السفير قطان: السعودية قدمت 139 مليار دولار مساعدات إنسانية لـ95 دولة

المملكة تصدرت دول العالم في دعم اللاجئين دون تمييز عرقي أو ديني

السفير أحمد قطان
السفير أحمد قطان
TT

السفير قطان: السعودية قدمت 139 مليار دولار مساعدات إنسانية لـ95 دولة

السفير أحمد قطان
السفير أحمد قطان

قال السفير أحمد قطان، سفير السعودية في القاهرة، مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، إن بلاده تعتبر في مقدمة دول العالم التي قدمت مساعدات سخية للاجئين منذ تأسيسها، انطلاقًا من مبادئ الدين الإسلامي التي تدعو إلى المحبة والسلام وتوجب إغاثة المنكوبين ومساعدة المحتاجين، دون تمييز عرقي أو ديني.
وأضاف قطان أن المملكة قدمت الدعم المادي للمنظمات الدولية الإنسانية استجابةً لنداءات الأمم المتحدة الإنسانية في مجالات كثيرة، حيث أرسى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود قواعد العمل الإنساني في المملكة، في وقت كانت فيه الإمكانات محدودة، حيث كانت أولى المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة عام 1950 بمبلغ 100 ألف دولار حين تعرض إقليم «بنجاب» لفيضانات مدمرة.
وأشار السفير السعودي في بيان، أمس، إلى سجل المملكة الطويل في التعامل مع أزمات اللاجئين عبر التاريخ، لافتًا إلى «الدور الإنساني الكبير الذي قامت به في توفير الحماية والرعاية للاجئين العراقيين إبان الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990، وتم إنفاق أكثر من مليار دولار أميركي (4 مليارات ريال) لتأسيس مخيم رفحاء لتوفير ملاذ آمن للاجئين العراقيين وتأمين احتياجاتهم».
وتابع البيان: «تحتل المملكة المركز الأول عالميًا في نسبة المساعدات الإنمائية الرسمية التي تصل إلى 1.9 في المائة من الدخل القومي الإجمالي، متجاوزة النسبة المستهدفة من الأمم المتحدة، وهي 0.7 في المائة، وفقًا لتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP الصادر عام 2016». كما احتلت المملكة المركز الرابع عالميًا بين الدول المانحة.
وبلغت المساعدات الإنسانية التي قدمتها السعودية خلال العقود الأربعة الماضية نحو 139 مليار دولار، استفادت من تلك المساعدات أكثر من 95 دولة، بحسب البيان الذي أشار أيضًا إلى أنه منذ إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في مايو (أيار) 2015 قدمت المملكة من خلاله الدعم الإنساني لـ19 دولة منكوبة، وقدم المركز مساعدات بما يقرب من 600 مليون دولار منذ إنشائه وحتى الآن.
وأوضح بيان السفارة السعودية في القاهرة أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أقام 52 مشروعًا إنسانيًا قسمت في مجالات الأمن الغذائي والإيواء وإدارة وتنسيق المخيمات، استفاد منها نحو 22 مليون شخص.
وعن دور السعودية فيما يتعلق بالأزمة في سوريا، أشار قطان إلى أن المملكة استقبلت ما يقرب من 2.5 مليون مواطن سوري، وحرصت على «عدم» التعامل معهم أو وصفهم لاجئين، ولم تخصص لهم مخيمات لجوء. ولفت إلى أن بلاده منحت السوريين المقيمين بها حرية الحركة التامة، وسمحت لهم بالدخول إلى سوق العمل والحصول على الرعاية الصحية والتعليم المجاني، حيث بلغ عدد الطلبة السوريين ما يزيد على 141 ألف طالب سوري.
كما أسهمت المملكة بدعم ورعاية الملايين من السوريين اللاجئين في الدول المجاورة لوطنهم خلال المساعدات الإنسانية الدولية، سواء من خلال الدعم المالي أو العيني، حيث وصلت تلك المساعدات إلى أكثر من 800 مليون دولار، إضافة إلى المساعدات التي تطوع بتقديمها المواطنون السعوديون في مناسبات عديدة، بحسب البيان. وأشار إلى أن المملكة أعلنت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن تكفلها بعلاج 150 طفلاً سوريًا من داخل مدينة حلب ونقلهم إلى المستشفيات الحدودية في تركيا أو إلى أراضيها. وخلال الأزمة اليمنية، اعتبرت السعودية، بحسب قطان، «الأشقاء اليمنيين اللاجئين إلى أراضيها زائرين، وقدمت لما يزيد على نصف مليون يمني كثيرًا من التسهيلات، بما في ذلك حرية الحركة والعمل واستقدام عوائلهم، وقد بلغ عدد الطلبة اليمنيين الملتحقين بالتعليم العام المجاني في المملكة 285 ألف طالب».
كما بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها السعودية أخيرًا للاجئين اليمنيين في جيبوتي والصومال أكثر من 42 مليون دولار، واستجابة للاحتياجات الإنسانية الإغاثية للشعب اليمني قدمت المملكة نحو 500 مليون دولار.
أما فيما يتعلق باللاجئين في الدول الأخرى، فقد قدمت المملكة في فبراير (شباط) الماضي دعمًا مقداره 59 مليون دولار لوكالة الأمم لمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ليبلغ إجمالي ما قدمته المملكة لـ«الأونروا» منذ إنشائها أكثر من 500 مليون دولار.
كما بلغت قيمة التزام المملكة في تقديم مساعدات للاجئين الأفغان في باكستان 30 مليون دولار، بالإضافة إلى تعهدها بتقديم مبلغ 50 مليون دولار للحكومة الإندونيسية لدعم اللاجئين «الروهينغا» في إندونيسيا.
وأشار البيان إلى أنه أثناء قمة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي عقدت حول اللاجئين في سبتمبر (أيلول) الماضي على هامش أعمال الجمعية العامة 71 للأمم المتحدة، أعلن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية عن التزام المملكة العربية السعودية بمبلغ 75 مليون دولار إضافي لدعم اللاجئين بالتنسيق مع المنظمات الدولية.
وأكد السفير قطان أن السعودية تؤمن بأن الخطوة الأولى والأساسية للتعامل مع تلك الأزمات هي تكثيف الجهود لحل النزاعات القائمة في العالم بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وذلك بتوظيف الدبلوماسية الاستباقية لمنع تفاقم الأزمات وتحولها إلى صراعات عسكرية تتولد عنها أزمات وكوارث إنسانية.
وشدد عميد السلك الدبلوماسي في القاهرة على أن بلاده لن تألو جهدًا في مواصلة العمل مع المنظمات الدولية والدول المؤمنة بالعمل الجماعي في سبيل تحقيق السلم والأمن الدوليين، وكل ما فيه خير للبشرية، مؤكدًا أن السعودية مستمرة في أداء دورها الإنساني والسياسي والاقتصادي بحس المسؤولية والاعتدال، والحرص على تطبيق العدالة، وهي المفاهيم التي تشكل المحاور الثابتة للعمل الدولي للمملكة.



السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)
السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)
TT

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)
السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

جاء ذلك في بيان ألقاه مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، السفير عبد العزيز الواصل، أمام الجمعية العامة بدورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة المستأنفة بشأن فلسطين للنظر بقرارين حول دعم وكالة الأونروا، والمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.

وقال الواصل إن التعسف باستخدام حق النقض والانتقائية بتطبيق القانون الدولي أسهما في استمرار حرب الإبادة الجماعية، والإمعان بالجرائم الإسرائيلية في غزة، واتساع رقعة العدوان، مطالباً بإنهاء إطلاق النار في القطاع، والترحيب بوقفه في لبنان، واستنكار الخروقات الإسرائيلية له.

وأكد البيان الدور الحيوي للوكالة، وإدانة التشريعات الإسرائيلية ضدها، والاستهداف الممنهج لها، داعياً إلى المشاركة الفعالة بالمؤتمر الدولي الرفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية الذي تستضيفه نيويورك في يونيو (حزيران) المقبل، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا.

وشدد الواصل على الدعم الراسخ للشعب الفلسطيني وحقوقه، مشيراً إلى أن السلام هو الخيار الاستراتيجي على أساس حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وفق قرارات الشرعية الدولية.

وعبّر عن إدانته اعتداءات إسرائيل على الأراضي السورية التي تؤكد استمرارها بانتهاك القانون الدولي، وعزمها على تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، مشدداً على عروبة وسورية الجولان المحتل.

وصوّت الوفد لصالح القرارين، فجاءت نتيجة التصويت على دعم الأونروا «159» صوتاً، و9 ضده، فيما امتنعت 11 دولة، أما المتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، فقد حصل على 158 صوتاً لصالحه، و9 ضده، في حين امتنعت 13 دولة.