تلاسن بين الحكومة الإيرانية والقضاء حول حرية الصحافة

إدارة روحاني حاولت تخفيف الإحراج بعد الكشف عن مطالبها لإغلاق صحف منتقدة

تلاسن بين الحكومة الإيرانية والقضاء حول حرية الصحافة
TT

تلاسن بين الحكومة الإيرانية والقضاء حول حرية الصحافة

تلاسن بين الحكومة الإيرانية والقضاء حول حرية الصحافة

فجر معرض الصحافة السنوي المقام في طهران خلافا جديدا في هرم السلطة الإيرانية بين رئيس السلطة التنفيذية حسن روحاني ورئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، بشأن تقييد وسائل الإعلام وملاحقة الصحافيين. وحاول المتحدث باسم الحكومة محمد رضا نوبخت أمس الرد بنبرة هادئة على كشف لاريجاني ما وصفه بـ«نفاق وافتراء» روحاني بشأن موقفه من الصحافة في إيران. وقال إن الحكومة تعلن مواقفها بـ«صراحة وشفافية» من الصحافة ووسائل الإعلام، مضيفا أن الإدارة الإيرانية وشخص روحاني «يؤمنان بحرية التعبير والرأي والنقد في إطار القانون».
وإن كان عنوان الخلاف هذه المرة حول معاملة الصحافة لكنه كشف مرة أخرى مدى التناقض في المواقف السياسية للمسؤولين الإيرانيين، خاصة أن التناقض أصبح مصدر قلق أساسيا عند المواطنين وسببا في فقدان الثقة بالنظام الحاكم، وهو ما حذر منه عدد من كبار صناع القرار في الدوائر الإيرانية.
وكان روحاني، لدى افتتاحه معرض الصحافة في طهران الأحد الماضي، انتقد ما وصفه بـ«تكسير الأقلام بحجج واهية وتكميم الأفواه بحجج كاذبة»، كما انتقد غياب الحرية في المجتمع الإيراني، محذرا من أن «الأمان لا يمكن ضمانه بقوة البندقية وإن كانت ضرورية في بعض المواقف». وجاء ذلك ضمن كلامه عن تأثير الصحافة في تعزيز الأمن والسيطرة على الرأي العام في مختلف مناطق إيران خاصة بين أبناء القوميات وأتباع الطوائف الدينية.
وتتوقع الصحافة الإيرانية تصاعد النبرة العدائية بين كبار المسؤولين كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية لكن مع ذلك لا يثق المواطن الإيراني بتأثير الانتخابات الرئاسية ومنصب رئيس الجمهورية في ظل قبضة المرشد الإيراني على خامنئي والحرس الثوري على المسار السياسي والاقتصادي في البلد.
وقال روحاني إن «المحاكم ليست مكان بحث الكثير من تجاوزات وسائل الإعلام»، متسائلا: «كيف يمكن للصحافة القيام بدورها إن لم تشعر بالأمان». وتخشى الحكومة من نزيف وسائل الإعلام للمخاطبين في ظل تراجع المصداقية والثقة ووجود وسائل إعلام منافسة خارج الحدود الإيرانية تتناول قضايا الشارع الإيراني بعيدا عن المعايير التي تفرضها السلطة الإيرانية على وسائل الإعلام الداخلية.
وهاجم لاريجاني أول من أمس تصريحات روحاني من دون ذكر اسمه قائلا: «أخي العزيز من يشتكي بواسطة أو من دون واسطة بصورة شفهية أو مكتوبة ويتذمر لدى المرشد لماذا لا نتصدى لصحيفة فلان أو موقع فلان؟ لكنك بين الوسط الإعلامي تنادي بحرية التعبير والصحافة».
وشدد لاريجاني على أن السلطة القضائية «ليست معنية بتلك التصريحات وأنها ستواصل مسارها القانوني». وتعد انتقاداته أشد انتقادات يوجهها رئيس للقضاء الإيراني إلى رئيس الجمهورية في إيران.
ويعين رئيس القضاء من قبل المرشد بينما يحتاج الرئيس تأييد المرشد الأعلى لصحة الانتخابات الرئاسية قبل تكليفه بتشكيل الحكومة.
وفي مؤتمره الصحافي الأسبوعي سعى المتحدث باسم الحكومة محمد رضا نوبخت لتبرير ما أعلنه لاريجاني عن حقيقة موقف روحاني من وسائل الإعلام. وقال إن الحكومة «تحتج على منح البعض هامشا من الأمن للقذف وتوجيه الإساءات والتهم وتخطي القانون لتصورهم أنهم في مأمن». وأضاف أن الحكومة «تحتج ضد هذه المجاميع» لافتا إلى أن الحكومة «تؤمن بحرية الكتابة والفكر والرأي الذي تلتزم به كل وسائل الإعلام».
وأوضح نوبخت أن الحكومة «ستكشف عن قضايا احتجاجها تجاه التهم وانتهاك القانون»، مضيفا أن الوسط الإعلامي «بريء من تلك القضايا» وفق ما نقلت عنه وكالة «إيرنا» الرسمية.
وخصصت صحيفة «وطن أمروز» المحافظة الصفحة الأولى أمس، لتصريحات لاريجاني بشكل لافت واعتبرت الصحيفة تناقض روحاني الذي كشفه لاريجاني بمعاقبة وسائل الإعلام على خلاف ما أظهره في معرض الصحافة «هفوة كبيرة من شخص روحاني» و«صادمة للوسط الإعلامي». وأضافت الصحيفة أن رئيس القضاء كشف أن «الحكومة بأعلى مستوياتها تسعى وراء إغلاق الصحف المنتقدة».
لكن كلام روحاني بمعزل عن مواقف خصومه فسر بصورة عامه على أنه يأتي في إطار تحضيره المبكر للانتخابات الرئاسية المقبلة في مايو (أيار) نظرا لتعطيل أهم وعوده الانتخابية بإطلاق سجناء الرأي والسياسيين وفك الحصار عن المرشحين الإصلاحيين السابقين مير حسين موسوي ومهدي كروبي وتخفيف الضغوط عن وسائل الإعلام والانفتاح السياسي في الجامعات وكانت بعض الصحف المؤيدة له عبرت الأسبوع الماضي عن خيبة أملها من تعيين عقيد في المخابرات لمنصب وزير الثقافة والإعلام. وفي هذا الإطار قلل محللون مؤيدون لروحاني بشكل عام من أهمية تصريحاته بسبب سجل إدارته الضعيف في الدفاع عن الحريات الصحافية وصمته إزاء اعتقال الناشطين السياسيين وتراجع حقوق الإنسان في زمن رئاسته رغم الإدانة الدولية الواسعة.
وخلال السنوات الثلاث الماضية أثار كل من روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف سخط الوسط الإعلامي الإيراني لنفي وجود صحافيين معتقلين بسبب المهنة الصحافية خلال تصريحات أدلوا بها لوسائل إعلام أجنبية في زيارات خارجية. في هذا الصدد اتهمت الصحافة المعارضة روحاني منذ توليه الرئاسة بأنه «لا يتحمل الأصوات المعارضة له في وسائل الإعلام».
وتتقاسم السلطات الرئيسية الثلاث في إيران (البرلمان والحكومة والقضاء) والحرس الثوري والمخابرات والحوزات العلمية، المنابر الإعلامية في إيران ولا يوجد في إيران وسائل إعلام مستقلة رغم كثرتها.
وفي أحدث تقرير لمنظمة «مراسلون بلا حدود» حصلت إيران على الرتبة 169 من بين 180 دولة على صعيد حرية التعبير. وعدت المنظمة السلطة الإيرانية بين الدول المعادية للصحافة كما وصفت إيران بسجن كبير لوسائل الإعلام.
وفي حين تعد إيران من أقل الدول احتراما لحرية الصحافة في العالم، فإنها تقيم معرضا هذا العام بمشاركة 900 من المؤسسات الإعلامية بين وكالات أنباء وصحف ومجلات في 650 جناحا وأقامت طهران معرض الصحافة السنوي في مصلى طهران الكبير بالقرب من سجن أوين المكان الذي يعتبر الصحافيين من النزلاء الدائمين بسبب توجيه تهم مثل التجسس من أجهزة الأمن الإيراني. ويعد موقع «معماري نيوز» من بين أبرز الغائبين هذا العام بسبب اعتقال مديره ياشار سلطاني عقب تسريبه تفاصيل فضيحة «العقارات الفلكية» واتهام عمدة طهران اللواء محمد باقر قاليباف بالفساد.
وعلى صعيد المواقف المتباينة، وجه مستشار خامنئي الثقافي غلام علي حداد أصابع الاتهام إلى جهات أجنبية بالسعي وراء تفجر القومية الفارسية المتطرفة في إيران و«تضخيم بعض الشخصيات الفارسية» معتبرا «تسويق الشخصيات المنحرفة من أجندة الأعداء الأساسيين للنظام».
وتأتي تصريحات حداد عادل بعد يوم من تصريحات مستشار خامنئي العسكري اللواء رحيم صفوي تغنى فيها بأصوله الآرية، واعتبرها جسر التواصل بين الإيرانيين والكرد وبنبرة لا تخلو من التحذير طالب إقليم كردستان بإعادة النظر في إقامة علاقاته مع السعودية والاقتراب من إيران لأسباب أهمها الأصول الآرية المشتركة بين الجانبين.
وكانت إشارة حداد عادل إلى احتفال سنوي ينظمه أنصار التيار القومي الإيراني في مجموعة «باساغارد» الأثرية وقرب قبر منسوب لكوروش مؤسس السلالة الأخمينية في ضواحي شيراز بمناسبة ما يعتبرونه سقوط بابل بيد كوروش. وأظهرت مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل هتافات عنصرية معادية للعرب والأفغان والقوميات الأخرى.
ولاقت المناسبة تغطية واسعة من وسائل إعلام أجنبية ناطقة باللغة الفارسية من دون الإشارة إلى تنامي المشاعر العنصرية المعادية لغير الفرس خلال الاجتماع.
وفي 21 سبتمبر (أيلول) الماضي، بدأ تقرير القناة الرسمية الأولى عن الاستعراض العسكري السنوي باختيار مقتطف من كلمات من مقدم الاستعراض بنبرة حماسية يصف الحرس الثوري بأنه «حراس من أحفاد كوروش». من جانبها سلطت قناة «بي بي سي الفارسية» الضوء على ذكر كوروش في تغطيتها باعتباره منعطف الاستعراض.
ومع ذلك اتهم حداد عادل أعداء إيران بالسعي وراء خلخلة المفاهيم الثقافية وبث الروح القومية المتطرفة في إيران و«تهديد قيم الثورة».



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟