في حلب.. «الحاجة أم الاختراع»

سكانها يعودون للعصور الحجرية.. ويبتكرون أساليب جديدة لمواجهة الحصار

أبو رحمو 48 عاما يشحن البطاريات باستخدام الدراجات الهوائية (أ.ف.ب)
أبو رحمو 48 عاما يشحن البطاريات باستخدام الدراجات الهوائية (أ.ف.ب)
TT

في حلب.. «الحاجة أم الاختراع»

أبو رحمو 48 عاما يشحن البطاريات باستخدام الدراجات الهوائية (أ.ف.ب)
أبو رحمو 48 عاما يشحن البطاريات باستخدام الدراجات الهوائية (أ.ف.ب)

«الحاجة أم الاختراع» مقولة تجد في حلب التي تحاصرها قوات بشار الأسد خير ترجمة عملية لها. ففي ظل الحصار الخانق يتفنن سكان أحياء حلب الشرقية في ابتكار أساليب وأدوات لتأمين حاجاتهم، فيصنعون التبغ من أوراق الشجر، ويزرعون الخضار على أسطح منازلهم، وينتجون الكهرباء بالدراجات الهوائية.
خالد كردية، 25 عامًا، يجلس على كرسي من جلد بني اللون أمام محله لتوزيع الإنترنت في حي كرم الجبل، ويلخص ما يعانيه سكان الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة بالقول لوكالة الصحافة الفرنسية: «اضطررنا إلى العودة للعصور الحجرية».
وعمد السكان إلى ابتكار الأفكار ووسائل الاستمرار للتأقلم مع الحصار. فمن أجل تعويض النقص في جرار الغاز، ابتكر خالد كردية «تنكة زيت» للطهي عليها وتسخين الشاي والقهوة. ويقوم بجمع الخشب في حي كرم الجبل ويضعه في «تنكة زيت مستعملة أحضرها من القمامة».
وفي ظل النقص الدائم في الوقود واقتصار التيار الكهربائي الذي تنتجه المولدات على ثلاث ساعات فقط في بعض الأحياء، بدأ سكان حلب باستخراج المازوت من البلاستيك لاستخدامه في المولدات الكهربائية.
أما أبو رحمو، 48 عامًا، فبدلا من استخدام الوقود المصنع يدويًا، اختار أن يشحن البطاريات باستخدام الدراجات الهوائية. ويعمل أبو رحمو ميكانيكيا للسيارات في حي الأنصاري، وداخل ورشته الصغيرة يقوم الرجل الأربعيني بتلحيم مولد كهربائي صغير (دينامو) بدراجة هوائية ويصله من بعدها ببطارية صغيرة تستخدم في المنازل. وتتيح البطاريات المنزلية تشغيل لمبات صغيرة الحجم أو حتى غسالة إذا لزم الأمر.
وفي حي الكلاسة القريب، يفتح أمير سندة باب منزله الحديدي ليجد دجاجته الصغيرة في انتظاره، يقوم بإطعامها قبل أن يصعد إلى سطح منزله، حيث زرع ما تيسر له من بذور. ووضع أمير عشرات العلب المصنعة من الفلين الأبيض اللون، ملأها بالتراب واعتنى بها لتنبت فيها الخضار. ويقول: «لقد نبت عندي حاليًا البقدونس والفجل وقريبًا سوف ينمو السبانخ والسلق».
...المزيد



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».