1200 فعالية تحول مفهوم «الابتكار» إلى ثقافة في الإمارات

مشاركة واسعة من القطاعين العام والخاص في ورش عمل وأنشطة متنوعة

جانب من الفعاليات المقررة خلال الدورة الثانية من «اسبوع الإمارات للابتكار» الذي ينطلق في دبي اليوم
جانب من الفعاليات المقررة خلال الدورة الثانية من «اسبوع الإمارات للابتكار» الذي ينطلق في دبي اليوم
TT

1200 فعالية تحول مفهوم «الابتكار» إلى ثقافة في الإمارات

جانب من الفعاليات المقررة خلال الدورة الثانية من «اسبوع الإمارات للابتكار» الذي ينطلق في دبي اليوم
جانب من الفعاليات المقررة خلال الدورة الثانية من «اسبوع الإمارات للابتكار» الذي ينطلق في دبي اليوم

تنطلق اليوم فعاليات الدورة الثانية من أسبوع الإمارات للابتكار، حيث تسعى البلاد من خلال هذه الفعالية إلى تعزيز مفهوم الابتكار عبر مجموعة من الفعاليات الحكومية والخاصة، التي تقدم أهم مستجدات الحلول المبتكرة في العالم، للمساهمة في تعزيز الرفاهية ورفع معدلات السعادة.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن الابتكار ثروة مستدامة وأساس لتطور الشعوب وتقدم الدول إلى المستقبل، وأن بلاده انتهجت الابتكار ثقافة عمل وأسلوب حياة لبناء مجتمع معرفي يقوده المبتكرون ذوو الرؤى المستقبلية، لتعزيز مسيرة دولتهم وترسيخ مكانتها العالمية.
وأضاف: «نجحنا بتحويل الابتكار إلى ثقافة عمل للحكومة وممارسة يومية، ونريد التركيز خلال المرحلة المقبلة على الابتكار المجتمعي، ونريد تفعيل مشاركة المجتمع في طرح الأفكار والمبادرات المبتكرة التي تفيد الناس، والحكومة جاهزة لتبني هذه الأفكار وتحويلها إلى واقع».
وزاد: «نريد مبادرات ومشاريع تركز على الارتقاء بالمجتمع وقطاعاته، مشاريع من المجتمع وإليه، تؤسس للغد وتنهض بمستويات الحياة، فالابتكار بالنسبة لنا هو إطار عمل نشهد تطبيقاته في خدمات ومبادرات الجهات الحكومية».
ودعا الأفراد والجهات الحكومية والشركات والمؤسسات الأكاديمية والجامعات على تطوير منصات ومختبرات ابتكارية، وتكثيف الجهود البحثية في القطاعات الحيوية، لبناء منظومة متكاملة تدعم إحداث تغيير حقيقي في حياة الناس، وتعزز موقع دولة الإمارات عاصمة عالمية للابتكار.
وأشار نائب رئيس دولة الإمارات: «تعلمنا من دروس التاريخ أن الحضارات التي سادت لم تكن لتستمر بفضل قوتها أو ثروتها المادية فقط، بل بفضل جهود أبنائها وقدراتهم المتجددة في ابتكار الحلول للتحديات التي واجهاتها، أما الحضارات التي توقفت عن العمل والتعلم والبحث عن الفرص المستقبلية فقد تراجعت وطوتها كتب التاريخ».
وتعمل إمارة دبي من خلال فعالياتها على تحفيز القطاعات المستهدفة في الاستراتيجية الوطنية للابتكار والاطلاع على الآفاق المستقبلية لقطاعات الطاقة المتجددة والنقل والتعليم والصحة والمياه والتكنولوجيا والفضاء، من خلال فعاليات وأنشطة نوعية وموزعة على كل أنحاء الإمارة، وعلى مدار الأسبوع لدعم محتوى الابتكار وتقديمه بقوالب مختلفة للمساهمة في تعزيز وتبني نهجه.
من جهته قال محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس اللجنة العليا لأسبوع الإمارات للابتكار، إن الأسبوع أصبح مناسبة وطنية للاحتفاء بالابتكار والمبتكرين، تعبر عن توجهات البلاد بتشجيع تبني الابتكار نهجًا للعمل وثقافة مجتمعية، مشددًا على أهمية تضافر جهود جميع الجهات، بما فيها القطاعان الحكومي والخاص والهيئات والمؤسسات المجتمعية، وبناء شراكات فاعلة لإرساء أسس بناء مجتمع معرفي.
ويشهد أسبوع الإمارات للابتكار في دورته الثانية مشاركات مكثفة من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والشركات الرائدة في القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية والأكاديمية والمجتمعية، التي ستنظم خلاله 1200 فعالية ومبادرة ومشروع.
تشمل أجندة الفعاليات افتتاحا رسميا للمركز الدولي لتسجيل براءات الاختراع والمتنزه العلمي لجامعة الإمارات، وإقامة المعرض الوطني للابتكار، وتنظيم «القمة العالمية للابتكار المباشر» لتشجيع الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى معرض الابتكارات الحكومية ومهرجان العلوم والتكنولوجيا، وعدد من فعاليات الابتكار.
كما تتضمن أجندة الفعاليات المبتكرة إقامة عدد من الفعاليات في قطاعات مختلفة كالأمن والإسكان شؤون المجتمع والطيران والاقتصاد والتمويل، ومعرضًا للمشاريع والمبادرات المبتكرة. يذكر أن أسبوع الإمارات للابتكار ينطلق تحت شعار «الابتكار.. ممارسة يومية»، ويتضمن مجموعة من الفعاليات الحكومية والخاصة الهادفة إلى ترسيخ الأسبوع كأهم وجهة للابتكار والمبتكرين في المنطقة.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».