ترامب يختار «الكلب المسعور» لمنصب وزير الدفاع

تعهد بخلق وظائف وإعادة التوازن التجاري ومواجهة الهجرة

ترامب يزور مقر شركة كاريير في مدينة انديانابوليس للاحتفال بخطط البقاء والحفاظ على 1100 وظيفة داخل المصنع كان من المقرر نقلها إلى المكسيك (رويترز)
ترامب يزور مقر شركة كاريير في مدينة انديانابوليس للاحتفال بخطط البقاء والحفاظ على 1100 وظيفة داخل المصنع كان من المقرر نقلها إلى المكسيك (رويترز)
TT

ترامب يختار «الكلب المسعور» لمنصب وزير الدفاع

ترامب يزور مقر شركة كاريير في مدينة انديانابوليس للاحتفال بخطط البقاء والحفاظ على 1100 وظيفة داخل المصنع كان من المقرر نقلها إلى المكسيك (رويترز)
ترامب يزور مقر شركة كاريير في مدينة انديانابوليس للاحتفال بخطط البقاء والحفاظ على 1100 وظيفة داخل المصنع كان من المقرر نقلها إلى المكسيك (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب اختيار الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس لمنصب وزير الدفاع في إدارته، وقال ترامب في جولة لشكر الناخبين في مدينة سنسيناتي بولاية أوهايو مساء الخميس «إننا ذاهبون لتعيين «الكلب المسعور» جيمس ماتيس لمنصب وزير الدفاع»، مشيرا إلى أنه سيعلن ذلك يوم الاثنين، مازحا أن على وسائل الإعلام أن تبقي هذا الخبر سرا، وقال ساخرا «لن نعلن ذلك حتى يوم الاثنين لذا لا تخبروا أحدا».
وجاء إعلان ترامب باختياره ماتيس مفاجئا حتى لأعضاء فريقه الانتقالي. وأشارت كليان كونوواي مديرة حملته الانتخابية ومستشارة ترامب أنها لم تكن تعلم أنه اتخذ قراره باختيار ماتيس أو أنه سيعلن هذا الاختيار خلال خطابه مساء الخميس.
ويثير الجنرال ماتيس (66 عاما) الذي تقاعد عن منصب قائد القيادة المركزية الأميركية في عام 2013 الكثير من الجدل في مواقفه الصريحة والمتشددة وفي طريقته في تقديم أفكاره، وأيضا في طريقته لإدارة المعارك والقتال. ولهذا السبب أطلق عليه لقب «الكلب المسعور» وأحيانا «الراهب المحارب» من قبل نظرائه وزملائه في البنتاغون.
ويواجه الجنرال جيمس ماتيس معضلة في موافقة الكونغرس على تعيينه حيث تنص القوانين الاتحادية على أن يكون وزير الدفاع شخصا مدنيا أو أن يكون قد مرت سبع سنوات على تقاعد الشخص العسكري قبل أن يسند إليه هذا المنصب. لكن يتوقع الكثير من الخبراء والمحللين أن يتجاوز الكونغرس عن هذا الشرط ويمنح الجنرال ماتيس استثناء. وقد منح الكونغرس هذا الاستثناء مرة واحدة عندما تم تعيين الجنرال جورج مارشال لهذا المنصب عام 1950.
ويتوقع الخبراء أن يتم الإعلان عن شخصيات أخرى في إدارة ترامب خلال الأيام القادمة وقد قضى الرئيس المنتخب جانبا كبيرا من صباح الأربعاء في لقاءات مع شخصيات ترشحها التكهنات لتولي مناصب في الإدارة القادمة. فيما أشارت مصادر بالحملة أن الرئيس المنتخب سيزور عشر محطات في جولته لشكر الناخبين.
وقد بدأ الرئيس المنتخب دونالد ترامب مساء الخميس - بعد ثلاثة أسابيع من فوزه بالرئاسية - جولة لتوجيه الشكر لناخبيه حاملا رسالة «أميركا أولا» داعيا الأميركيين للعمل معه لتنفيذ أجندته السياسية والاقتصادية.
وفي خطاب استمر لمدة ساعة أشعل ترامب الحماس في الحشود التي توافدت للاستماع إليه متعهدا بالعمل لتحقيق اقتصاد مزدهر ووضع أميركا أولا. وأكد ترامب أنه سوف يقود ثورة صناعية جديدة متعهدا لولايات الغرب الأوسط مثل أوهايو وبنسلفانيا وميتشيغان ووسكنسن (التي يطلق عليها ولايات حزام الصدأ) باستعادة الوظائف وإعادة فتح المصانع وتحقيق انتعاشة صناعية واقتصادية. وقال: «إننا نتعهد للولاء لعلم واحد وهو العلم الأميركي ومن الآن فصاعدا ستكون أميركا أولا»، مضيفا: «العالمية أمر رائع لكننا نريد التركيز على قيم مجتمعنا ونسعى للعمل مع دول العالم، لكن هذا يعني الاعتراف بحقوق كل بلد بما في ذلك بلدنا في رعاية مواطنيها».
وتحدث ترامب عن التجارة والهجرة غير الشرعية واستعادة الولايات المتحدة لسيادتها قائلا: «إننا سوف نبني سور الصين العظيم على حدودنا». وشدد «سنعلق الهجرة من مناطق لا يمكن معالجتها بشكل آمن».
وتعهد ترامب بإلغاء قانون الرعاية الصحية «أوباما كير»، وشدد على توجيه رسالة برفض التعصب والتحيز بجميع أشكاله، متخذا مسارا تصالحيا وقال: «نحن ندين كل أشكال الكراهية ونرفض بقوة لغة الإقصاء والفصل وليس لدينا خيار آخر وعلينا أن ننفق الكثير من الوقت في التركيز على ما يجمعنا وليس ما يفرقنا، وحان الوقت لتبني الشيء الوحيد الذي يوحدنا، وهو أميركا موحدة».
ودعا الرئيس المنتخب الديمقراطيين للعمل معه من أجل تمرير إصلاحات هامة وقال: «نحن لا يمكن أن نستمر في هذا الجمود وعلينا أن نعمل معا». وتحدث ترامب كثيرا بعيدا عن الخطاب المعد سلفا الذي كان يقرأه مستغلا الفرصة للسخرية على من استبعد فوزه بالانتخابات وفتح النار على منتقديه والمتشككين في قدراته على قيادة البيت الأبيض. وألقى ترامب خطبة طويلة مهاجما السياسيين والمحللين والإعلام والصحافيين كما وجه جانبا من هجومه إلى وزيرة الخارجية الأميركية السابقة ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وقد نجح الرئيس المنتخب في إقناع إدارة شركة كاريير بوقف خططها لنقل نشاطها إلى المكسيك مستخدما سياسة العصا والجزرة حيث وعد بتخفيض الضرائب على الشركات من أجل تشجيعها على البقاء في الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه هدد ترامب الشركات التي تقوم بنقل نشاطها للخارج بفرض عقوبات عليها. وزار ترامب مقر الشركة في مدينة انديابوليس للاحتفال بخطط البقاء والحفاظ على 1100 وظيفة داخل المصنع كان من المقرر نقلها إلى المكسيك.
وكان ترامب قد حذر من أن الشركات الأميركية التي تنتقل إلى خارج الولايات المتحدة لخفض تكاليف إنتاجها ستواجه «عواقب». وقال ترامب «لن تواصل الشركات مغادرة الولايات المتحدة من دون أن تكون هناك عواقب. لقد انتهى ذلك. لقد انتهى». وجعل ترامب من هذا المصنع رمزا منذ أن أعلنت شركة كاريير التخلي عن نقل المصنع الذي يعمل فيه ألف شخص إلى المكسيك مؤكدة في تغريدة أنها «أبرمت اتفاقا مع الرئيس المنتخب». وأوضحت شركة كاريير في بيان أن «الحوافز التي اقترحتها ولاية (إنديانا) كان لها دور مهم» في قرارها.
وحصلت الشركة المتفرعة عن المجموعة العملاقة «يونايتد تكنولوجيز» خصوصا على امتيازات ضريبية بقيمة سبعة ملايين دولار على عشر سنوات، بحسب وسائل إعلام أميركية.
وقال المرشح الديمقراطي السابق للرئاسة بيرني ساندرز الخميس في تصريح لواشنطن بوست إن هذا الحل «سيزيد من مشكلة الفوارق في الدخل في أميركا». وأضاف: «بدلا من (دفع) الضريبة، ستتم مكافأة الشركة بخفض الضريبة (..) هل هذه هي عقوبة المجموعات التي تغلق مصانعها في الولايات المتحدة لنقلها إلى الخارج؟».
وأبدى خشيته من أن يحض هذا الاتفاق شركات أخرى على التهديد بنقل مصانعها للخارج فقط بغرض الحصول على تخفيف مماثل للضريبة. وأقر أنتوني سكاراموتشي أحد أعضاء فريق ترامب الانتقالي الأربعاء أن «الهدف» من هذه العملية هو خفض الضرائب لجذب الاستثمارات للولايات المتحدة. وأضاف: «آمل أن يكون كل أصحاب العمل في أميركا قد فهموا الرسالة من إدارة ترامب الجديدة بأننا منفتحون على الأعمال هنا في الولايات المتحدة، وأن علينا أن نعيد الأميركيين للعمل بوظائف أميركية».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.