وفد روسي كبير في دمشق يحصل على صفقات مشاريع من الأسد

روغوزين: روسيا تريد ضمان مصالحها الاقتصادية في سوريا لفترة طويلة

وفد روسي كبير في دمشق يحصل على صفقات مشاريع من الأسد
TT

وفد روسي كبير في دمشق يحصل على صفقات مشاريع من الأسد

وفد روسي كبير في دمشق يحصل على صفقات مشاريع من الأسد

أجرى ديمتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسي، المكلف ملف مجمع الصناعات الحربية، محادثات في دمشق مع رأس النظام السوري ركزت على التعاون التجاري - الاقتصادي بين الجانبين. وكان روغوزين قد وصل دمشق يوم أمس على رأس وفد كبير ضم نوابا لوزراء الخارجية والدفاع والتنمية الاقتصادية، فضلا عن عدد كبير من ممثلي الشركات الروسية الذين أبدوا استعدادا للعمل في سوريا حتى في ظل الحرب الدائرة هناك، وبينهم ممثلون عن شركات نفط وغاز.
وتسعى روسيا، على ما يبدو، في ظل الحرب الدائرة في سوريا، للحصول على ما لم يقدمه لها النظام أيام السلم، وتحديدا الاهتمام بنشاط الشركات الروسية في سوريا ومنحها الأفضلية انطلاقا من طبيعة العلاقات بين الجانبين. ولا تزال موسكو تذكر الكثير من المواقف التي منح النظام فيها الأفضلية لشركات غربية في مشاريع عملاقة في مجال النفط والغاز، فضلا عن مشاريع أخرى كان آخرها صفقة الطائرات المدنية، عندما فضل النظام عرضا فرنسيا على العرض الروسي، لكنه عاد ومنح الروس الأفضلية بعد أن تدهورت علاقاته مع باريس بسبب الأزمة.
وأكد روغوزين في تصريحات لوكالة «تاس»، يوم أمس، أن الوفد الروسي توصل لاتفاق مع رأس النظام السوري على افتتاح «ممر جمركي أخضر» لتصدير المنتجات الزراعية السورية إلى روسيا، لافتا إلى أن الجانب الروسي سيتمكن بفضل هذا الاتفاق من اختيار المنتجات التي تناسبه لاستيرادها.
وتحفظ روغوزين عن ذكر أسماء الشركات الروسية، مبررا ذلك بأنها «ستواجه العقوبات الغربية بسبب عملها في سوريا»، لافتًا إلى أن «المشاريع الأضخم في مجال الطاقة والمواصلات تم عرضها اليوم على الأسد»، وموضحا أن الشركات الروسية «ستعمل حتى في ظروف الحرب، لتقوم بأعمال بناء وإعادة إعمار، وتساهم في خلق واقع اقتصادي جديد»، مؤكدا أن الوفد «اتفق مع الجانب السوري على أن كل شركة روسية ستحصل على اهتمام دقيق من جانب الحكومة السورية»، وأن رأس النظام السوري شخصيا تعهد للوفد الروسي بتشكيل نظام تفضيلي لكل شركة روسية.
ومثلما دخلت عسكريا إلى سوريا لفترة غير محدودة الأجل وفق ما يؤكد المسؤولون الروس، فإن روسيا تنوي كذلك الدخول اقتصاديا إلى سوريا لفترة غير محدودة الأجل، وهو ما تشير إليه تصريحات روغوزين التي قال فيها إن المسألة الأهم التي يجري بحثها مع الجانب السوري فهي «كيف يتم تثبيت مصالح روسيا الاقتصادية ولمدة طويلة من الزمن (في سوريا)»، موضحا أن تثبت تلك المصالح «ممكن عبر المشاركة في المشاريع الضخمة لإعادة تأهيل الاقتصاد السوري، والمشاركة في بناء شبكات الطاقة، والموانئ وغيره من مشاريع البنى التحتية الضخمة»، مؤكدا أنه تم الاتفاق خلال المحادثات على كل تلك الأمور، وأن «سيتم تنفيذ كل ما هو ممكن تنفيذه في ظل هذه الظروف المعقدة للغاية».
في موضوع آخر على صلة بالشأن السوري هاجم وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، واتهمه بتقويض قرار مجلس الأمن الدولي حول المفاوضات السورية. وكان لافروف قد قال في تصريحات، يوم أمس، إن «الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها الخاص ستيفان دي ميستورا منذ ما يزيد على نصف عام تخرب قرار مجلس الأمن الدولي الذي ينص على عقد حوار داخلي سوري دون شروط مسبقة»، وجاء كلام لافروف بهذا الصدد في سياق إجابته عن سؤال حول موقف موسكو من الدعوة لمؤتمر للحوار في دمشق، وإذ رحب وزير الخارجية الروسية بالطرح الذي يجري الحديث حوله، تمهيدا لحوار مع النظام، فقد رأى أن «تخريب دي ميستورا للقرار حول المفاوضات لم يبق من مخرج سوى أن تأخذ المعارضة زمام المبادرة بيدها وتقوم بتنظيم حوار سوري - سوري».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.