«مسك الخيرية» توقع مذكرة تفاهم مع «أوداسيتي» لإنشاء أول مركز تدريبي لها في الرياض

تعاون مع «سيسكو» لدعم برامج تعزز قدرات الشباب تقنيًا

الأمين العام لمؤسسة مسك الخيرية بدر العساكر أثناء توقيع اتفاقية «مسك» مع أوداسيتي
الأمين العام لمؤسسة مسك الخيرية بدر العساكر أثناء توقيع اتفاقية «مسك» مع أوداسيتي
TT

«مسك الخيرية» توقع مذكرة تفاهم مع «أوداسيتي» لإنشاء أول مركز تدريبي لها في الرياض

الأمين العام لمؤسسة مسك الخيرية بدر العساكر أثناء توقيع اتفاقية «مسك» مع أوداسيتي
الأمين العام لمؤسسة مسك الخيرية بدر العساكر أثناء توقيع اتفاقية «مسك» مع أوداسيتي

وقّعت مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية»، على هامش منتدى مسك العالمي في الرياض أمس، مذكرة تفاهم مع شركة «أوداسيتي» الأميركية لإنشاء أول مركز تدريبي للشركة في الرياض تحت اسم «أوداسيتي كونيكت» بهدف تنمية مهارات الطلبة في المجالات التي تلبي احتياجات العمل المستقبلية، كما وقّعت مذكرة تفاهم مع شركة «سيسكو»، بهدف إعداد قيادات شابة تمتلك مهارات ريادية وتقنية بما يتناسب مع التوجهات المستقبلية واحتياجات سوق العمل.
ويهدف برنامج «أوداسيتي كونيكت» المخصص للمنح الدراسية إلى بناء المهارات التي يحتاجها الطالب الراغب بالعمل في قطاع التقنية، من خلال تدريب 150 طالبا في مرحلة أولى، ثم زيادة عدد الملتحقين بالبرنامج حتى يصل إلى 2500 طالب في نهاية عام 2017، ومن المتوقع أن يغطي المناطق الإدارية للمملكة لاحقًا. وتعليقًا على ذلك، أكد الأمين العام لمؤسسة «مسك الخيرية» بدر العساكر، أن أهمية التقنية تتجلى بوصفها جزءا مهما من منظومة الجهود التي تُبذل ضمن «رؤية المملكة 2030»، مشيرًا إلى أن تنويع الاقتصاد يتطلب الاستثمار في تعليم المواهب الشابة السعودية وفق أفضل المعايير الدولية، حيث أثبتت برامج «أوداسيتي» قدرتها على التحديث وإكساب المهارات العملية للملتحقين بها، فاستحقت بذلك أن تكون ريادية في مجالها.
وقال مؤسس شركة «أوداسيتي» سيبستيان ثرون، إن مهمة الشركة تكمن في تسهيل وتوفير التعليم للأفراد وتنمية مهاراتهم للحصول على الوظيفة التي يرغبون بها، معبرًا عن مدى سعادته بالتعاون مع مؤسسة «مسك الخيرية» لتوفير برامج «أوداسيتي» وإنشاء مركز أكاديمي للطلبة السعوديين، متطلعًا إلى أن تكون هذه الاتفاقية ملهمة لجيل صاعد من الطلاب السعوديين من أجل دعم الابتكار في مختلف مناطق المملكة. وأوضحت الشركة أن الطالب الملتحق ببرنامج «نانو ديغري» أحد برامج الشركة، سيتمكن من تطوير تقنيات «أندرويد» والويب وعلم البيانات، مشيرة إلى أن مناهج البرنامج تم إعدادها بالتعاون مع شركات رائدة في تقنية المعلومات والاتصالات، تشمل «غوغل»، و«فيسبوك»، و«آي بي إم»، و«إيه تي آند تي». وأضافت أن برنامج «نانو ديغري» يهدف إلى تنمية مهارات الطلبة في المجالات التي تلبي احتياجات العمل المستقبلية، كوظائف هندسية في تقنية السيارات ذاتية القيادة والتعليم الآلي، ومطوري الواقع الافتراضي، ومطوري الهواتف الذكية، ومحللي البيانات، مؤكدة أن الطلبة الملتحقين سابقًا ببرامجها استطاعوا الانتقال مباشرة إلى المهن التي تلقوا فيها تعليمًا مشابهًا.
وأفادت «أوداسيتي» بأن الطالب سيلتحق ببرنامج تأهيلي مكثف مدته ثلاثة أشهر لتنمية مهاراته في مجال التقنية، إلى جانب تلقيه التعليم الإلكتروني وإقامة المشاريع وحضور جلسات تدريبية مدتها ثلاث ساعات أسبوعيًا، وبانتهاء البرنامج سيقدم الطالب مشروعه الشخصي لزملائه في الفصل وأمام أصحاب العمل الراغبين في استقطابه للعمل لديهم.
ومن المتوقع أن يتم فتح التسجيل للراغبين بالالتحاق بالبرنامج في الرياض خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) 2016، بينما تنطلق الدورة الأولى من البرنامج في نهاية عام 2016 وبداية عام 2017.
أما مذكرة التفاهم بين «مسك الخيرية» و«سيسكو»، فتضع إطارًا لخطة العمل بين الطرفين لتمكين المواهب الشابة السعودية بالأدوات المناسبة في مجالات الثقافة والتقنية والأعلام والمعرفة، التي من شأنها إطلاق جيل من قادة الوطن بما ينسجم مع جهود وبرامج «رؤية المملكة 2030» وتحويلها إلى واقع ملموس. وقال الأمين العام لمؤسسة «مسك الخيرية»، بدر العساكر، إن المؤسسة تسعى من خلال جهودها ومبادراتها إلى المساهمة في تعزيز المواهب الشبابية وتمكينهم من أجل إقامة مشاريع ريادية تشكل مستقبلاً للاقتصاد الرقمي في المملكة، مؤكدًا أن هذا لا يعني فقط تنمية مجموعة من المهارات، ولكن توفير بيئة تسمح لهم بالنمو والارتقاء في مجالهم.
من جهته، أوضح المدير العام لشركة سيسكو السعودية، عبد الله السياحة، أن المملكة تشهد مرحلة تحول مهمة، وسيكون الشباب الفئة المستهدفة لقيادة تلك المرحلة الانتقالية في ضوء تنامي أهمية الاقتصاد الرقمي، مؤكدًا أن هذه الشراكة الثنائية ستوفر بيئة محفزة ودينامكية للشباب لكي يبتكر ويبدع في إقامة المشاريع الناشئة.
ووفقًا للمذكرة، ستركز جهود الطرفين على دعم الشباب السعودي لقيادة قطاع الاقتصاد الرقمي من خلال إعداد القوى العاملة وتنمية مهاراتهم التي تفي باحتياجات سوق العمل المستقبلية، إلى جانب أن مذكرة التفاهم الثنائية ستمهد الطريق لتطوير البرامج التعليمية والتدريبية الأخرى وستصبح منصة لتبادل المعارف والخبرات في حقول التقنية وريادة الأعمال.
إلى ذلك، أكد الرئيس التنفيذي لشركة «سيسكو»، جون شامبرز، في كلمة ألقاها أمام مشاركي منتدى مسك العالمي تحت عنوان «الشباب ورقمنة الابتكار القائم على اقتصاد»، الدور الحيوي الذي سيلعبه الشباب السعودي في تحقيق مستهدفات التحول الوطني والاستفادة من تجارب الدول الأخرى في نشر ثقافة الابتكار وريادة الأعمال.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».