النظام يستأنف قصف حلب بغطاء روسي.. ويستهدف 3 مستشفيات خلال 24 ساعة

«المرصد»: خطة روسية لتشتيت المقاتلين في ريفي حمص وإدلب

أحد عناصر قوات الدفاع المدني (الخوذات البيضاء) يساعد الأهالي في انتشال الضحايا من بين ركام مبان انهارت بعد حملة جوية للنظام مدعومة بسلاح الجو الروسي هي الأعنف منذ أسبوعين على أحياء شرق حلب (أ.ب) - سيارة إسعاف دمرها قصف الطيران الروسي أمس على مستشفى في بلدة «الأتارب» بريف حلب الغربي (رويترز)
أحد عناصر قوات الدفاع المدني (الخوذات البيضاء) يساعد الأهالي في انتشال الضحايا من بين ركام مبان انهارت بعد حملة جوية للنظام مدعومة بسلاح الجو الروسي هي الأعنف منذ أسبوعين على أحياء شرق حلب (أ.ب) - سيارة إسعاف دمرها قصف الطيران الروسي أمس على مستشفى في بلدة «الأتارب» بريف حلب الغربي (رويترز)
TT

النظام يستأنف قصف حلب بغطاء روسي.. ويستهدف 3 مستشفيات خلال 24 ساعة

أحد عناصر قوات الدفاع المدني (الخوذات البيضاء) يساعد الأهالي في انتشال الضحايا من بين ركام مبان انهارت بعد حملة جوية للنظام مدعومة بسلاح الجو الروسي هي الأعنف منذ أسبوعين على أحياء شرق حلب (أ.ب) - سيارة إسعاف دمرها قصف الطيران الروسي أمس على مستشفى في بلدة «الأتارب» بريف حلب الغربي (رويترز)
أحد عناصر قوات الدفاع المدني (الخوذات البيضاء) يساعد الأهالي في انتشال الضحايا من بين ركام مبان انهارت بعد حملة جوية للنظام مدعومة بسلاح الجو الروسي هي الأعنف منذ أسبوعين على أحياء شرق حلب (أ.ب) - سيارة إسعاف دمرها قصف الطيران الروسي أمس على مستشفى في بلدة «الأتارب» بريف حلب الغربي (رويترز)

استأنف النظام السوري وروسيا، أمس، عملياتهما العسكرية، وبالتحديد تلك الجوية بعد نحو شهر من تعليقها، في مدينة حلب الواقعة شمال سوريا. وفيما أصرت موسكو على تأكيد أن عملية قواتها «الواسعة النطاق لا تشمل حلب»، رجّح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تكون روسيا شريكة في الضربات الجوية التي تنفذ على المدينة، وأن نفيها ذلك يندرج في إطار محاولة رفع المسؤولية عنها في حال وقوع إصابات كبيرة في صفوف المدنيين.
وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الأحياء الشرقية لحلب تعرضت أمس لـ8 ضربات جوية دفعة واحدة، «علما بأن لا قدرة للنظام السوري على القيام بذلك»، لافتا إلى أن «توسيع موسكو ضرباتها لتشمل ريفي حمص وإدلب هدفه تشتيت المقاتلين». وأضاف: «لا يمكن القول إن معركة حلب الكبرى التي يعد بها النظام وحلفاؤه انطلقت، خصوصا أن علامات استفهام لا تزال تُطرح حول قدرتهم الحقيقية على خوض هذه المعركة نظرا لوجود أعداد كبيرة من المدنيين في الأحياء المستهدفة».
وتزامنت التطورات الميدانية في حلب مع إعلان النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فرنس كلينتسيفيتش أن «عملية تطهير حلب يحتمل أن تبدأ خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، حيث أكد ممثلو السلطات السورية أن حلب ستحرر عاجلا أم آجلا، وأن القوات السورية جاهزة للقيام بهذه العملية، مدعومة جوا من طائرات القوة الجو - فضائية الروسية والقوات البحرية الروسية».
وقال عمار سقار، الناطق العسكري باسم تجمع «فاستقم كما أمرت» إن معلوماتهم الأولية تفيد بأن النظام السوري هو الذي يشن وبشكل أساسي الغارات على الأحياء الشرقية لحلب وبالتحديد على مساكن هنانو والشعار والصاخور وكرم الطراب، ما أدى لسقوط عدد من القتلى الجرحى، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّه يتم استخدام «صواريخ لا تمتلك أي دقة للأهداف، تُلقى بالمظلات كما يتم إلقاء البراميل المتفجرة، ما يجعل القصف عشوائيا». وأشار إلى أن الغارات لا تقتصر على المدينة، بل تطال الريف؛ حيث تم استهداف 3 مستشفيات خلال 24 ساعة.
وبحسب المرصد السوري، فقد «تضررت 3 مستشفيات في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة حلب في شمال سوريا جراء غارات لم يعرف إذا ما كانت سورية أم روسية خلال 24 ساعة»، لافتا إلى أن «طائرات حربية استهدفت بعد منتصف ليل أول من أمس، مشفى (بغداد) في قرية العويجل بريف حلب الغربي، ما أسفر عن تدميره وخروجه من الخدمة». وأدت هذه الغارات إلى سقوط جرحى من الكادر الطبي والمرضى، ومصابين كانوا قد نقلوا إلى المستشفى بعد غارات استهدفت مستشفى في بلدة كفرناها في ريف حلب الغربي، وأسفرت عن مقتل شخص على الأقل، بحسب المرصد الذي ذكر، أول من أمس، أن طائرات حربية كثفت غاراتها على ريف حلب الغربي، مستهدفة مستشفيين رئيسيين في كفرناها والأتارب. وأضاف في بيان: «استهدف مستشفى الأتارب الاثنين بخمس غارات متلاحقة أدت إلى تدمير غرف العمليات والصيدلية وغرف المراجعين، إضافة لتضرر سيارات الإسعاف، مخلفة إصابات في صفوف الكادر الطبي الموجود في المشفى، بالإضافة إلى إصابة سيدة ودمار منزلها القريب من المشفى».
وقال تلفزيون النظام السوري إن سلاح جو النظام نفذ ضربات على ما وصفها بـ«معاقل ومخازن تموين الإرهابيين في مدينة حلب القديمة»، فيما أفاد إبراهيم أبو الليث المسؤول بالدفاع المدني عن تعرض الجزء الشرقي من مدينة حلب السورية الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة صباح أمس، لـ«أعنف قصف منذ أكثر من أسبوعين، في الوقت الذي شوهدت فيه طائرات حربية تحلق في السماء». وأضاف الليث أنها «كلها غارات جوية وقنابل مظلية»، متحدثا عن «قصف عنيف لم نشهده منذ أكثر من 15 يوما».
وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس أنّه «لأول مرة في تاريخ الأسطول الروسي، شاركت حاملة الطائرات (أميرال كوزنتسوف) في عمليات مسلحة بعدما انطلقت طائرات (سوخوي – 33) من على متنها»، لافتا إلى أن «الجيش الروسي بدأ عملية واسعة النطاق تهدف إلى ضرب مواقع تنظيم داعش وجبهة (فتح الشام)، (النصرة سابقا)، في منطقتي إدلب وحمص، وكذلك مخازن ذخيرة وأماكن تمركز ومعسكرات تدريب للإرهابيين، ومصانع لإنتاج أنواع مختلفة من أسلحة الدمار الشامل». وبحسب شويغو، تشمل هذه العملية أيضا الفرقاطة الروسية «أميرال غريغوروفيتش» التي أطلقت صواريخ عابرة من نوع «كاليبر»، وكذلك النظم الصاروخية الساحلية «باستيون»، التي قال إنها أطلقت صواريخ ضد أهداف في عمق سوريا. وأوضح رئيس أكاديمية الدراسات الجيوسياسية، قسطنطين سيفكوف أن استخدام منظومة «باستيون» في سوريا لتدمير الأهداف البرية، هو الأول من نوعه في التاريخ. وأشار إلى أن الهدف من ذلك دراسة إمكانات المنظومة كافة في ظروف القتال الحقيقية.
وكانت مقاتلة روسية من نوع «ميغ - 29 كاي» تحطمت الاثنين الماضي في البحر المتوسط أثناء محاولتها الهبوط على متن حاملة الطائرات «أميرال كوزنتسوف». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن إحدى مقاتلاتها من طراز «ميغ - 29 كاي» تحطمت أثناء محاولتها الهبوط على سطح حاملة الطائرات الموجودة في مياه البحر المتوسط قبالة سوريا، جراء «عطل فني، إلا أن الطيار تمكن من القفز وتم انتشاله ونقله إلى حاملة الطائرات».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.