وزير إسرائيلي: تشريع الاستيطان خطوة لضم 60 % من أراضي الضفة

بعد إقرار الكنيست الإسرائيلي القانون بتصويت 60 نائبا لصالحه مقابل معارضة 49

بنايات قيد الإنشاء في مستوطنة بسغات زئيف شمال القدس في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
بنايات قيد الإنشاء في مستوطنة بسغات زئيف شمال القدس في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
TT

وزير إسرائيلي: تشريع الاستيطان خطوة لضم 60 % من أراضي الضفة

بنايات قيد الإنشاء في مستوطنة بسغات زئيف شمال القدس في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
بنايات قيد الإنشاء في مستوطنة بسغات زئيف شمال القدس في الضفة الغربية (إ.ب.أ)

صرح وزير التعليم الإسرائيلي، رئيس حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، نفتالي بنيت، بأن القانون الذي أقره الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، بهدف منح الشرعية للبؤر الاستيطانية، يشكل خطوة أساسية في الطريق إلى ضم المناطق «سي»، التي تشكل نسبة 60 في المائة من أراضي الضفة الغربية إلى إسرائيل.
وقال بنيت، إن هذا القانون يؤكد أكثر من أي قرار آخر، أن في إسرائيل حكومة يمين لا تخدع أحدا، وتجاهر بما تفكر به، وتطبق آيديولوجيتها. فقد مضى إلى غير رجعة، حل الدولتين والحكومة تعد لمرحلة مقبلة. وقال النائب في حزب بنيت، بتسلئيل سموطريتش، إن القانون يخلق واقع «السيادة الكاملة في الضفة الغربية. الإرهاب القانوني للجمعيات اليسارية ضد المستوطنات وصل إلى نهايته. السيف الحاد الذي ارتفع على البيوت في يهودا والسامرة يتبخر. أتوقع من المحكمة العليا أن تظهر التواضع والرحمة، وتقوم في يوم تمرير القانون في القراءات الثلاث، بإلغاء الأحكام من تلقاء نفسها».
وكانت الهيئة العامة للكنيست، قد صادقت في القراءة التمهيدية، الليلة قبل الماضية، على قانون مصادرة الأراضي الفلسطينية الخاصة بصيغته المعدلة، بعد أن تم شطب البند الذي يلغي، بشكل تراجعي، قرار المحكمة العليا المتعلق بإخلاء البؤر الاستيطانية. وقد صوت إلى جانب القانون، 60 نائبا مقابل معارضة 49، بينهم النائب بيني بيغن من الليكود، الذي عارض القانون خوفا على الليكود وحكومته.
وكانت الجلسة عاصفة، جرى خلالها، إخراج النائب اييليت نحمياس فاربين (المعسكر الصهيوني المعارض) من القاعة. وقام رئيس المعسكر نفسه، يتسحاق هرتسوغ، بتمزيق نص القانون، وقال: «هذه ليست صهيونية، هذا انتحار قومي. هذا القانون لإقامة الدولة ثنائية القومية، وأنا أقول لكل من يتراخى في قول الحقيقة ما يلي: انتم تعرفون أن هذا يشكل خطرا على قادة الجيش. تعرفون أن هذا يشكل خطرا على طابع الدولة. هذا القانون هو يوم أسود للكنيست».
وكان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قد عقد قبيل الجلسة، اجتماعا لقادة أحزاب الائتلاف، وطلب منهم المصادقة على تقديم طلب إلى المحكمة العليا لتأجيل إخلاء بؤرة الاستيطان «عمونة» لمدة 30 يوما، من أجل الانتهاء من إعداد المباني البديلة على أراضي «الغائبين» المجاورة للبؤرة. وقال المستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، إنه لا يمكن تقديم طلب كهذا، ما دام القانون قائما في الكنيست بصيغته التي تلغي قرار المحكمة بشأن عمونة. وحسب الصيغة المعدلة للقانون، تقوم الدولة بمصادرة حق استخدام الأرض الفلسطينية الخاصة، وليس ملكيتها. كما يحدد أنه سيسري فقط على البؤر التي كانت الحكومة ضالعة في إقامتها، كبؤرة عمونة، الأمر الذي يمنح المستوطنين حق ادعاء البراءة. وحسب القانون، فإن الفلسطينيين الذين يثبتون ملكيتهم للأراضي الخاصة، سيحظون بتعويض مالي كبير.
ونشر سكان بؤرة عمونة، بعد سن القانون، بيانا أعلنوا فيه أنهم يرفضون الانتقال إلى الأراضي الواقعة شمال المستوطنة، مقابل قانون تنظيم لن يشرع البؤرة نفسها. وهاجموا في البيان، كلا من نفتالي بينت وبنيامين نتنياهو على أنهما ضحيا بهم وسيقومان بإعطاء الأمر بإخلائهم. وأعلنوا رفضهم للحل المقترح، ودعوا «كل محبي أرض إسرائيل» الذين وقفوا إلى جانبهم حتى اليوم، للانضمام إليهم، وإعلان الاحتجاج الشعبي الواسع ضد نية هدم مستوطنة يهودية وطرد سكانها.
وبالمقابل، قدم رئيس مجلس محلي قرية سلواد، اعتراضا على مخطط نقل بؤرة عمونة إلى ثلاث قسائم من أراضي الفلسطينيين المجاورة التي تعتبرها إسرائيل «أراضي غائبين». وجاء في الاعتراض الذي جرى تقديمه بواسطة المحامي شلومي زخاريا، من منظمة «يوجد قانون» (يش دين)، أن «نقل البؤرة إلى أراضي الغائبين - التي تعتبر، حسب التعريف، أراضي خاصة لفلسطينيين، ليسوا موجودين في المنطقة، على ما يبدو - يتعارض مع القانون الدولي، مع التأكيد على أن الأراضي بملكية خاصة». كما جاء في الاعتراض أنه «حتى لو كان الأمر من بين صلاحيات القائد العسكري.. فإن حقيقة إقامة البؤرة الجديدة في قلب أراض زراعية بملكية فلسطينية، ستقود بالتأكيد إلى المس بأصحاب الأراضي».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.