مجلس النواب الأميركي يمرر مشروع قانون بمنع صفقة بيع طائرات لإيران

الجمهوريون يتهمون أوباما بتقديم تنازلات لطهران والبيت الأبيض يهدد بفيتو رئاسي ضد مشروع القرار

مجلس النواب الأميركي يقر قانونا جديدا يمنع وزارة الخزانة من ترخيص صفقات تجارية تسمح ببيع طائرات إلى طهران (أ.ف.ب)
مجلس النواب الأميركي يقر قانونا جديدا يمنع وزارة الخزانة من ترخيص صفقات تجارية تسمح ببيع طائرات إلى طهران (أ.ف.ب)
TT

مجلس النواب الأميركي يمرر مشروع قانون بمنع صفقة بيع طائرات لإيران

مجلس النواب الأميركي يقر قانونا جديدا يمنع وزارة الخزانة من ترخيص صفقات تجارية تسمح ببيع طائرات إلى طهران (أ.ف.ب)
مجلس النواب الأميركي يقر قانونا جديدا يمنع وزارة الخزانة من ترخيص صفقات تجارية تسمح ببيع طائرات إلى طهران (أ.ف.ب)

صوت مجلس النواب ظهر أمس بالموافقة على مشروع قانون يمنع الحكومة الأميركية من تسهيل بيع طائرات تجارية لإيران، ويحظر على وزارة الخزانة الأميركية إصدار تصريحات للبنوك الأميركية لإبرام الصفقة ببيع أكثر من 200 طائرة ركاب بين شركتي «بوينغ» و«إيرباص» الأميركيتين وإيران، التي أقرتها إدارة أوباما وتبلغ مليارات الدولارات.
وجاء التصويت أمس بأغلبية 243 مقابل اعتراض 174 عضوا، وقاد الجمهوريون بمجلس النواب موجة الاعتراض، مشيرين إلى انتقادات كثيرة لبيع طائرات تجارية أميركية لدولة تعد أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، ولم تذعن لقرارات الأمم المتحدة في مجال إجراء اختبارات للصواريخ الباليستية.
واتهم الجمهوريون إدارة أوباما بتقديم تنازلات لإيران في إطار الصفقة النووية. في المقابل، حذر الديمقراطيون بمجلس النواب من أن تمرير القانون يتعارض مع الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة الرئيس باراك أوباما ومجموعة الخمسة زائد واحد مع إيران وأشاروا إلى توقع فيتو رئاسي من إدارة أوباما على مشروع القانون.
في المقابل، اتهم الأعضاء الديمقراطيون الحزب الجمهوري بمحاولة اللعب سياسيا خلال الأيام الأخيرة المتبقية من إدارة أوباما.
وقال النائب الجمهوري بيل هويزنجا في تصريح صحافي: إن «هذا القانون من شأنه أن يبقي الأميركيين بعيدا عن دولة تصفها وزارة الخارجية الأميركية في إدارة أوباما بأنها أكبر دولة راعية للإرهاب، وتصفها وزارة الخزانة بأنها دولة تثير القلق في مجال غسل الأموال».
في هذا الصدد، قال النائب الجمهوري بيتر وركسام إن «صفقة بيع طائرات أميركية لإيران هي صفقة سيئة وفكرة رهيبة وثبت أنها أسوأ عندما علمنا عن الصفقات الجانبية السرية التي تقدم تنازلات للنظام الإيراني، وحتى الذين ساندوا الصفقة النووية مع إيران عليهم اليوم دعم مشروع القانون لمنع بيع الطائرات الأميركية إلى إيران».
وأضاف وركسام أن «هذه الصفقة السيئة تلزم الولايات المتحدة بالسماح للمصارف الأميركية بتمويل جهود إيران لإعادة بناء أسطولها الجوي، وهذا غير معقول».
واستنكر روسكام مشاركة شركة «يونيغ» في الصفقة وقال: إنه «ليس افتراضا أن تسعى إيران إلى استخدام هذه الطائرات عسكريا، ونعرف أن الجيش الإيراني استولى على طائرات بونيغ كانت تستخدم مدنيا في السابق و(بوينغ) بانخراطها في هذه الصفقة تعزز حرفيا القدرات العسكرية لأكبر دولة راعية للإرهاب في العالم».
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أصدرت تصريحا للبنوك الأميركية بأخذ الخطوات المالية المطلوبة لإتمام صفقة بيع طائرات بيونغ إلى إيران بموجب الاتفاق النووي مع إيران الذي يتيح بيع طائرات وقطع غيار، وهو ما دفع الكونغرس إلى مناقشة القرار وسن مشروع قانون يمنع وزارة الخزانة من إعطاء تصريحات للبنوك بإتمام صفقة البيع.
وخلال اليومين السابقين في مناقشات مجلس النواب لمشروع القانون، أبدى الجمهوريون تمسكهم بتمرير التشريع لمنع إدارة أوباما من تسهيل بيع الطائرات الأميركية إلى إيران، ومنع إدارة أوباما من إعطاء الإعفاءات القانونية لشركة «بوينغ» وشركات أميركية أخرى حتى يتمكنوا من عقد صفقات مع إيران. في المقابل، توعدت إدارة أوباما باستخدام حق النقض ضد التشريع.
وتقضي الصفقة بالسماح لكل من شركتي «إيرباص» و«بوينغ» لبيع أو تأجير أكثر من 200 طائرات إلى شركة «إيران إير» بما يساعد في تحديث وتوسيع الأسطول الجوي الإيراني القديم الذي تقادم تحت وطأة العقوبات الاقتصادية المفروضة منذ سنوات.
وأبدى بعض أعضاء الكونغرس مخاوف من إقدام إيران على استخدام تلك الطائرات لأغراض عسكرية، مثل نقل مقاتلين لمحاربة القوات الأميركية، أو مساندة النظام السوري في قتله المدنيين في سوريا. وكانت تقارير دولية ذكرت أن شركة «ماهان» تقوم بعملية إسناد لقوات الحرس الثوري في المعارك السورية.
وبتمرير مشروع القانون في مجلس النواب، ينتظر أن يناقشه مجلس الشيوخ، ويشير المحللون إلى أن تمرير مشروع القانون لمنع بيع الطائرات في مجلس النواب ربما يجد بعض العراقيل للحصول على موافقة مجلس الشيوخ أيضا، حيث يتطلب دعما من الديمقراطيين بمجلس الشيوخ، وربما يتأخر مناقشته حتى مجيء إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب في أواخر يناير (كانون الثاني) المقبل. حيث سيزيد الجمهوريون من الضغوط والجهود لوقف هذه الصفقة والحصول على دعم الديمقراطيين لمشروع القانون.
ويؤكد المحللون، أن إدارة ترامب ستوافق على تمرير مشروع القانون وتوقيعه ليصبح قانونا ساريا باعتبار هذا القانون سيعد فرصة عظيمة لإدارة ترامب لإظهار تشددها في مجال الأمن القومي الأميركي.
وتقول جينيفر روبين، المحللة بصحيفة «واشنطن بوست»: «إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب سيكون واعيا لمخاطر الصفقة مع إيران وسيعمل كل من الكونغرس والبيت الأبيض بتناغم وفهم في هذا الأمر».
وإذا تم تمرير مشروع القانون في الكونغرس، فإنه سيمنع وزارة الخزانة الأميركية من السماح لأي مؤسسة مالية أميركية من إجراء معاملات مالية تتعلق بتصدير أو إعادة تصدير طائرات تجارية إلى إيران، وإلغاء أي تصريحات تم توفيرها قبل تمرير مشروع القانون ليسمح لشركتي «بوينغ» و«إيرباص» بالقيام بمبيعات طائرات إلى إيران، كما سيحد القانون من قدرة التصدير والاستيراد الأميركي من تمويل أي صفقات بيع إلى إيران.
وتسود حالة من التردد بالفعل لدى المصارف الأميركي التي تتردد في تمويل صفقات بيع الطائرات لإيران؛ خوفا من الوقوع تحت طائلة العقوبات المفروضة بالفعل على إيران التي تحظر التعامل بين المؤسسات المالية الأميركية ورجال الأعمال الإيرانيين.
من جانب آخر، كان البيت الأبيض قد أصدر بيانا الثلاثاء الماضي أشار فيه إلى أن مشروع القانون الذي يناقشه مجلس النواب سيكبل قدرة الولاية المتحدة على الوفاء بالتزاماتها في الخطة الشاملة للعمل المشترك طبقا للاتفاق النووي مع إيران. وشدد البيت الأبيض على أن صفقة الطائرات الأميركية لإيران هي صفقة لطائرات ركاب تجارية، وستكون محصورة في الاستخدامات المدنية. لكن يتشكك رجال الكونغرس في إمكانية أن تقوم إيران بتحويل الطائرات المدنية لاستخدامها في قواتها العسكرية، مشيرين أن إيران قامت بذلك في السابق.



قائد الجيش الإسرائيلي يأمر بالتأهب لمواجهة «هجوم إيراني محتمل»

صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025
صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025
TT

قائد الجيش الإسرائيلي يأمر بالتأهب لمواجهة «هجوم إيراني محتمل»

صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025
صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025

قرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، رفع مستوى التأهب لمواجهة أي هجوم إيراني مباغت، على الرغم من أن التقديرات تشير إلى «احتمالات ضعيفة للغاية».

وأوضحت مصادر أمنية مقربة منه أن التصريحات المتداولة في واشنطن وتل أبيب بشأن تصاعد التوتر واحتمالية شن هجوم أميركي على طهران لا تعكس بالضرورة قراراً وشيكاً.

وأضافت المصادر أن الرئيس جو بايدن وفريقه للأمن القومي ناقشوا مختلف الخيارات والسيناريوهات، بما في ذلك مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، لكن الرئيس لم يتخذ حتى الآن قراراً نهائياً بهذا الشأن.

وأفادت المصادر بأن بعض القوى في الجهاز الأمني الإسرائيلي ترى أن التغيرات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، عقب الضربات التي تلقتها إيران و«حزب الله» اللبناني و«حماس»، التي بلغت ذروتها بانهيار نظام بشار الأسد في سوريا، قد تدفع إيران لاتخاذ إجراءات انتقامية متطرفة ضد إسرائيل.

ومع ذلك، تؤكد التقديرات السائدة بين القيادات الأمنية في تل أبيب أن هذا الاحتمال لا يزال ضعيفاً للغاية. لكن، حرصاً على عدم وقوع مفاجآت، أصدر هيرتسي هليفي توجيهات باتخاذ تدابير احترازية صارمة، بما في ذلك رفع جاهزية سلاح الجو وقوات الدفاع الجوي للتعامل مع أي تطورات محتملة.

تحديات طهران

ويرى المؤيدون لاحتمالية قيام إيران بشن هجوم على إسرائيل في الوقت الراهن أن تدهور الأوضاع الداخلية في طهران يشكل دافعاً لمثل هذا التحرك. ويتجلى هذا التدهور في الانهيار الحاد لقيمة الريال الإيراني، وتصاعد الانتقادات للمسؤولين، وعودة بوادر الاحتجاجات الشعبية، بالإضافة إلى مشكلات التلوث وانقطاع التيار الكهربائي، والضغوط الأميركية المتزايدة. ومن المرجح أن تتفاقم هذه التحديات مع دخول الرئيس الجديد، دونالد ترمب، إلى البيت الأبيض، مما يضع حكام إيران أمام تحديات إضافية.

ووفقاً لما نقله موقع «واللا» العبري، فإن ترمب، المعروف بسياساته غير المتوقعة، قد يتخذ خطوات مفاجئة من شأنها خلخلة التوازنات القائمة في المنطقة. وفي السياق ذاته، تناولت صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، الأحد، هذا الموضوع، مشيرةً إلى أن هذه التحولات تصب في مصلحة إسرائيل، نظراً لدعم ترمب المطلق لها ورفضه القاطع السماح لإيران بتطوير قدراتها النووية.

في هذا السياق، أفادت مصادر أمنية في تل أبيب بوجود «قلق واضح» في إسرائيل والولايات المتحدة من احتمال أن تقدم طهران على اتخاذ «خطوة متطرفة»، رداً على الضربات التي تلقتها أو قد تتلقاها مستقبلاً، تتمثل في التوجه نحو تطوير تسلح نووي بوتيرة متسارعة. وترى تل أبيب وواشنطن أن من واجبهما التدخل بالقوة لمنع هذا السيناريو.

صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش هيرتسي هليفي أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025

خيارات العمل العسكري

وفي تقرير نشره مراسل «أكسيوس» في تل أبيب، باراك رافيد، أشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش مع مستشاريه احتمالية شن هجوم أميركي على المنشآت النووية الإيرانية. وأوضح التقرير أن هذا الخيار سيصبح وارداً في حال توافرت معلومات تفيد بأن طهران بدأت بتحقيق تقدم سريع في تطوير أسلحة نووية، وذلك قبل تسلم الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، مهامه الرسمية في البيت الأبيض في العشرين من الشهر الحالي.

وجاء في تقرير موقع «واللا» الإلكتروني، الخميس الماضي، أن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، عرض على بايدن «قبل بضعة أسابيع» خيارات لشن عمل عسكري أميركي ضد المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في حال تسارع النظام في طهران نحو تطوير أسلحة نووية قبل نهاية ولاية بايدن في 20 من الشهر الحالي، وفقاً لما نقل عن ثلاثة مصادر مطلعة.

وأشار التقرير إلى أن توجيه ضربة أميركية ضد البرنامج النووي الإيراني خلال فترة يعد فيها بايدن «بطة عرجاء» سيكون بمثابة مقامرة كبرى. فمن جهة، أكد الرئيس الأميركي التزامه بمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، لكن من جهة أخرى، فإن تنفيذ هجوم كهذا قد ينطوي على خطر نقل أزمة إقليمية أكبر في الشرق الأوسط إلى خليفته، دونالد ترمب.

وذكرت المصادر أن «بايدن وفريقه للأمن القومي ناقشوا خلال الاجتماع مختلف الخيارات والسيناريوهات، لكن الرئيس لم يتخذ قراراً نهائياً». وأضافت أن بعض مساعدي بايدن، ومن بينهم سوليفان، «يرون أن تآكل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية والقدرات الصاروخية، إلى جانب الضعف الكبير لوكلاء إيران في المنطقة، قد يعزز فرص توجيه ضربة ناجحة ضد المنشآت النووية، مع تقليل مخاطر الانتقام الإيراني والتصعيد الإقليمي».

وقال الدبلوماسي السابق، داني زاكن، إن «ترمب، يبدو مصمماً على استعادة مكانة الولايات المتحدة كأكبر قوة عالمية. لا يبدو هذا التقدير بعيداً عن الواقع، حيث من المتوقع أن تكون ولايته هذه مختلفة تماماً عن (الولايات العادية) التي شهدتها إدارة الرؤساء الديمقراطيين ومعظم الجمهوريين، وأن التغييرات ستتم بسرعة أكبر وبعظمة أكبر من تلك التي حدثت في ولايته السابقة». وأضاف: «استناداً إلى محادثات أجريتها مع مسؤولين سابقين وآخرين في الإدارة المقبلة، ومع موظف كبير في البنتاغون، إضافة إلى مصدر سياسي إسرائيلي مطلع على الاتصالات مع كبار مسؤولي الإدارة الجديدة، تبدو الأمور أكثر من إيجابية لإسرائيل، ولديها طابع عملي للغاية».

وفيما يتعلق بإيران وإمكانية شن هجوم ضدها، قال زاكن إن هناك نيةً من الإدارة الجديدة لتوسيع وتطبيق العقوبات على صادرات النفط الإيراني إلى الصين، وهو المصدر الأساسي لتمويل النظام في طهران. ومع ذلك، من المحتمل أن يفضل ترمب خوض مفاوضات مع النظام الإيراني على أساس التهديد، بهدف التوصل إلى اتفاق يجبره على التنازل الكامل عن برنامجه النووي تقريباً.

وأضاف: «ترمب ليس من محبي الحروب، بل هو محب للصفقات الكبيرة، ومصمم على تنفيذها بسرعة». وذكر أيضاً: «ترمب يسعى لصفقة كبرى، شاملة، تقوم على أساس (صفقة القرن) من جوانب اقتصادية وأمنية. الرئيس الحالي ليس دونالد ترمب 2017، بل أصبح أكثر نضجاً بكثير، ويعرف خفايا الإدارة. على مدار سنوات إدارة بايدن، تابع عن كثب القضايا المركزية، خصوصاً القضايا الخارجية. وإذا كان قد احتاج إلى عامين في ولايته السابقة لتنفيذ التغييرات الكبرى في الشرق الأوسط، فسيتم ذلك الآن في بداية ولايته».

وحسب مصدر آخر نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن ترمب يسعى إلى اتفاق مع إيران، لكنه يعتمد على إسرائيل للضغط العسكري على طهران، بهدف تسريع تراجعها عن مطالبها السابقة والتوجه نحو اتفاق نووي يرضي جميع الأطراف.