احتجاجات في واشنطن وباريس على تصريحات ترامب إبان حملته الانتخابية

أوباما يدعو مواطنيه إلى التريث قبل الحكم على الرئيس المنتخب

جانب من مظاهرة ضد الرئيس المنتخب الأميركي دونالد ترامب أمام برجه في منهاتن أول من أمس (أ.ف.ب)
جانب من مظاهرة ضد الرئيس المنتخب الأميركي دونالد ترامب أمام برجه في منهاتن أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

احتجاجات في واشنطن وباريس على تصريحات ترامب إبان حملته الانتخابية

جانب من مظاهرة ضد الرئيس المنتخب الأميركي دونالد ترامب أمام برجه في منهاتن أول من أمس (أ.ف.ب)
جانب من مظاهرة ضد الرئيس المنتخب الأميركي دونالد ترامب أمام برجه في منهاتن أول من أمس (أ.ف.ب)

ذكرت تقارير إعلامية أن المئات تظاهروا في العاصمة الأميركية واشنطن، أول من أمس، تعبيرًا عن غضبهم من احتشاد قوميين بيض للاحتفال بفوز رجل الأعمال الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة.
وقالت قناة «سي إن إن» إن رجلاً أصيب عندما ترك الحشد في مبنى رونالد ريغان ومركز التجارة الدولية، وتشاجر مع عدة محتجين، ونشرت القناة صورة للمصاب وعلى رأسه آثار دماء بعد الشجار.
ومنذ فوز ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني)، خرجت احتجاجات كبيرة في عدد من المدن الأميركية، وشجب المتظاهرون خطابات ترامب النارية في أثناء الانتخابات فيما يتعلق بالمهاجرين غير الشرعيين والمسلمين والنساء. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن جماعة تنتمي لحركة «اليمين البديل»، وتعرف باسم المعهد القومي للسياسة، نظمت الحشد، أول من أمس (السبت)، على بعد أمتار من البيت الأبيض. وتناهض هذه الحركة تعدد الثقافات والهجرة، ويشتهر أتباعها بتبني آراء تعادي السامية.
وأضافت الصحيفة أن المشاركين في الحدث احتفلوا بفوز ترامب الذي وصفه ريتشارد بي سبنسر، رئيس ومدير المعهد القومي للسياسة، بأنه «صحوة».
وفي باريس، تظاهر ما بين 300 و400 شخص، معظمهم من الأميركيين، السبت، للاحتجاج ضد الرئيس الأميركي المنتخب الذي اتهموه بـ«العنصرية» و«التمييز الجنسي». وقال الطالب الأميركي المقيم في باريس منذ 6 أشهر، يوسف المجرابي: «لسنا هنا للاحتجاج على نتيجة الانتخابات، نحن نحترم العملية الديمقراطية. لكن في المقابل، نحن لا نحترم قيمه (ترامب)». وسار المتظاهرون رافعين لافتات كتب عليها: «دامب ترامب» (أي: تخلوا عن ترامب)، أو «باريس ضد ترامب»، حتى برج إيفل. وكتب أحد المتظاهرين: «أقيموا حائطًا حول ترامب، سأدافع عن ذلك»، في إشارة إلى الجدار الذي وعد ترامب بإقامته على الحدود مع المكسيك.
وبعض المتظاهرين، على غرار جيسي كانيلوس التي تعمل بباريس منذ أشهر، أتت للتعبير عن استيائها، وقالت: «بكيت كثيرًا في الـ48 ساعة التي تلت الانتخابات، ولا أزال مصدومة، لكن يجب أن نستمر، ووجودي هنا يساعدني كثيرًا». وقد انضم فرنسيون إلى المظاهرة.
وقال سيلفستر جافار، أحد المنظمين، لإذاعة فرنسا الدولية إن «هذه الانتخابات لها انعكاسات على العالم بأسره، وليس فقط على الولايات المتحدة»، في إشارة إلى انتقادات ترامب للتحالف عبر الأطلسي، واتفاق المناخ، والاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.
من جهته، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما من أميركا اللاتينية مواطنيه الذين يعتريهم القلق بألا يخلصوا إلى استنتاجات سلبية بشأن الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي سبق وقال عنه إنه «لا يصلح للعمل في البيت الأبيض».
وفي المحطة الأخيرة من جولة وداع دولية، شملت زيارة اليونان وألمانيا، واصل أوباما جهوده لتهدئة المخاوف التي ثارت منذ أن فاز رجل الأعمال الجمهوري في انتخابات الرئاسة. وقال أوباما لمجموعة من الشباب خلال لقاء في بيرو أول من أمس السبت: «رسالتي الأساسية لكم.. والرسالة التي أكدت عليها في أوروبا، هي فقط ألا تفترضوا الأسوأ». وتابع: «انتظروا حتى تبدأ الإدارة الجديدة عملها وتضع بالفعل سياساتها، وعندها يمكنكم أن تصدروا أحكامكم بشأن ما إذا كانت تتفق مع جهود المجتمع الدولي للعيش المشترك في سلام ورخاء».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.