تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، دشن الدكتور عادل الطريفي، وزير الثقافة والإعلام، مؤتمر الأدباء السعوديين في دورته الخامسة، بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض مساء أمس، مشيرا إلى أن إقامة المؤتمر بالرياض هذه المرة، جاءت استمرارا لجهود الوزارة وإيمانا بأهمية المؤتمر من ناحية؛ وأهمية دعم الأدب والأدباء السعوديين من ناحية أخرى.
ويناقش الباحثون عبر عنوان المؤتمر: «الأدب السعودي ومؤسساته.. مراجعات واستشراف» 67 ورقة عمل تتناول محاور عدة. كما خُصص جانب من مقر عقد المؤتمر لمعرض مصاحب لعدد من المؤسسات الثقافية ودور النشر، إلى جانب معرض تشكيلي للفنانين السعوديين.
وكرّم المؤتمر ثلاث مؤسسات خدمت الأدب العربي في السعودية، وهي مجلة «المنهل»، و«كرسي الأدب السعودي في جامعة الملك سعود»، و«إثنينية عبد المقصود خوجة»، كما كرم 14 شاعرا أصدروا أولى دواوينهم قبل عام 1400هـ.
وقال الطريفي في كلمة له إن المؤتمر «يأتي في دورته هذه، ليكون استمرارا للعناية والرعاية الملكية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين، وداعما للأدب والأدباء السعوديين، ضمن الأدوار التي تقوم بها الوزارة في هذا الشأن». وأضاف: «إن المسؤولية الملقاة على كاهل الأدباء كبيرة في هذا الوقت الذي يشهد تحولات كبرى في مختلف المجالات، وتطورات متسارعة في الأحداث، وثورة كبرى في مجالات الاتصالات والمعلومات، تستوجب التعامل معها بإحساس المواطنة الحقة».
وتستوجب هذه الثورة أيضا، وفق الطريفي، «رصد هذه التحولات، وقراءتها بلغة صادقة تدعم وحدة الوطن وتعزز دوره ومكانته الكبرى على الصعد كافة، وتكون خير معين لأبنائه وبناته في العصر الحالي، ومرآة للأجيال المقبلة، ومواكبة لـ(الرؤية 2030) في المجالات ذات الصلة بالأدب والثقافة والفنون».
واستذكر الطريفي في كلمته، بدايات المؤتمر؛ تحديدا دورته الأولى في مكة المكرمة عام 1394هـ، ثم في دورته الثانية في مكة المكرمة عام 1419هـ، منوها بأنه بعد غياب 11 عاما تبنت وزارة الثقافة والإعلام المؤتمر، فعقدت دورته الثالثة في الرياض عام 1430هـ، ثم دورته الرابعة في المدينة المنورة عام 1434هـ.
وقال وزير الثقافة والإعلام: «من مبادرات (الرؤية السعودية)، المدينة الإعلامية التي من أهدافها صناعة محتوى سعودي، يعكس ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا وثوابتنا الدينية، وهذا المحتوى في الحقيقة من نتاج علمائنا وأدبائنا الكبار، والمجمع الملكي للفنون الذي يشتمل على مسرح وطني، ومعرض وطني لكافة الفنون بأنواعها؛ وذلك كله تعزيزا للعمل الثقافي والأدبي، ليحول العمل الأدبي إلى سيناريوهات للإنتاج المرئي». وزاد أن «هذه المبادرات ستكون كلها لصالح الأدب والثقافة في المملكة»، كاشفا عن حلمه بالبدء في العمل على إنشاء موسوعة أدبية وثقافية وفنية للناشئة السعودية، تساعدهم على معرفة ثقافة وتاريخ بلادهم، متطلعا إلى تحقيق ذلك قريبا.
وتابع وزير الثقافة والإعلام قائلا: «بات بإمكان الأديب والمثقف السعودي الحصول على فسوحات الكتب والتراخيص وإقامة الندوات والأمسيات بكل يسر وسهولة، وذلك باستخدام الأجهزة وخدمات الرسائل النصية عبر أجهزة الهواتف النقالة ومعرفة حالة الطلب»، مشيرا إلى تولي إدارة التقنية مسألة تقليص الوقت الزمني، لتنال رضا المثقف والأديب، وزاد: «بدأنا العمل على إعادة مسرح الإذاعة والتلفزيون حتى يتمكن من تقديم الأعمال الأدبية السعودية، من قصص وروايات، إلى الجمهور السعودي، وهناك خطة شاملة تتعلق بتنشيط العمل المسرحي في كافة أرجاء المملكة، وقد انتهينا من مشروع المراكز الثقافية في معظم مناطق المملكة، لتكون مراكز إشعاع للأدب السعودي».
وأكد وزير الثقافة والإعلام أن الوزارة تتحمل مسؤوليات كبيرة في دعم الثقافة والمثقفين والأدب والأدباء والفنون والفنانين، وتسهيل متطلبات العمل الثقافي ودعم مؤسساته، «فهي مع العمل الجاد والمتميز بالأساليب والآليات الممكنة، خدمة للوطن، ورفع رايته خفاقة في المحافل كافة، وإظهار الصور الحقيقية لثقافة وآداب وفنون السعودية»، مبديا تطلعه إلى أن يقدم الباحثون والباحثات في هذا المؤتمر، من خلال أوراق عملهم التي تجاوزت الـ60، ما يتناسب مع التطور الكبير في الأدب السعودي، شعرا ونثرا، ويسهم في تطوير حركة النقد والبحث والدراسات الأدبية في السعودية، ويقدم صورا حقيقية للتحولات المختلفة في مسيرة الأدب السعودي خلال العقود القليلة الماضية.
67 ورقة بحثية في انطلاق مؤتمر الأدباء السعوديين.. وتكريم 14 شاعرًا
وزير الثقافة والإعلام: الملتقى يعود بعد 11 عامًا من الغياب
67 ورقة بحثية في انطلاق مؤتمر الأدباء السعوديين.. وتكريم 14 شاعرًا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة