روسيا مهتمة بـ«اليوان» باعتباره جزءًا من احتياطياتها النقدية

ميدفيديف: يجعل السوق المالية العالمية أكثر استقرارًا

روسيا مهتمة بـ«اليوان» باعتباره جزءًا من احتياطياتها النقدية
TT

روسيا مهتمة بـ«اليوان» باعتباره جزءًا من احتياطياتها النقدية

روسيا مهتمة بـ«اليوان» باعتباره جزءًا من احتياطياتها النقدية

قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، أمس السبت، إن بلاده مهتمة بتخصيص جزء من احتياطياتها النقدية باليوان الصيني، الأمر الذي من شأنه أن يجعل الموقف المالي العالمي أكثر استقرارا.
ونقلت وكالة أنباء «تاس» الروسية عن مدفيديف قوله: «إن قيمة عملة اليوان الصيني متوافقة بشكل كبير مع مستوى التنمية في الاقتصاد الصيني، وهذا الأمر تم الاعتراف به من قبل المؤسسات المالية الدولية، ونحن يسعدنا سماع ذلك. لذا أعني أن هذه فرصة لتخصيص جزء من مواردنا، ليس فقط من خلال صك الدولار أو اليورو (سواء كانت عملة ورقية أو غيرها من الأدوات المالية الأخرى)، ولكن أيضا من خلال صكوك بالعملة الوطنية لجمهورية الصين الشعبية (اليوان)، وهو أمر من شأنه أن يجعل الموقف المالي العام في دول العالم أكثر استقرارا».
وتابع مدفيديف: «الأزمة العالمية في عام 2008 أثارت تساؤلا حول ما إذا كان المرء يمكنه أن يثق في نظام مالي دولي يعتمد في الأساس على عملة واحدة أو عملتين على حد أقصى، وأقصد بذلك الدولار الأميركي أو اليورو إلى حد ما».
وأضاف رئيس الوزراء الروسي: «إنه من أجل أن يعمل الاقتصاد العالمي النقدي بشكل طبيعي، فإن نظام العملة يجب أن يتكون من كتلة متعددة العملات، حتى يصبح النظام المالي الدولي أكثر استقرارا في رأيي، وإن عنصر تحقيق ذلك يتمثل في ظهور اليوان الصيني باعتباره عملة في الاحتياطي النقدي لأي دولة».
وعلى صعيد ذي صلة، بدأت شركة «روسنفت» أكبر منتج روسي للنفط، أول من أمس، مرحلة الإنتاج التدريجي من حقل يوروبتشنو - توخومسكوي النفطي في شرق سيبيريا، حيث تم فعليا شحن الخام إلى خط أنابيب، بحسب «رويترز».
ويتزامن ذلك مع صعوبات يواجهها منتجو النفط في أنحاء العالم للتوصل إلى اتفاق على كبح الإنتاج لدعم الأسعار. وقالت «روسنفت»، التي يبدي رئيسها إيغور سيتشين شكوكا في قدرة «أوبك» على جلب الاستقرار إلى الأسعار، إنها بدأت شحن النفط إلى خط أنابيب متصل بأنبوب شرق سيبيريا - المحيط الهادي الرئيسي، الذي يستخدم أساسا في ضخ الإمدادات إلى الصين.
وقالت الشركة إنها تنوي تدشين مرافق جديدة في يوروبتشنو - توخومسكوي للإنتاج على نطاق صناعي في 2017. وتبدي «سينوبك» الصينية اهتماما بشراء حصة في الحقل، حسبما أوردته وسائل إعلام روسية. وتقول «روسنفت» إن إنتاج يوروبتشنو - توخومسكوي سيصل إلى الذروة عند مستوى يصل إلى خمسة ملايين طن سنويا (100 ألف برميل يوميا) في 2019.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تعهد بالمشاركة في اتفاق عالمي لوضع قيود على إنتاج النفط، قد أعطى الضوء الأخضر الأسبوع الماضي لبدء الإنتاج من حقل جديد في بحر قزوين تملكه «لوك أويل» ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا.



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.