دبي تستعد لافتتاح «متحف الاتحاد» والغوص في تاريخ الأجداد

يضم وثائق تاريخية وصورًا ومقتنيات تراثية تبرع بها المواطنون

من المعروضات خنجر و«ختم»  وجواز سفر الشيخ أحمد بن راشد وساعة شخصية بالإضافة إلى عملات تذكارية ذهبية وفضية نادرة صادرة  عن حكومة أم القيوين في سنة 1970 - مدخل متحف الاتحاد مقام على شكل ورقة مطوية مستندة إلى سبعة أعمدة (هيئة دبي للثقافة والفنون)
من المعروضات خنجر و«ختم» وجواز سفر الشيخ أحمد بن راشد وساعة شخصية بالإضافة إلى عملات تذكارية ذهبية وفضية نادرة صادرة عن حكومة أم القيوين في سنة 1970 - مدخل متحف الاتحاد مقام على شكل ورقة مطوية مستندة إلى سبعة أعمدة (هيئة دبي للثقافة والفنون)
TT

دبي تستعد لافتتاح «متحف الاتحاد» والغوص في تاريخ الأجداد

من المعروضات خنجر و«ختم»  وجواز سفر الشيخ أحمد بن راشد وساعة شخصية بالإضافة إلى عملات تذكارية ذهبية وفضية نادرة صادرة  عن حكومة أم القيوين في سنة 1970 - مدخل متحف الاتحاد مقام على شكل ورقة مطوية مستندة إلى سبعة أعمدة (هيئة دبي للثقافة والفنون)
من المعروضات خنجر و«ختم» وجواز سفر الشيخ أحمد بن راشد وساعة شخصية بالإضافة إلى عملات تذكارية ذهبية وفضية نادرة صادرة عن حكومة أم القيوين في سنة 1970 - مدخل متحف الاتحاد مقام على شكل ورقة مطوية مستندة إلى سبعة أعمدة (هيئة دبي للثقافة والفنون)

يدشن هذا الأسبوع في دبي متحف يجسد تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال وثائق ومقتنيات خاصة ومهمة، ويهتم بتوثيق الماضي والحاضر والتطلع للمستقبل. موقع إقامة المتحف له أهمية خاصة، إذ يقام في «دار الاتحاد»، وهو ذات المكان الذي وقعت فيه اتفاقية الاتحاد بين الإمارات العربية في عام 1971.
من خلال تصميم مميز للمباني المكونة للمتحف، منها تصميم على هيئة ورقة مطوية، تمثل وثيقة الاتحاد تقوم على سبعة أعمدة تمثل الأقلام السبعة التي وقعت الاتفاقية، يفتتح المتحف هذا الأسبوع ليتيح للمواطنين والزوار الاطلاع على وثائق تاريخية وصور ومقتنيات تراثية تبرع بها مواطنو الإمارات للمساهمة في إثراء متحفهم.
وفي حفل ضخم أقيم في «ناشيونال غاليري» بلندن احتفلت دولة الإمارات أول من أمس بعيدها الوطني الـ«45»، وإلى جانب لوحات كبار الفنانين العالميين التي اصطفت على جدران المؤسسة البريطانية العريقة، أقيمت أركان خاصة لتقديم أحدث المتاحف الإماراتية للحاضرين. وخلال الحفل التقت «الشرق الأوسط» مع الدكتور صلاح عبد العزيز القاسم، مستشار هيئة دبي للثقافة والفنون، وهي الجهة التي تتولى مهام الإدارة وتشغيل متحف الاتحاد.
يشير الدكتور القاسم إلى أن افتتاح المتحف سيتزامن مع احتفالات الدولة بعيدها الوطني الـ«45»، ويشرح أن الهدف الأساسي هو توثيق تاريخ الدولة ومراحل تطورها وتاريخ السكان بالإمارات المختلفة قبل قيام الاتحاد. وينقسم المتحف إلى عدة أجنحة منها جناح المؤسسين الذي يعرض تاريخ مؤسسي دولة الإمارات وبعض من مقتنيات الحكام الشخصية، هناك أيضا كما يشير الدكتور القاسم مكتبة خاصة تضم مطبوعات حول الاتحاد ومسرح.
الجدير بالذكر أن هيئة دبي للثقافة قد أطلقت مبادرة لتحفيز المواطنين على التبرع بمقتنيات أجدادهم التي تعود إلى بدايات الدولة، وما زال موقع متحف الاتحاد الإلكتروني يحمل تلك الدعوة وصورا لبعض المقتنيات التي تم التبرع بها فعلا، وآخرها ما تبرع به الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا، ولي عهد إمارة أم القيوين، بمجموعة متميزة من المقتنيات الثمينة التي تعود للشيخ أحمد بن راشد المعلا، حاكم إمارة أم القيوين عند قيام الاتحاد. واشتملت المساهمة على خنجر، و«ختم»، وجواز سفر الشيخ أحمد بن راشد، وساعة شخصية، بالإضافة إلى عملات تذكارية ذهبية وفضية نادرة صادرة عن حكومة أم القيوين في سنة 1970.
وعن المعارض القادمة التي سيستضيفها المتحف خصوصا أن هناك إشارة من البيانات الصحافية الصادرة عن الهيئة، إلى أن المتحف سيستضيف معارض عالمية الطابع، ضمن خطة للتعاون مع مؤسسات مختلفة؛ أشار إلى أن هناك خططا فعلا لمعارض قادمة، ويقول إن أول المعارض في المتحف الجديد سيكون حول التاريخ البريدي للإمارات.
للمتحف، كما يشير القاسم، جانب مهم إن لم يكن أهمها، وهو التعليم. يقول: «جزء كبير من المتحف موجه للمدارس، نريد أن يعرف الطلاب أن الحياة التي يعيشونها لم تأت من فراغ بل بالصبر والعمل، هنا منصة لتعريفهم ما قدمه آباءهم وأجدادهم ومساهمتهم في تقدم الدولة».
يقدم المتحف المعروضات والبرامج التثقيفية التي تستعرض التسلسل الزمني لتوقيع الاتفاقية وصولا للإعلان عن قيام الاتحاد الإمارات. وتستخدم لأجل ذلك الصور والأفلام والوثائق الممتدة من عام 1968 إلى عام 1974، وبذلك يمكن للزائر الاطلاع على مجريات تلك المرحلة الحاسمة من تاريخ الإمارات. وسيقدم المتحف سلسلة من المبادرات التعليمية والتكنولوجيا المتطوّرة، والتطبيقات الذكية المصممة لإلهام الزوار ونشر الوعي، بما في ذلك البرامج المدرسية والمحاضرات، وورشات العمل.
ويضم متحف الاتحاد ثمانية معارض دائمة إلى جانب معارض مؤقتة تستخدم لعرض مقتنيات من متاحف عالمية أخرى لإعطاء المتحف خاصية التجدد. المعرض الأول يشتمل على فيلم تعريفي ينقل الزوار للحظات التاريخية التي شهدت قصة قيام الاتحاد والأحداث الرئيسة والشخصيات الأكثر تأثيرا في رحلة بناء الدولة الجديدة. المعرض الثاني يركز على مرحلة ما قبل قيام الاتحاد، بينما يدور المعرض الثالث حول عنوان «الطريق إلى الاتحاد»، والمعرض الرابع يقدم من خلال وسائل عرض ذكية ومتطورة فكرة «بذرة الاتحاد». أما المعرض السابع فسيقدم دستور الدولة مع توفير نسخة رقمية من الدستور تتيح للزوار تصفحه والاطلاع على مواده بالتفصيل.
يضم موقع المتحف مجموعة من المباني التاريخية المرممة التي أعيد بناؤها، وقد تم تصميم مدخل الجناح الجديد على شكل مخطوطة، مع سبعة أعمدة مائلة تمثل القلم المستخدم في توقيع وثيقة الدستور. وقد تمت إعادة مبنى دار الاتحاد الذي تم فيه توقيع وثيقة الاتحاد لشكله الأصلي مع إدخال تحسينات هيكلية، كذلك إعادة بناء هيكل دار الضيافة المجاور وإعادة تجهيزاته ومفروشاته إلى صورة تطابق حالتها الأصلية.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».