، لقد غيَّر وجه الفريق بنسبة 80 في المائة، واستطاع قيادته بهدوء إلى تجاوز البداية المهزوزة للموسم».

«بالمجموعة نفسها التي لعبت تحت قيادة الشعباني وثابت، نجح كاردوزو في وضع أسلوب لعب واضح، وتغيير كثير من الأمور، وتحفيز اللاعبين لينجح في تحقيق نتائج رائعة في وقت قصير».

ويرى كثيرون أن كاردوزو يعتمد أسلوباً دفاعياً، لكن الوافي يعتقد أنه يلعب بواقعية حسب ظروف كل مباراة وإمكانات كل منافس ونقاط قوته وضعفه.

وتابع: «يعتمد المدرب طريقة معينة حسب كل منافس. كرة القدم لا تعترف إلا بالنتائج، والمدرب مطالب بالنتائج، ونجح المدرب في تحقيق الأهداف».

وكان ياسين مرياح مدافع الترجي قال في تصريحات قبل مواجهتي صن داونز إن فريقه سيلعب «بواقعية» أمام بطل الدوري الأفريقي، وبالفعل نجحت خطته ليصعد لمواجهة الأهلي الفائز باللقب 11 مرة وهو رقم قياسي.

كما يعتقد الوافي أن قدرة إدارة النادي على التحلي بالهدوء في الأوقات الصعبة والتحرك سريعاً أسهما في تجاوز البداية السيئة للموسم.

ويقول الوافي: «قوة الترجي تكمن في إدارة قوية تعرف كيف تحتوي الأزمات، وتتجاوز المشكلات. إدارة الترجي تستطيع تجاوز المشكلات سريعاً عبر اختيار المدرب أو اللاعبين. لا شيء يأتي مصادفة، بل بالعمل والتخطيط».

وستكون المواجهة بين الترجي، الفائز باللقب 4 مرات، والأهلي هي الثالثة بينهما في النهائي بعدما تقاسما الفوز في المناسبتين السابقتين في 2012 و2018.


كلوب بعد ما حدث مع صلاح: الأمر انتهى في غرفة الملابس

مشادة «نادرة» بين يورغن كلوب ومحمد صلاح (غيتي)
مشادة «نادرة» بين يورغن كلوب ومحمد صلاح (غيتي)
TT

كلوب بعد ما حدث مع صلاح: الأمر انتهى في غرفة الملابس

مشادة «نادرة» بين يورغن كلوب ومحمد صلاح (غيتي)
مشادة «نادرة» بين يورغن كلوب ومحمد صلاح (غيتي)

مُنيت آمال ليفربول في إحراز لقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم بنكسة جديدة قد تكون قاضيةً، بعد سقوطه بفخ التعادل على أرض وستهام يونايتد 2-2، السبت، في المرحلة 35، في مباراة شهدت مشادةً بين النجم المصري محمد صلاح ومدرّبه الألماني يورغن كلوب.

وشهدت المباراة حواراً ساخناً بين صلاح ومدرّبه الذي سيترك ليفربول في نهاية الموسم، انتهى بعد تدخل زميله المهاجم الأوروغوياني داروين نونيز الذي حاول التخفيف من غضب الفرعون المصري، قبل دخولهما بديلين في الدقيقة 79.

ولدى سؤاله عما حصل مع النجم المصري، رفض كلوب بعد المباراة في حديث لشبكة «تي آند تي» الحديث عما حصل، مضيفاً: «لكننا تحدثنا بشأن ذلك (مع صلاح) في غرفة الملابس. الأمر انتهى».

وبدا المدرب الألماني محبطاً جداً لدى سؤاله عن حظوظ فريقه باللقب، قائلاً: «بصراحة، لست في المزاج (المناسب) للتحدث بشأن ذلك على الإطلاق. كان يتوجب علينا الفوز هنا، وكنا نعلم ذلك، لكننا لم نفعل (الفوز). الآن لدينا بعض الوقت من الآن وحتى المباراة التالية. سنحاول جعل الشبان مستعدين وسنحاول مجدداً (تحقيق الفوز)».

من جهته علق محمد صلاح نجم ليفربول على الواقعة قائلاً لوسائل الإعلام الموجودة في «ملعب لندن الأولمبي» عقب اللقاء: «إذا تحدثت اليوم، ستشتعل الأمور».

وتخلّف ليفربول، حامل اللقب 19 مرّة، بهدف رأسي لغاريد بوين قبل الاستراحة (43)، قبل أن يعادل له الأسكوتلندي أندي روبرتسون (48)، ويحصد هدف التقدّم بنيران عكسية للحارس الفرنسي ألفونس أريولا (65)، بيد أن المخضرم ميكايل أنتونيو حرم ليفربول من النقاط الثلاث برأسية أيضاً (77).

وبعد الخسارة الصعبة على أرض جاره إيفرتون بهدفين، الأربعاء، والانتقادات التي طالت لاعبيه، استبعد كلوب كلاً من صلاح ونونيز ولاعب الوسط المجري دومينيك سوبوسلاي، ودفع في تشكيلته الأساسية بأمثال المدافع الشاب جاريل كوانساه، ولاعبي الوسط الياباني واتارو إندو والهولندي راين غرافنبرخ ومواطن الأخير المهاجم كودي جاكبو الغائب عن المباراة الأخيرة بسبب ولادة طفله.


المعارضة تطلق صرخة رفضاً لزجّ لبنان بنار الحرب

صورة جامعة للمشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)
صورة جامعة للمشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)
TT

المعارضة تطلق صرخة رفضاً لزجّ لبنان بنار الحرب

صورة جامعة للمشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)
صورة جامعة للمشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)

أطلقت المعارضة اللبنانية صرخة بوجه «العابثين بأمن لبنان ومن يزج اللبنانيين بالنار وبوجه الدول الراعية للتنظيمات غير الشرعية»، داعية إلى تطبيق القرار 1701، ونشر الجيش اللبناني على الحدود كاملةً، وتعزيز الرقابة على كامل الحدود مع سوريا، كما تنفيذ اتفاقية عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وأتت هذه المواقف في «اللقاء التضامني الوطني» الذي عُقد في معراب بدعوة من حزب «القوات اللبنانية»، تحت عنوان «1701 دفاعاً عن لبنان»، وشارك فيه أحزاب ونواب وعدد من الشخصيات المعارضة لـ«حزب الله» من سياسيين وناشطين وصحافيين من مختلف الطوائف، بينما كان لافتاً مقاطعته من قِبل بعض الأطراف التي تعد في الخط السياسي نفسه لتوجه «القوات»، بينما ارتأى البعض الآخر المشاركة عبر ممثلين له فقط، على غرار حزب «الكتائب اللبنانية» الذي لم يشارك رئيسه ولا النواب الذين يمثلونه في البرلمان، وتمثل عبر نائب الرئيس ميشال خوري والنائب السابق إيلي ماروني. وكان قد اعتذر عن المشاركة الحزب «التقدمي الاشتراكي» وكتلة «الاعتدال الوطني» و«لقاء سيدة الجبل» والمجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني.

النائب أشرف ريفي مشاركاً في اللقاء إلى جانب رئيس «القوات» سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع (الشرق الأوسط)

وفي حين رأى البعض أن هذه المشاركة غير الواسعة «أفشلت اللقاء»، يرفض «القوات» والمشاركون فيه وجهة النظر هذه مؤكدين أنه عكس الهدف الذي عُقد من أجله، وأوصل الرسالة المطلوبة. ويصفه الوزير السابق، النائب أشرف ريفي بـ«الممتاز»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «اللقاء كان ضرورياً في المضمون والتوقيت، ويشبه لقاء البريستول عام 2005»، رافضاً القول إنه فشل، ومؤكداً في الوقت عينه على ضرورة العمل؛ لأن يضمن الجميع في المستقبل والترفع عن التباينات».

جانب من المشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)

ولقاء البريستول هو من التحركات الأولى التي جمعت أطيافاً معارضة رفضاً لـ«الوصاية السورية» والمطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان.

كذلك، تصف مصادر في «القوات» اللقاء بـ«الناجح والممتاز، وعكس مشهدية سيادية بكل معنى الكلمة»، داعية إلى «وضع الأمور في نصابها؛ حيث إن الهدف لم يكن تشكيل جبهة سياسية حتى يقال إن هناك نقصاً في التمثيل»، مشيرة إلى محاولة عن سابق وتصور وتصميم لتحوير أهداف اللقاء رغم أن دعوته واضحة، وكانت حول القرار 1701 دفاعاً عن لبنان».

وتقول المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «أهمية الدعوة كانت في التوقيت؛ حيث نرى أن هناك خطراً على لبنان، ولا بد من إطلاق صرخة سياسية، وهذا ما حدث، ومن لم يلبّ الدعوة له اعتباراته وظروفه، ويبقى الأهم أن الموقف الأساسي صدر، ولم نكن نتوقع أكثر من ذلك».

وفي رد على سؤال عما سيلي هذا اللقاء تؤكد المصادر: «مزيد من الشيء نفسه... سنستمر فيما نقوم به نحن أو غيرنا كل من موقعه، عبر مزيد من الضغط، ورفع السقوف، ومواكبة الجهود الدبلوماسية التي تدفع باتجاه تطبيق القرار 1701، وهذا ما يزعج «حزب الله» في هذه المرحلة التي نرى أنها مرحلة القرار 1701، حيث مطلب المجتمع الدولي الوحيد والأساسي اليوم هو تطبيقه وتجنيب لبنان الحرب».

وفي البيان الختامي الذي تلاه النائب وضاح الصادق، أعلن اللقاء عن 3 ثوابت أساسية، هي أولاً، أن السلاحَ خارجَ مُؤسساتِ الدولة الأمنيّة، وفي مُقدِّمَتها الجيش، أيّاً يكن حامله، وأيّاً يكُنْ سبب حملِهِ، هو تهديدٌ للسيادةِ اللبنانيةِ واعتداء صارخ على أمنِ الشعبِ اللبنانيِّ برمتِهِ، ويستلزِم الشروعَ بسحبِهِ فوراً. وثانياً، أن الجيشَ اللبنانيَّ بقيادتِهِ وأفرادِهِ هو محطُّ ثقةِ اللبنانيينَ جميعاً، وبالتالي هو صاحب الحقِ والواجبِ بحمايةِ الحدودِ والسيادةِ اللبنانيَّتَيْنِ من أيِّ تعدٍّ أجنبيّ، لا سيما من طَرَفِ إسرائيل.

وثالثاً أن الحكومة اللبنانيةَ وإِنْ كانتْ حكومةَ تصريفِ أعمالٍ، «تحمل وحدَها وبِشكلٍ حصريٍّ، مسؤوليةَ تَطْبيق وتَنفيذ القوانينِ اللبنانيةِ والقراراتِ الدوليةِ على حدٍّ سواء، لأنَّهُ مِنْ غيرِ المُمكنِ تصوُّرُ الفراغِ الكاملِ والتَّقصير والاستقالةِ التامَّةِ في موضوعٍ يهدِّدُ الأمْنَ الوطنيَّ والمصلحةَ اللبنانيةَ العليا. مِن دون أنْ نُغفِل دَورَ مَجلس النُّواب في مساءلة الحكومة وطنياً حتى لو كانت حكومة تصريف أعمال».

وتأسيساً على ذلك، وانطلاقاً من الأولويَّةِ القُصوى لأَحداثِ الجنوبِ واحتمالِ تدحرُجِها نحو الأسوأِ، توجّه المجتمعون بنداءٍ إلى حكومةِ تصريف الأَعمال برئاسةِ نجيب ميقاتي للعملِ الفوري على، إِصدار الأَوامر بنشرِ الجيشِ اللبنانيِّ تحت خطِّ الليطاني جنوباً وعلى كامِلِ الحدودِ مع إسرائيلَ لما لهذه الخطوةِ من وقعٍ سياسيٍّ كبيرٍ ومن قوةِ ردعٍ حاسمة لما يمكن أن تخطِّطَ له إسرائيلُ ومن لجْمٍ لأيِّ عدوانٍ على السيادةِ اللبنانيةِ يُمكنُ أنْ تُعِدَّ لهُ، وذلك تطبيقاً للقرار 1701.

كذلك، تعزيزُ الرقابةِ على كاملِ الحدودِ مع سوريا، والعملُ على ضبط المعابر الشرعيّةِ، وإقفالِ جميعِ المعابرِ غيرِ الشرعيةِ التي يستمرُّ عبرَها تهريبُ السلاحِ والأشخاصِ والأموالِ والبضائعِ والممنوعاتِ والمجرمين.

وفي الكلمة الافتتاحية للقاء أكد جعجع أن هدفه إطلاق صرخة، ووضع خريطة طريق صغيرة لمحاولة تجنيب لبنان الوقوع في الحرب، وللتشديد على ضرورة تطبيق القرار 1701 كاملاً؛ فهو الحل الذي وافقت عليه الحكومات المتعاقبة كلها.

وفي حين رأى أن لبنان وصل إلى «حالة اللادولة» متحدثاً عن «دويلة إلى جانب الدولة تصادر القرار العسكري في لبنان»، عزا اللقاء «للبحث فيما يمكن فعله خصوصاً أن كل التقارير الدبلوماسية تنذر بإمكانية تطور الأمور سلباً في الجنوب، والذهاب نحو الأعظم».

وإذ رأى أن بقاء «حزب الله» في المكان الموجود فيه حالياً يهدد لبنان ككل فيما هو غير قادر على الدفاع عنه كما أثبتت الوقائع، تحدث جعجع عن «الدويلة التي تصادر القرار العسكري في لبنان، حيث يوجد تقريباً 25 معبراً غير شرعي دون أي رقابة رسمية، وقد نجحت عصابةٌ أن تمر عبر أحدها مع جثة الشهيد (المسؤول في القوات) باسكال سليمان دون أي حسيب أو رقيب».

ولفت رئيس «القوات» إلى أن أي خطة إصلاح اقتصادي لن تنجح بتحقيق أكثر من 55 في المائة منها في ظل المعابر غير الشرعية، على أساس أن الجزء الأكبر من المشكلة يكمن في وجود الدويلة وتأثيرها على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في لبنان.

وبينما قال إن «العمليات العسكرية الدائرة في الجنوب مشكلة مستجدة تشكل خطراً داهماً بعدما تفرد «حزب الله» بهذا القرار، رأى أن «الحزب» يطالب بالحوار فيما يخص ملف رئاسة الجمهورية، إلا أنه لم يرَ وجوب التنسيق قبل إقحام الجنوب اللبناني بهذه العمليات».

ورأى أن حجة «حزب الله» بأن العمليات العسكرية أتت لمساندة غزة، لم تفد غزة بشيء، «بل كبّدت لبنان خسائر كبيرة بالأرواح، ودمرت مناطق وقرى جنوبية بأكملها، كما خلّفت خسائر اقتصادية فائقة، مضيفاً: «إقحام إيران نفسها أضر بالقضية الفلسطينية أكثر مما أفادها، وكذلك فعل تدخُّل «حزب الله»، في ظل الإجماع الدولي ضدهما؛ لذا الرابحان بشكل أساسي في هذا الهجوم هما إيران وإسرائيل، أما الخاسر الأكبر فهي فلسطين».


«هدنة غزة» تنتظر رد «حماس» وتجاوب إسرائيل

مبانٍ مدمرة في شمال غزة بعد قصف إسرائيلي في وقت سابق (أ.ف.ب)
مبانٍ مدمرة في شمال غزة بعد قصف إسرائيلي في وقت سابق (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة» تنتظر رد «حماس» وتجاوب إسرائيل

مبانٍ مدمرة في شمال غزة بعد قصف إسرائيلي في وقت سابق (أ.ف.ب)
مبانٍ مدمرة في شمال غزة بعد قصف إسرائيلي في وقت سابق (أ.ف.ب)

دخلتْ مفاوضات الهدنة الرامية للاتفاق على صفقة لـ«تبادل الأسرى»، ووقف إطلاق النار في قطاع في غزة، مرحلة «الفرصة الأخيرة»، أملاً في أن يُسهم الاتفاق إلى تأجيل أو إلغاء عملية عسكرية واسعة تقول إسرائيل إنها «تعتزم تنفيذها في مدينة رفح الفلسطينية جنوب غزة». وبينما تبذل القاهرة جهوداً مكثفةً لإحياء المفاوضات، فإن الأمل لا يزال معلقاً بمدى التجاوب الإسرائيلي مع المقترح المصري، وبرد حركة «حماس» عليه.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السبت، أن «الأولوية القصوى هي وقف نزيف الدم الفلسطيني»، مشيراً إلى «العمل المكثف مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإغاثية بالكميات الكافية لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة بقطاع غزة».

جاءت تأكيدات السيسي خلال لقاء رؤساء المجالس والبرلمانات العربية المشاركين في المؤتمر السادس للبرلمان العربي المنعقد بالقاهرة. وحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، السبت، فقد استعرض الرئيس المصري خلال اللقاء «الجهود المصرية لتهدئة الأوضاع في غزة، وحماية المنطقة من توسع الصراع»، مؤكداً «استمرار الجهود المكثفة، على شتى الأصعدة، لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، على رأسها حقه في دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

السيسي خلال لقاء رؤساء المجالس والبرلمانات العربية في القاهرة (الرئاسة المصرية)

وأجرى وفدٌ أمنيٌّ مصريٌّ، الجمعة، مباحثات مع مسؤولين في تل أبيب، بشأن إطار اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن مصدر رفيع المستوى، لم تسمه، تأكيده، مساء الجمعة، أن «هناك تقدماً ملحوظاً حدث في محاولات تقريب وجهات النظر بين الوفدين المصري والإسرائيلي بشأن الوصول إلى هدنة بغزة».

كانت الحركة قد سلمت إلى الوسطاء الشهر الحالي ردها على مقترح إسرائيلي، مشددةً على «التمسك بمطالبها ومطالب الشعب الوطنية التي تتمثل بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش من كامل قطاع غزة وعودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكناهم، وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار». لكن إسرائيل ترفض وقفاً دائماً للنار وانسحاباً كاملاً لقواتها من غزة، ويهدد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بـ«اجتياح مدينة رفح»، التي يقول إنها «آخر معاقل (حماس)».

وتحذر مصر ودول عدة من مخاطر تنفيذ عملية عسكرية واسعة في رفح، التي تؤوي نحو 1.5 مليون نازح فلسطيني، يعانون نقصاً في الإمدادات الغذائية والخدمات. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، الجمعة، عن مسؤول أمني قوله إن هذه هي «الفرصة الأخيرة... إما أن يعود المختطفون في صفقة تؤخر الدخول إلى رفح، أو ندخل الحرب في رفح، ونتركها كما تركنا شمال ووسط القطاع لـ(حماس)».

بدوره، رفض مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، الربط بين اتفاق التهدئة في غزة، وبين مخططات إسرائيل لاجتياح مدينة رفح. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدنة لا علاقة لها باجتياح رفح، وفي أقصى تقدير قد تؤجل العملية العسكرية؛ لكنها لن تؤثر على القرار الإسرائيلي في هذا الشأن».

فلسطينية نزحت بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة تطبخ في مخيم الخيام المؤقت بمنطقة المواصي (أ.ب)

وحتى الآن لم تعلن إسرائيل موقفها من المقترح المصري، لكن صحفاً إسرائيلية أشارت إلى «مباحثات إيجابية». وقالت هيئة البث الإسرائيلية، السبت، إن «أغلبيةً في حكومة نتنياهو باتت تؤيد بنود صفقة جديدة اقترحتها مصر وتم نقلها لحركة (حماس) بهدف التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى ووقف مؤقت لإطلاق النار».

وذكرت الهيئة، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أن «المقترح المصري يقضي بإطلاق سراح ما بين 20 إلى 40 محتجزاً إسرائيلياً مقابل وقف إطلاق النار لمدة يوم أو أكثر قليلاً عن كل محتجز يطلق سراحه». وأشارت الهيئة إلى أن «نتنياهو لا يفضل الاتفاق الجزئي، ويهتم بالتوصل إلى اتفاق شامل يتم بموجبه إطلاق سراح جميع المحتجزين». لكن «التوصل إلى اتفاق شامل ليس مطروحاً على الطاولة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن حركة (حماس) تريد إنهاء الحرب مقابل ذلك، وهو المطلب الذي تعارضه إسرائيل»، حسب مسؤول إسرائيلي.

وبينما رحب مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق بالجهود الرامية لإتمام الاتفاق، تساءل عن الخطوة التالية بعده، وقال: «ماذا بعد مرور فترة الهدنة، هل سيكون هناك بندٌ في الاتفاق يتناول الفترة التالية له، أم أنه محاولة لكسب الوقت دون التعامل مع القضايا الجوهرية والمتعلقة بإنهاء الحرب بصورة كاملة، وتحديد توقيتات انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، ونوع السلطة التي ستباشر الأمور المحلية في القطاع بالمستقبل».

دخان تصاعد فوق وسط قطاع غزة بعد قصف إسرائيلي في وقت سابق (أ.ف.ب)

وأكد هريدي أنه «طوال الفترة الماضية تعثرت جهود الوساطة بسبب حسابات لدى طرفي المفاوضات (حماس وإسرائيل)»، متسائلاً: «هل تغيرت هذه الحسابات ليصبح هناك أمل في إتمام الاتفاق؟».

ومنذ نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، يسعى الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة للوصول إلى اتفاق بين حركة «حماس» وإسرائيل، استناداً إلى «إطار اتفاق من ثلاث مراحل» تم التوافق عليه في اجتماع عُقد في باريس، بحضور رؤساء استخبارات مصر والولايات المتحدة وإسرائيل، إضافة إلى رئيس الوزراء القطري، ووصفت نتائجُه في حينه بـ«البناءة». لكنها لم تسفر عن اتفاق حتى الآن. وكانت القاهرة قد استضافت آخر جولة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة «حماس» في 10 أبريل (نيسان) الحالي. وأكد مصدر مصري في حينه أنها شهدت «تقدماً ملحوظاً»، مع إشارة إلى «استئنافها خلال يومين». لكن ذلك لم يحدث.


491 قتيلاً في الضفة منذ 7 أكتوبر و8480 معتقلاً

جنود إسرائيليون في جنين بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)
جنود إسرائيليون في جنين بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)
TT

491 قتيلاً في الضفة منذ 7 أكتوبر و8480 معتقلاً

جنود إسرائيليون في جنين بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)
جنود إسرائيليون في جنين بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)

قتلت إسرائيل فلسطينيين في اشتباك استهدف مسلحين، قالت إنهم كانوا يخططون لشن هجوم على مستوطنات في شمال الضفة الغربية، ما يرفع عدد القتلى منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 491، بالإضافة إلى 8400 معتقل.

وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن قوات «الوحدة 636» قضت على مسلحين قاما بإطلاق النار نحو موقع سالم العسكري بالقرب من جنين في شمال الضفة الغربية. وأضاف: «رصدت قوات من الوحدة 636 عدداً من المخربين الذين استقلوا سيارة وأطلقوا النار نحو موقع سالم قرب منطقة جنين، حيث تمكن الجنود الذين نصبوا كميناً في المكان، نظراً لأحداث مماثلة وقعت في الماضي، من تصفية مخربيْن اثنين ومصادرة قطعتي سلاح من نوع (إم 16) استخدماها لإطلاق النار». وأكدت كتيبة جنين أن مقاتليها نفذوا هجوماً في المكان، من دون أن تعطي تفاصيل أكثر، ثم أعلنت مصادر أمنية فلسطينية أن إسرائيل قتلت واحتجزت فلسطينيين قرب جنين. ولم تتضح هويات الشبان فوراً، لأن إسرائيل احتجزت جثمانيهما، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن قوات الاحتلال منعت مركبات الإسعاف من الوصول إلى جثمانيهما. من جانبها، عثرت طواقم الهلال الأحمر على آثار دماء وملابس في موقع العملية بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة.

طفل يقف بجوار مبنى تضرَّر خلال هجوم إسرائيلي على مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة طولكرم بالضفة الغربية يناير الماضي (أ.ف.ب)

لكن الهيئة العامة للشؤون المدنية تلقت بلاغاً من إسرائيل ثم أبلغت وزارة الصحة بأن إسرائيل قتلت مصطفى سلطان عابد (22 عاماً) من بلدة كفردان، وأحمد محمد شواهنة (21 عاماً) من بلدة السيلة الحارثية غرب جنين قرب حاجز سالم.

وصعدت إسرائيل هجماتها في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مع بدء حربها في قطاع غزة، وراحت تشن عمليات قتل واعتقال واسعة، استخدمت فيها طائرات مسيرة وخربت خلالها البنية التحتية لكثير من المناطق المستهدفة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن «عدد الشهداء في الضفة الغربية ارتفع إلى 491 منذ بدء العدوان على غزة، بينهم 123 طفلاً، و5 سيدات، و5 مسنين، و10 شهداء من الأسرى داخل سجون الاحتلال». وإلى جانب عمليات القتل، تواصل إسرائيل حملة اعتقالات غير مسبوقة في الضفة.

مشيعون يحملون جثمان فلسطيني قُتل خلال غارة للجيش الإسرائيلي على جنين في الضفة الغربية مارس الماضي (أ.ف.ب)

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت، 20 فلسطينياً على الأقل، من مناطق مختلفة في الضفة، بينهم سيدة وأطفال ومعتقلون سابقون. وقال نادي الأسير إن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات رام الله، والخليل، ونابلس، وطولكرم، وجنين، والقدس المحتلة التي تم اعتقال طفلة منها أفرج عنها لاحقاً، بينما رافق عمليات الاعتقال تنكيل واسع بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب تخريب وتدمير منازل المواطنين والاستيلاء على المركبات.

وبحسب إحصاءات رسمية فإنه بعد 7 أكتوبر الماضي، اعتقلت إسرائيل نحو 8480 فلسطينياً في الضفة، وتشمل هذه الأرقام من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا رهائن.

وقالت هيئة شؤون الأسرى إن «حملات الاعتقال هذه تشكّل أبرز السياسات الثابتة والممنهجة التي تستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما أنها من أبرز أدوات سياسة العقاب الجماعي كجزء من الإجراءات الانتقامية في استهداف المواطنين، والتي تصاعدت وتيرتها في ظل العدوان الشامل على شعبنا، والإبادة المستمرة في غزة، بعد 7 أكتوبر».


مئات الكوريين الشماليين فُقدوا في الصين بعد إعادة فتح الحدود

الأسلاك الشائكة في الجانب الصيني من الحدود بين روسيا والصين وكوريا الشمالية (أرشيفية - رويترز)
الأسلاك الشائكة في الجانب الصيني من الحدود بين روسيا والصين وكوريا الشمالية (أرشيفية - رويترز)
TT

مئات الكوريين الشماليين فُقدوا في الصين بعد إعادة فتح الحدود

الأسلاك الشائكة في الجانب الصيني من الحدود بين روسيا والصين وكوريا الشمالية (أرشيفية - رويترز)
الأسلاك الشائكة في الجانب الصيني من الحدود بين روسيا والصين وكوريا الشمالية (أرشيفية - رويترز)

بعد فرارها من المجاعة في كوريا الشمالية، بقيت كيم تشيول أوك تقيم سراً في الصين لعقود، إلى أن قامت بمحاولة هرب أوقفت خلالها من قبل السلطات الصينية التي أعادتها إلى بلدها.

مثلها، أعيد مئات الكوريين الشماليين في الأشهر الأخيرة إلى بلدهم حيث يواجهون، بحسب منظمات حقوقية، خطر السجن والتعذيب حتى الإعدام.

على الرغم من المخاطر، اتخذت عائلة كيم تشيول أوك قراراً بكشف قضيتها بعد اختفائها.

وكانت المرأة الأربعينية قد اتصلت بالعائلة على عجل لتودعها وتبلغها: «إنه ستتم إعادتها إلى (...) كوريا الشمالية خلال ساعتين»، وقطعت الاتصال. كما توضح شقيقتها كيم كيو لي، التي تعيش في لندن، لوكالة الصحافة الفرنسية.

ومنذ ذلك الحين، لم تتمكن هي وأي من أفراد أسرتها من الاتصال بها.

حياة «غير قانونية»

يعيش آلاف الكوريين الشماليين بشكل غير قانوني في المناطق الحدودية بشمال شرقي الصين. وتشنّ بكين عمليات مداهمة بشكل متقطع، لكن إجراءات الطرد توقفت عندما أغلقت الحدود بسبب وباء «كوفيد 19».

وتعدّ بيونغ يانغ عبور الحدود من دون تصريح جريمة خطيرة يعاقب مرتكبها بشدة.

وقالت كيم كيو لي: «في كوريا الشمالية، السجن مكان خطير (...) يموت فيه كثيرون».

ولم تعترف الصين ولا كوريا الشمالية رسمياً بقضية كيم تشيول أوك. لكن وكالة الصحافة الفرنسية تحققت من روايتها، في مقابلتها مع كيم كيو لي، المحامية التي تخوض حملة من أجل المرحّلين، ومن مصدر في الصين مطلع على القضية، طلب عدم كشف هويته.

كيم تشول أوك (في الدائرة) مع عائلتها وتضع يدها على أختها كيم كيو (صحيفة الإندبندنت)

عقوبات صارمة

بعد إعادة فتح الحدود بين البلدين، زار فريق من وكالة الصحافة الفرنسية المنطقة. وتمنع شرطة الحدود الصينية الصحافيين من التوجه إلى نقاط العبور الرسمية الأربع.

وأعيدت كيم تشيول أوك، عبر واحدة من هذه النقاط، تقع في نانبينغ قبالة مدينة موسان الكورية الشمالية.

وزار الصحافيون مواقع أخرى على الحدود، كان جنود كوريون شماليون يحرسون أبراج المراقبة فيها، أو يتمركزون وراء صفوف من الأوتاد.

وقد رأوا كوريين شماليين يزرعون الأرض، أو ينقلون الأخشاب، بينما كانت تسمع موسيقى حزينة بين مبانٍ سكنية متداعية في مدينة مقفرة.

على الجانب الصيني، توصي لافتات بعدم التواصل مع الكوريين الشماليين، وتتوعد من يأوي مهاجرين غير شرعيين أو يعمل في التهريب بـ«عقوبات قاسية».

وعلى الجانب الآخر من الحدود، كتب على لوحة إعلانية ضخمة: «بلادي هي الأفضل!».

وأمر المسؤولون الصحافيين بمغادرة المنطقة.

إلى فيتنام

انتقلت كيم تشيول أوك إلى الصين في تسعينات القرن الماضي، عندما كانت كوريا الشمالية تعاني فاقات مدمرة، كما توضح كيم كيو لي. وقد بيعت لتزويجها من رجل صيني يكبرها سناً بفارق كبير، وأنجبت منه ابنة، وأمضت عقوداً من دون وجود قانوني لها.

العام الماضي، بعد إصابتها بـ«كورونا»، أرادت الحصول على وضع قانوني ورعاية صحية، وقررت الفرار من الصين. وقالت كيم كيو لي: «كانت مريضة جداً لدرجة أنها لم تتمكن من التعرف عليّ». وأضافت: «طلبت مني فجأة أن أخرجها» من الصين.

وتابعت: «طلبت منها أن تنتظر، وقلت إنني سأفعل أي شيء» لمساعدتها.

في أبريل (نيسان) 2023، استأجرت كيم كيو لي وسيطاً لمساعدة أختها على عبور 4 آلاف كيلومتر لتصل إلى فيتنام. وأعربت عن أملها في أن تنتقل بعد ذلك إلى كوريا الجنوبية، التي تمنح الجنسية للكوريين الشماليين. ومن هناك يمكنها التوجه إلى بريطانيا للقاء شقيقتها.

لكن لم يحدث ذلك. وقالت كيم كيو لي: «عادة، عندما يدخلون (فيتنام)، نتلقى مكالمة من الوسيط خلال أسبوع لإبلاغنا بأنهم وصلوا بسلام (...) لكن مضت 10 أيام، ولم يصلنا أي خبر».

طردت بعد ساعتين

قالت كيم كيو لي، والمصدر الذي لم يذكر اسمه في الصين، إن الشرطة الصينية اعترضت كيم تشيول أوك مع كوريين شماليين آخرين، بعد ساعات على بدء رحلتهم. وأمضت عدة أشهر في مركز احتجاز شديد الحراسة خارج قرية، بالقرب من بلدة بايشان في مقاطعة جيلين (شرق).

وتقول عائلتها إنها لم تتمكن من معرفة ما إذا كانت قد اتهمت أو حوكمت أو أدينت. وقد سُمح لأفراد العائلة بإحضار ملابس ومال إلى المركز، لكن لم يُسمح لهم برؤيتها.

فجأة، في أكتوبر (تشرين الأول)، كما تقول كيم كيو لي، أجرت اتصالاً هاتفياً أخيراً بعائلتها، موضحة أنه ستتم إعادتها إلى كوريا الشمالية، ولم يعرف عنها أي شيء بعد ذلك.

وكانت كيم تشيول أوك واحدة من 600 كوري شمالي طردوا من الصين في ذلك الشهر، حسب المنظمة غير الحكومية الكورية الجنوبية «مجموعة عمل العدالة الانتقالية».

وفي ديسمبر (كانون الأول)، قدّرت المنظمة عدد المعتقلين لإعادتهم إلى وطنهم بـ1100 شخص. ولم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التحقق بشكل مستقل من هذه الأرقام. وبقيت الاتصالات مع المنشأة التي حددتها عائلة كيم تشيول أوك بلا ردّ.

إطلاق النار

في العقود الأخيرة، عبر عشرات الآلاف من الكوريين الشماليين الحدود إلى الصين بحثاً عن حياة أفضل. وتعدّهم بكين مهاجرين اقتصاديين غير شرعيين، ما يجبر عدداً كبيراً منهم على اللجوء إلى دول ثالثة من أجل السفر بعد ذلك إلى كوريا الجنوبية.

لكن عدد الوافدين انخفض منذ وصول كيم جونغ أون إلى السلطة قبل أكثر من عقد. وخلال الوباء، عزّزت بيونغ يانغ أمن الحدود، وفرضت سياسة «إطلاق النار فوراً» كما ذكرت نشرة «إن كيه نيوز» المتخصصة، ومقرها سيول.

وتقول وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية إن 196 كورياً شمالياً فقط تمكنوا من السفر إلى الجنوب العام الماضي، مقابل نحو 3 آلاف في 2009.

وانخفضت حالات الفرار من كوريا الشمالية إلى «صفر تقريباً» بعد فرض إجراءات المراقبة المرتبطة بـ«كوفيد 19» في 2020، حسب سوكيل بارك، مدير جمعية «الحرية في كوريا الشمالية» في كوريا الجنوبية.

وقال إنه يعتقد أن الذين تمكنوا من مغادرة الصين ربما كانوا على أراضيها قبل الوباء، متوقعاً مزيداً من عمليات الطرد.

أمل

عزّزت الصين وكوريا الشمالية، الحليفتان القديمتان، العلاقات الدبلوماسية في الأشهر الأخيرة. وأعلنت بكين أنها «ستعامل بشكل مناسب الذين يهاجرون بشكل غير قانوني إلى الصين لأسباب اقتصادية».

ولم ترد سفارة كوريا الشمالية في الصين على أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية.

في لندن، تشعر كيم كيو لي بالقلق على مصير أختها. وقالت: «أعمل على أمل أن تكون ما زالت على قيد الحياة». وأضافت: «كما نجت في الصين في سنّ الشباب، آمل أن تنجو أيضاً» في كوريا الشمالية.


دراسة: التعامل بإيجابية مع الشيخوخة قد يطيل العمر

دراسة: التعامل بإيجابية مع الشيخوخة قد يطيل العمر
TT

دراسة: التعامل بإيجابية مع الشيخوخة قد يطيل العمر

دراسة: التعامل بإيجابية مع الشيخوخة قد يطيل العمر

خلصت دراسة بحثية إلى أن المعتقدات الإيجابية حول الشيخوخة يمكن أن تعزز طول العمر، وفق موقع «سيكولوجي توداي».

وأضاف الموقع أن الدراسة التى أعدتها سوزان وورم من جامعة الطب في جرايفسفالد وسارة شيفر من معهد لايبنيز أوضحت أن توجيه العقل نحو تحقيق المكاسب هو ما يهم حقاً، ولا يتعلق الأمر بما تخسره مع تقدمك في السن، بل يتعلق بما ستخسره مع تقدمك في العمر، وأنك سوف تكون أكثر صحة إذا وجهت نفسك نحو المكاسب.

وتقول الدراسة إن لديك خياراً بين التفكير في التقدم في السن من حيث المكاسب أو الخسائر.

وقال الموقع إن هذه فكرة مذهلة إلى حد ما؛ حيث يمكنك العيش فترة أطول بمجرد التفكير بشكل إيجابي في نفسك، وأضاف أنها ليست مجرد خيال بل تدعمها الأبحاث.

ولكن الموقع لفت إلى أن التركيز على التغيرات الإيجابية المرتبطة بالعمر يعد أمراً رائعاً، لكن من غير الواقعي النظر إلى الشيخوخة بوصفها أمراً جيداً تمامًا في الواقع، حيث تحدث بعض الخسائر في وظائف مختلفة مع تقدم الأشخاص في السن، وسيكون من الحماقة إنكار وجود هذه الخسائر.

وتشير الدراسة إلى أنه قد تكون هناك قيمة في إجراء بعض التعديلات من ناحية النظر إلى التقدم في السن، إلا أنها لفتت إلى أنه من المهم التركيز على ما يحدث لجسمك عندما لا يعمل شيء ما بشكل صحيح من الناحية البدنية أو الصحية، فإن السماح لنفسك بالإحباط بسبب هذه التغييرات لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور.