رفض خليجي وعربي وإسلامي لـ «حكومة» الحوثيين.. وتشديد على حل وفقًا للمرجعيات

«التعاون الإسلامي»: خطوة المتمردين خرق للقرارات الدولية * السفير البريطاني: «حكومة الإنقاذ» تأخذ اليمن بعيدًا عن السلام

رفض خليجي وعربي وإسلامي لـ «حكومة» الحوثيين.. وتشديد على حل وفقًا للمرجعيات
TT

رفض خليجي وعربي وإسلامي لـ «حكومة» الحوثيين.. وتشديد على حل وفقًا للمرجعيات

رفض خليجي وعربي وإسلامي لـ «حكومة» الحوثيين.. وتشديد على حل وفقًا للمرجعيات

رفضت دول مجلس التعاون الخليجي بشدة أمس إعلان الانقلابيين ما سمي بحكومة إنقاذ وطني، مؤكدة أن هذه الخطوة تثبت عدم جديتهم بالدخول في مفاوضات سياسية وتحقيق السلام.
وأوضح الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن دول مجلس التعاون ترفض رفضًا قاطعًا تشكيل حكومة الحوثي وصالح في اليمن، على اعتبار أن حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي هي الحكومة الشرعية دستوريا وقانونيا، والتي تحظى باعتراف الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة. وقال الزياني إن «تشكيل حكومة الحوثي وصالح في اليمن يبرهن على أن الحوثيين وأتباع صالح غير جادين في الدخول في مفاوضات سياسية، ويسعون إلى تعطيل الجهود الحثيثة التي يقوم بها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد لوقف الحرب في اليمن وإعادة إحياء المفاوضات السياسية بموجب خريطة الطريق الأممية للتوصل إلى حل سياسي وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216».
بدورها، أدانت «منظمة التعاون الإسلامي» الخطوة التصعيدية التي أقدم عليها الانقلابيون بإعلانهم ما يسمى بحكومة إنقاذ وطني، مؤكدة رفضها التام لهذه الحكومة غير الشرعية والتي يشكل إعلانها خرقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي والجهود الإقليمية والدولية لحل الأزمة اليمنية.
وأكد الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين أن منظمة التعاون الإسلامي ملتزمة بدعم الحكومة الشرعية في اليمن برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وحث جميع الأطراف اليمنية على التجاوب الفعلي مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، للوصول إلى حل توافقي للأزمة اليمنية؛ يرتكز على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وحذر العثيمين من استمرار جماعة الحوثي - صالح في تجاوزاتها غير محسوبة العواقب، وعرقلتها لجهود الحل السلمي من خلال العمل على فرض سياسة الأمر الواقع، بما يقوض الشرعية الدولية المعترف بها دوليا، مجددًا موقف المنظمة الثابت والداعم لوحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه.
في غضون ذلك، وصف السفير البريطاني لدى اليمن إدموند براون خطوة الانقلابيين بإعلان حكومة في صنعاء بـ«غير الشرعية»، مؤكدًا أنها ستأخذ اليمن بعيدًا عن السلام. وقال براون لـ«الشرق الأوسط» إنه بعد أسابيع من موافقة الحوثيين وصالح على خريطة الطريق الأممية، فإنهم يعلنون عن حكومة غير شرعية، في خطوة غير مقبولة. وأضاف: «يجب عليهم الوفاء بوعودهم وتجنب اتخاذ إجراءات من جانب واحد، والانخراط في الجهود الأممية».
وفي القاهرة، ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بإقدام جماعة الحوثي وصالح على إعلان تشكيل ما سُمي بحكومة إنقاذ وطني، واصفًا هذا الإجراء بأنه عار عن الشرعية، ويُمثل امتدادًا للنهج الانقلابي الذي لا يُريد الحوثيون التخلي عنه. وقال الوزير المفوض محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الجامعة العربية إن الأمين العام اعتبر أن مثل هذه الخطوة تُعد تصعيدًا يعكس عدم استعداد الحوثيين للتعاطي بشكل إيجابي ومسؤول مع جهود الوساطة الجارية حاليًا، والتي يُباشرها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مُضيفًا أن مثل هذه الخطوات تكشف بوضوح عن الطرف الذي يُعرقل التوصل إلى حل سلمي للأزمة. وأضاف المتحدث أن الأمين العام للجامعة أكد أن طريق الحل واضحٌ للجميع، وأنه يمر عبر قرارات مجلس الأمن (وعلى رأسها القرار 2216) والمُبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومُخرجات الحوار الوطني الشامل، وأشار إلى أن عدم الاعتراف بهذه المُقررات كإطار متفق عليه للحل يُطيل من أمد الأزمة ويُزيد من تعقيدها، مُشددًا على أن كل ما يُتخذ من خطوات أو إجراءات للالتفاف على الشرعية اليمنية، ممثلة في الرئيس هادي وحكومته، ليس له أي قيمة قانونية أو سياسية.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.