4 كيلومترات تفصل القوات العراقية عن مركز مدينة الموصل

بعد اقتحام حي البكر أهم معاقل «داعش» فيها

4 كيلومترات تفصل القوات العراقية عن مركز مدينة الموصل
TT

4 كيلومترات تفصل القوات العراقية عن مركز مدينة الموصل

4 كيلومترات تفصل القوات العراقية عن مركز مدينة الموصل

كثفت القوات المسلحة العراقية قتالها لتنظيم "داعش" اليوم (الاربعاء)، في حي الزهراء بشرق الموصل. فيما شوهدت سُحُب ضخمة من الدخان تتصاعد فوق المنطقة السكنية عقب معارك عنيفة وضربات استهدفت مخابئ المتطرفين.
وقال جهاز مكافحة الارهاب في العراق، أمس (الثلاثاء)، إنّه سيطر على حي الزهراء بعدما طرد مسلحي التنظيم.
وواجهت القوات العراقية مقاومة شرسة من المتطرفين على مدى أيام، حيث شن مفجرون انتحاريون وقناصة هجمات ونصب المتطرفون الاكمنة.
وتقود القوات الخاصة التابعة للجهاز عملية الموصل؛ وهي جزء من قوة قوامها مائة ألف شخص من الجيش وقوات الامن ومقاتلي البشمركة الكردية وميليشيا الحشد الشعبي، تهدف إلى طرد "داعش" من أكبر مدينة تحت سيطرته في العراق أو سوريا.
من جانبه، أفاد الفريق عبدالوهاب الساعدي قائد محور جهاز قوات مكافحة الإرهاب في حديث لقناة "العربية"، بأنّ القوات تفرض سيطرتها على حي البكر أحد أهم معاقل "داعش"، شرق الموصل، وأمامها 4 كيلومترات فقط لتقتحم مركز المدينة حيث يتحصن التنظيم. مشيرًا إلى مقتل عشرات المتطرفين في محيط الحي وتدمير أسلحة ثقيلة وسيارات مفخخة بواسطة طائرات التحالف الدولي التي استهدفت تجمعاتهم بأربع ضربات مكثفة، مضيفًا أنّ خطر "داعش" قد تلاشى داخل الأحياء.
بدورها، تتقدم الفرقة المدرعة التاسعة التي ألحقت خسائر كبيرة بصفوف المتطرفين جنوب شرقي الموصل، حيث وصلت إلى حي السلام لتتحرك بعده إلى الجسر الرابع على الساحل الأيسر.
أما جنوب الموصل، فتحقق فيه الشرطة الاتحادية ترافقها قوات عمليات نينوى تقدمًا كبيرًا ضد عناصر "داعش"، الذين انسحبوا إلى حيي البوسيف والغزلاني قرب المدخل الجنوبي، وسط أنباء تتحدث عن استعداد القوات لاقتحام البوسيف، بعدما أحكمت محاصرته وباتت قذائف المدفعية والصواريخ تنهال على تجمعات التنظيم هناك.
وشمالاً، تقول العمليات المشتركة إن الفرقة الـ16 بقي أمامها أحياء قليلة عند مدخل المدينة، أصعبها الحي العربي، الذي يحاول التنظيم التحصن بداخله.
أما غرب الموصل فحققت ميليشيات الحشد تقدمًا كبيرًا وأصبحت على مشارف تلعفر.
ودخلت العملية أسبوعها الرابع يوم الاثنين، وهي أكثر العمليات تعقيدا في العراق منذ 10 سنوات، وزاد من تعقيدها أن أكثر من مليون مدني ما يزالون تحت سيطرة التنظيم المتطرف في المدينة.
وتشير تقديرات الامم المتحدة إلى أنّ أكثر من 56 ألف شخص شُردوا بسبب القتال في القرى والبلدات المحيطة بالمدينة وانتقلوا إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة.
ولا يشمل هذا العدد عشرات الآلاف من الاشخاص الذين جرى حشدهم في قرى حول الموصل وأُجبروا على مرافقة مقاتلي "داعش" لتغطية تراجعهم صوب المدينة.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».