تفكيك خلية إرهابية في عدن مرتبطة بـ«داعش» في العراق وسوريا

عناصرها أقروا بتورطهم في اغتيالات وتلقيهم أوامر من مقربين من صالح

محافظ عدن الزبيدي ومسؤولون محليون يقرأون فاتحة الكتاب على الراحل جعفر سعد أمس في المكان نفسه الذي اغتيل فيه في منطقة التواهي العام الماضي («الشرق الأوسط»)
محافظ عدن الزبيدي ومسؤولون محليون يقرأون فاتحة الكتاب على الراحل جعفر سعد أمس في المكان نفسه الذي اغتيل فيه في منطقة التواهي العام الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

تفكيك خلية إرهابية في عدن مرتبطة بـ«داعش» في العراق وسوريا

محافظ عدن الزبيدي ومسؤولون محليون يقرأون فاتحة الكتاب على الراحل جعفر سعد أمس في المكان نفسه الذي اغتيل فيه في منطقة التواهي العام الماضي («الشرق الأوسط»)
محافظ عدن الزبيدي ومسؤولون محليون يقرأون فاتحة الكتاب على الراحل جعفر سعد أمس في المكان نفسه الذي اغتيل فيه في منطقة التواهي العام الماضي («الشرق الأوسط»)

أعلنت السلطات الأمنية في العاصمة المؤقتة لليمن، عدن، أنها ألقت القبض مساء أول من أمس على خلية إرهابية مكونة من ثمانية أشخاص تورطوا في تنفيذ عمليات اغتيال كوادر أمنية بمناطق متفرّقة في المدينة الواقعة جنوب البلاد.
وذكرت إدارة أمن عدن أنه تم ضبط بحوزة عدد من أفراد الخلية مسدسات كاتمة للصوت، وأوراق ثبوتية ومراسلات بينهم باسم تنظيم داعش في عدن وبين قيادات في التنظيم في كل من العراق وسوريا، مشيرة إلى أن الاعترافات الأولية لأفراد الخلية تبيّن ضلوعهم في ارتكاب جرائم قتل وتصفية طالت ضباطًا متقاعدين كانوا يعملون في أجهزة أمنية.
وأكد المكتب الإعلامي لإدارة أمن عدن في بيان أن عددًا من أفراد الخلية المقبوض عليهم اعترفوا بتلقيهم التمويل وأوامر بالقتل من قبل أشخاص موالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح والحوثيين وأحزاب سياسية لم يسمها البيان.
ونجحت وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لإدارة أمن عدن في إحباط عدد كبير من المخططات التي كانت تستهدف منشآت حيوية في عدن بينها المطار والكهرباء وأقسام شرطة تقف خلفها تنظيمات إرهابية، وتمكّنت في وقت قصير من القبض على مطلوبين لأجهزة استخبارات دوليّة، وفقًا للمكتب الإعلامي لشرطة عدن.
بدوره أكد اللواء شلال علي شائع هادي، مدير أمن عدن، أن حملات الدهم وتعقب عناصر التنظيمات الإرهابية والخلايا النائمة ومن يتستر عليها ويمولها ويسهل لها زعزعة الأمن وإرهاب المواطنين، مستمرة ولن تتوقف حتى اجتثاث الإرهاب بكل صوره وأشكاله ومموليه وداعميه، وهو مخطط تديره ميليشيات الحوثي وصالح وقد تم إفشاله وتفكيكه وبكل قوة، على حد تعبيره. وأضاف مدير أمن عدن لـ«الشرق الأوسط» أن الكثير من الأدلة والمضبوطات واعترافات العناصر الإرهابية نفسها، تؤكد وقوف صالح والحوثيين في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية وهو مخطط يهدف لإسقاط عدن في وحل الإرهاب والفوضى. وشدد شلال على أن عدن باتت مدينة «آمنة ومستقرة ونحن مستمرون في تطهيرها من الجيوب الإرهابية والخلايا النائمة التي باتت مخنوقة ومحاصرة ليس في عدن فقط بل أيضًا في كل المحافظات الجنوبية المجاورة». وتابع: «مثلما انتصرنا في عدن والجنوب على ميليشيات الحوثي وصالح بفضل الله ودعم الأشقاء في دول التحالف العربي فإننا ننتصر أيضًا في معركتنا الثانية مع الإرهاب».
وفي تعليقه على المجموعة الإرهابية التي جرى تفكيكها مساء أول من أمس، قال اللواء شلال شائع لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الخلية المقبوض عليها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وأن جهود مكافحة الإرهاب مستمرة بدعم التحالف». وتابع أن «تنظيم القاعدة يتحرك بالريموت كونترول من قيادات وضباط صالح والحوثيين من صنعاء، والدليل على ذلك أننا لم نسمع بأي عملية إرهابية في المحافظات الشمالية». وواصل اللواء شائع حديثه قائلاً إن غالبية منفذي العمليات الإرهابية في عدن قدموا من محافظات ومناطق تسيطر عليها ميليشيات الحوثي وصالح بإشراف قيادات أمنية واستخباراتية.
في غضون ذلك، أحيت سلطات عدن أمس الذكرى السنوية الأولى لاغتيال اللواء جعفر محمد سعد، محافظ المدينة الأسبق وقائد معركة تحريرها من الميليشيات، في عملية إرهابية بمدينة التواهي جنوب عدن في 6 ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي. وقال اللواء عيدروس قاسم الزبيدي محافظ عدن، في كلمة له بالمناسبة، إن معركة الأمن مع الإرهاب مستمرة بدعم قوات التحالف العربي حتى اجتثاث ذلك الفكر الإرهابي الدخيل على البلاد بكل أشكاله وصوره المتعددة مهما كلف ذلك من ثمن، متعهدًا بالسير على درب الراحل اللواء جعفر محمد سعد حتى تحقيق كل الأهداف المنشودة. وأضاف المحافظ الزبيدي أن الوطن يمر بظروف معقدة واستثنائية، وللحفاظ على ما تحقق من انتصارات ومكاسب يتطلب منا العمل بشكل مضاعف ويقتضي ذلك الترفع عن الذات والتعصب الضيق وعدم والانجرار إلى الماضي.



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.